يُؤكِّد حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ حرصه السَّامي على التواصل مع أبناء شعبه في محافظات أو ولايات السَّلطنة كافَّة بشكْلٍ مباشر، للتعرف عن كثب عن تطلُّعاتهم وطموحاتهم ورؤيتهم التنموية كُلٍّ في محافظته.. إنَّها رُؤية سامية تسعى إلى تثمير المقوِّمات الاقتصادية والتطلُّعات الاجتماعية التي تحملها كُلُّ محافظة كُلًّا على حِدة، فكُلُّ محافظة من محافظات السَّلطنة تمتلك مقوِّمات اقتصادية وتنموية تختلف عن غيرها. ومن هذا المنطلق ومع سَعْي قائد البلاد المفدى لتوزيع المشروعات الكبرى على رُبوع البلاد كافَّة، عبْر لا مركزية ستصنع الفارق في المستقبَل، بحيث يكون لكُلِّ ولاية من ولايات السَّلطنة نصيبٌ معلوم من عوائد النهضة المتجدِّدة التي يعمل جلالة السَّلطان على تحقيقها على جميع المستويات والأصعدة، والتي أظهرت المنجزات الاقتصادية والاجتماعية ملامحها في العامَيْنِ الماضيَيْنِ، رغم عِظَمِ التحدِّيات، لكنَّ هناك إيمانًا ساميًا بقدرات أبناء عُمان في تحقيق أكبر المنجزات في أصعب الأوقات.
وفي هذا الإطار، جاء لقاء جلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظَّم ـ أعزَّه الله ـ بمشايخ محافظة شمال الشرقية، وذلك بحصن الشموخ العامر بولاية منح، لتأخذ المحافظة نصيبها العادل من النِّقاشات السَّاعية لتعظيم المنجز لأبناء المحافظة في ولاياتها كافَّة، حيث شهد اللقاء مناقشة عددٍ من المواضيع ذات الأبعاد التنموية والاقتصادية والاجتماعية التي تَمَسُّ تطلُّعات المواطنين، وتأكيد جلالته خلال اللقاء على حرص الحكومة على العمل بجِدٍّ واجتهاد لصناعة حاضرٍ مميَّزٍ ومستقبَلٍ زاهرٍ لأبناء السلطنة.. فتوجيهات جلالته السَّامية دائمًا ما تشكِّلُ قوَّة دفْعٍ لمنظومة العمل الحكومية نَحْوَ كُلِّ ما من شأنه الارتقاء بحياة المواطن ومقوِّمات الوطن الاقتصادية، في مزاوجة مطلوبة لِتَعُمَّ التنمية المستدامة رُبوع الوطن كافَّة، ويكون لكُلِّ فردٍ من أفراد المجتمع نصيبٌ حقيقي من عوائد التنمية في البلاد، فرفعة عُمان واجب وطني على كُلِّ أبنائها، ومقوِّماتها حَقٌّ لكُلِّ مواطن أيضًا.
إنَّ مِثْلَ هذه اللقاءات السَّامية تُعطي أبناء عُمان الأوفياء المُخلِصين فرصة كبيرة يَجِبُ أنْ يغتنموها للتَّعبير عن تطلُّعاتهم لمستقبَلٍ مُثمِرٍ في ولاياتهم؛ لذا عليهم تغليب المصلحة العامَّة، واستغلال تلك اللفتة السَّامية الكبيرة، في التَّعبير عن احتياجات الولايات التنموية، واستعراض جميع أوْجُه الفُرص التي تملكها الولايات، وتسبر أغوار مكنوناتها الاقتصادية؛ لِيَعُمَّ الخير على الجميع، ويقوم كُلُّ صاحب دَوْرٍ بِدَوْرِه، فهي لقاءات تُمثِّل فُرصة ذهبية لأبناء كُلِّ ولاية، وعلى شيوخ تلك الولايات الاستفادة القصوى منها، كما أنَّ مِثْلَ هذه اللقاءات تعكس وتُجسِّد بحقٍّ عُمق العلاقة وترابطها بَيْن القائد وشعبه، وسيكون لها دَوْرٌ ملموس في تحقيق أبعاد اقتصادية جديدة ترفد رُؤية "عُمان 2040" بأبعاد جديدة؛ لِتَشقَّ النهضة العصرية المتجدِّدة طريقَها برُسوخ وثَباتٍ، وتبلغ الأهداف والغايات الوطنية المأمولة، والتي تصبُّ جميعها في خدمة البلاد والعباد، وتعمل على تحقيق مكانة كبيرة لعُمان الحبيبة، مكانة تليق بها إقليميًّا وعالميًّا.
ولعلَّ أبرزَ ما عكس أهميَّة تلك اللقاءات بَيْن القائد المفدى وأبناء شعبه، هو الإعلان عـن موافقـة مجـلـس الـوزراء عـلـى إشـهار الأندية الرياضية والثقافيـة في ولايات، العامرات بمحافظة مسقط، ونخل بمحافظة جنوب الباطنة، وطاقة بمحافظة ظفار، وإزكي بمحافظة الداخلية، ودماء والطائيين بمحافظة شمال الشرقية، وضنك بمحافظة الظاهرة، لتكون نواة لبيئة حاضنة لأبناء عُمان بمختلف أعمارهم وفئاتهم، وهو ما يعكس الاهتمام السَّـامـي الـذي يُـولِيـه جلالـة السُّلطان المعظَّم ولـلـدَّوْر الـذي تقـوم بـه الأندية الرياضية والثقافية في احتضـان مختلـف الـقـدرات والمواهـب والإبـداعات، وسعيًا لنشـر الأنشطة الثقافية والرياضية والشبابية لِتَعُمَّ مختلـف المحافظـات والولايـات، ومواكبـةً للرؤيـة المستقبلية "عُمـان ٢٠٤٠"، التي تحمل الخير للمستقبَل.