جودة مرسي:
يقول الصالح في شعره: "أبى الله إلا أن يدوم لنا الدهر * ويخدمنا في ملكنا العز والنصر".. تذكرت هذا البيت من الشعر وأنا أقف على بوابة التاريخ أقرأ واقعا نتلمسه بانبهار ونعيشه بكل جوارحنا وتفكيرنا، بل نتمسك بأننا نحلم بأن يكون نبراسا للآخرين في القول والفعل والعمل. كل هذا وأنا أتأمل في أحداث يناير من عامين ماضيين، هذه المناسبة السعيدة للشعب العماني وأمته الأبية بتولِّي حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ مقاليدَ الحُكم في البلاد لنستشعر ونسبح ونسجد شاكرين لله على دوام نعمه على هذه الأرض الطيبة التي يشرق نورها ويعم أرجاء المعمورة. ونعلم أن من رضاه علينا أن منحنا سلطانا يجدد لنا النهضة لتستمر البلاد في طريقها مواصلة وضع أحجار من ذهب يضيء بريقها النجاح والأمن والاستقرار للشعب العماني وكل المنعمين بخيرها "كما أننا في السلم نبذل جودنا * ويرتع في أنعامنا العبد والحر".
استهل جلالته ـ حفظه الله ـ العام الجديد باللقاء المفتوح الذي تميزت به عُمان وقادتها دون غيرهم من البلاد ليلتقي جلالته ـ حفظه الله ـ بشيوخ وولاة المحافظات والذين يمثلون المواطنين في تطلعاتهم، فكان طرحهم للعديد من طلباتهم واحتياجاتهم كالمشاريع والخدمات ذات الصلة بالجوانب التنموية، موجِّهًا ـ رعاه الله ـ بضرورة العمل بمبدأ التكاملية بين الحكومة والمواطنين لتنفيذ المشاريع الهادفة التي تخدم الصالح العام، ليستمر النهج السَّامي المتجدد لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بالالتقاء بالمواطنين في كل شبر من أرجاء الوطن العزيز، وإيمانًا من جلالته بأهمية الاستماع المباشر لما يطرحونه من رؤى ومقترحات بنَّاءة تصبُّ في مصلحة الوطن والمواطن.
خلال لقاء جلالته ـ أبقاه الله ـ كان الأمل والبشرى بالاطمئنان على المستقبل في كلمات جلالته المضيئة بالمضي قدما في طريق التنمية التي يسعد بها كل مواطن، حيث تفضَّل جلالته واستعرض كل ما يهم ويسعد الشأن المحلي، مؤكدًا أن السلطنة ماضية بعون الله في تنفيذ خططها وبرامجها بمختلف المجالات رغم التحديات؛ لتحقيق أهداف التنمية المستدامة المنشودة، وبناء حاضر زاهر، ومستقبل مشرق لكل أبناء الوطن، فيما أكد جلالته على الاهتمام بريادة الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ودورها في تنشيط الحركة الاقتصادية، وتوفير فرص العمل، وتشجيع رواد ورائدات الأعمال لتأسيس مشاريعهم الخاصة؛ فقد تفضَّل ـ أبقاه الله ـ وأسدى توجيهاته السَّامية الكريمة بتمويل البرامج الخاصة التي تُعنى بهذا الجانب، وسوف توفر الحكومة الحوافز اللازمة لضمان نجاحها.
إنها عُمان بتميزها في قيادتها وشعبها اللذين يمثلون شعار "كلنا نبض واحد" في كل محافل الحياة؛ لأنهم لُحمة يزيدها التاريخ عبقا ونورا وتظل مثالا لكل الأمم التي تأمل بالاستقرار والازدهار، إنها عُمان التي دعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد لها التاريخ ولأبنائها بحسن البناء، فكانت على الدوام وفي كل المناسبات عنوانًا للملحمة الوطنية تعودنا أن نرى من خلالها التكاتف والعمل والعطاء، حفظ الله جلالة السُّلطان، وأمدَّه بعونه وتأييده، وأسبغ على عُمان وشعبها السلامة والخير والأمان.