دمشق ـ الوطن ـ وكالات:
أعلنت دمشق موافقتها مجددا على المشاركة في مؤتمر موسكو. وقالت بثينة شعبان إن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة أكد أن الأسد باق في موقعه. وفيما أعلنت جامعة الدول العربية تأييدها لمؤتمر موسكو، اتهمت واشنطن سوريا باستخدام غاز الكلور ضد المدنيين. وأكدت المستشارة الإعلامية والسياسية في الرئاسة السورية بثينة شعبان أن سوريا وافقت على اجتماع موسكو، مشيرة إلى أنه حوار تشاوري تمهيدي مع المعارضة للتحدث عن الأسس التي يجب أن يعقد مؤتمر الحوار وفقها. وقالت إن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة جيفري فيلتمان، أكد لها بعد الانتخابات الرئاسية السورية أن الرئيس بشار الأسد باق في موقعه. وأوضحت شعبان في تصريح صحفي أمس أن الأميركيين مربكون وينتظرون ماذا ستفعل روسيا خلال اجتماع موسكو ليعلنوا موقفهم من هذا الحوار. وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أعلن عن تأييده للجهود الروسية لإجراء لقاء موسكو بين السلطات السورية ومعارضتها لإحياء الحل السياسي على أساس جنيف1. وقالت شعبان إن "مساعد الأمين العام للأمم المتحدة جيفري فيلتمان، الذي التقته في النروج على هامش أحد المؤتمرات، أكد لها بعد الانتخابات الرئاسية أن الرئيس بشار الأسد باق في موقعه لكن يجب إيجاد طريقة للتعامل مع هذا الواقع لا سيما بعد أن كان الرئيس الأميركي باراك أوباما طالبه بالتنحي". وكان الرئيس الجديد "للائتلاف الوطني" المعارض خالد خوجة أعلن يوم الاثنين الماضي رفضه لأي حوار مع النظام السوري إلا في إطار عملية تفاوضية تحقق انتقالا سلميًّا للسلطة. وأضافت شعبان "إن الأصعب قد مر وما نفعله اليوم هو الخروج من النفق"، لافتة إلى أن "الحراك والمناخ السياسي والشعور الدولي العام حول ما جرى ويجري في سوريا يبشر بنتائج وأن العالم بدأ يقدر ما هو موقف سوريا وبدأ يتفهم هذا الموقف" وقالت إن سوريا رفضت التعاون الأمني مع الحكومات الغربية من دون تعاون سياسي. مؤكدة أن طائرات التحالف الدولي تخطر الجيش السوري قبل دخول الطائرات إلى المجال الجوي السوري. وتسعى موسكو إلى إجراء المفاوضات المقترحة أواخر الشهر الجاري بين الحكومة السورية والمعارضة، ودون شروط مسبقة، حيث أعلن الائتلاف أنه لم يتلق دعوة من موسكو للحوار مع النظام، عقب إعلان دمشق موافقتها على اللقاء، في حين أعلنت مصادر روسية عن توجيه دعوات لشخصيات معارضة من ضمنها أعضاء في الائتلاف وشخصيات من "هيئة التنسيق". وفي موضوع متصل قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامانتا باور أن أحدث تقرير بشأن الأسلحة الكيماوية في سوريا "يقدم مزيدا من الأدلة على استخدام الحكومة السورية غاز الكلور السام كسلاح في الحرب الأهلية التي تعصف بالبلاد منذ أربع سنوات بعد أن تعهدت بالتخلي عن ترسانتها السامة". وأشارت باور إلى أن "مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتمع بشأن الأسلحة الكيماوية السورية وراجع أدلة أكثر قوة لشهود عيان على استخدام الحكومة السورية غاز الكلور"، لافتاً إلى أن "32 شاهد عيان قالوا إنهم رأوا أو سمعوا أصوات طائرات هليكوبتر أثناء إسقاط براميل متفجرة.. وقال 29 إنهم اشتموا رائحة الكلور.. الجيش السوري فقط هو الذي يستخدم طائرات الهليكوبتر. وفي موضوع متصل أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)، أن الجيش الأميركي حقق تقدماً في جهوده لتحديد معارضين سوريين "معتدلين" بهدف تدريبهم للقتال ضد تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" ـ "داعش"، وأشارت إلى أن "مهمة التدريب" قد تبدأ في الربيع المقبل. وأوضح المتحدث باسم البنتاجون جون كيربي، في مؤتمر صحافي من أنقرة، أن تركيا والولايات المتحدة تعتزمان إنجاز اتفاق، خلال الشهر الحالي، بشأن تدريب معارضين سوريين "معتدلين" وتزويدهم بالعتاد في إطار الحملة التي تقودها واشنطن ضد "داعش". وفي موضوع متصل أعربت وزارة الخارجية الأميركية عن قلقها إزاء الإجراءات التي اتخذتها الحكومة اللبنانية لضبط الحركة على الحدود مع سوريا خشية أن تخلق تلك الإجراءات تحديات أمام الفارين من الحرب في سوريا. وطالبت الولايات المتحدة الحكومة اللبنانية بأن تنسق عن قرب مع الأمم المتحدة لضمان تمكين الهاربين من النزاع والاضطهاد في سوريا من اللجوء إلى لبنان. وكانت السلطات اللبنانية قد فرضت على السوريين الحصول على تأشيرة لدخول البلاد، في خطوة هي الأولى من نوعها في تاريخ العلاقات بين البلدين. من جانب آخر قال مصدر سوري مسؤول إن الحكومة غير قادرة على تأمين أكثر من 25% من حاجة سوريا من وقود التدفئة في الوقت الذي تقع فيه البلد تحت تأثير عاصفة ثلجية استثنائية. ويعاني السوريون من صعوبة بالغة في تأمين (المازوت) الذي يستخدم للتدفئة ووسائل المواصلات العامة وبعض المصانع، حتى في السوق السوداء التي يرتفع فيها ثمن هذه المادة إلى نحو ثلاثة أضعاف سعرها بالسوق النظامي الذي حددته الحكومة. ونقلت (آكي) الإيطالية عن المصدر إن "نحو 25 إلى 30% من المازوت هو ما تستطيع الحكومة تأمينه، ما يعني معاناة غالبية السوريين في أيام البرد الشديد واحتمال توقف بعض المصانع إن لم تورد لهم الحكومة الكمية الكافية لتسيير مصانعهم". وتابع "لم تتوقف الأفران الحكومية والخاصة ولم تنقص مادة البنزين الموردة لها، ومن المستبعد أن تتأثر في ظل الأزمة الحالية وقلة توفر المادة بسبب الأولوية التي توليها الحكومة لها بتوزيع مادة المازوت"، وفق قوله. وقال سكان وناشطون إن مادة المازوت غير متوافرة نهائيًّا بسعرها النظامي، ونادرة الوجود بسعر السوق السوداء الذي تجاوز 220 ليرة لليتر الواحد، أي ثلاثة أضعاف السعر النظامي تقريباً، مع وجود من هو قادر على دفع هذا الثمن لكنه لا يجد من يؤمن له الوقود اللازم. وتتعرض سوريا ومنطقة الشرق الأوسط عموماً لعاصفة ثلجية يصل تأثيرها لكافة المناطق الداخلية وبدأ تأثيرها أمس الأول، ونتيجة سوء الأحوال الجوية وسرعة الرياح الشديدة أغلقت السلطات المعنية ميناء طرطوس أمام الحركة الملاحية، مع توقع أن تُغطي الثلوج الكثير من الأراضي السورية خلال اليومين المقبلين. ويعتبر البرد مشكلة حقيقية وسط عدم توفر مادة المازوت والغاز، وكثرة انقطاع الكهرباء والتي تصل إلى 20 ساعة في اليوم حسب المناطق السورية، وحتى الأخشاب التي لجأ إليها البعض للتدفئة عن طريق قطع الأشجار عشوائيًّا خلال السنوات الأخيرة أوشكت على أن تصبح مادة نادرة الوجود أيضاً، ويترافق هذا النقص مع ارتفاع كبير جداً في أسعار المحروقات والكهرباء بشكل لا يستطيع تأمينه سوى شريحة محددة من السوريين. وتؤكد الحكومة أن التدفئة ليست أولوية بالنسبة إليها، والأولوية تُعطى للجيش والأفران والصحة والنقل الداخلي.