مع التأكيد المستمر من لدن حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ على تحديث الجهاز الإداري للدولة بما يواكب مع متطلبات مسيرة النهضة المتجددة، وبما يعمل أيضًا على تسريع إنجاز معاملات وخدمات المواطنين, فإن هذا الحرص السَّامي جاء مقرونًا بضرورة أن يكون هذا التحديث مستدامًا، حيث يبدأ من إعداد العاملين في الإدارات العليا إعدادًا وفق أحدث المناهج الإدارية.

وقد وضع جلالة السُّلطان المعظم ـ أيَّده الله ـ هدفًا غاية في الأهمية من عملية تحديث الجهاز الإداري يتمثل في "الانتقال بالأداء الحكومي من مستوى الحلول الاضطرارية، إلى مستوى آخر، أكثر ديمومةً، يَتِمُّ فيه إرساء مجموعة، من الحلول الشاملة، التي تضع النُّمو الاقتصادي، والاستدامة المالية، ورفاهية المجتمع في أول سُلَّمها."

ومن منطلق هذا الهدف، تتجلَّى ضرورة وضع سيناريوهات لمختلف التحديات الإدارية وإيجاد الحلول لها؛ حتى لا يكون الأداء نابعًا من (الاضطرارية) في التعامل، الأمر الذي يستدعي إيجاد كوادر مؤهلة لاستشراف هذه التحديات والتعامل معها.

ويأتي إصدار حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم مرسومًا سلطانيًّا ساميًا بإنشاء الأكاديمية السُّلطانية للإدارة تحت الرعاية الفخرية السَّامية لجلالته ـ أيَّده الله ـ للعمل نحو تطوير الموارد البشرية، حيث إن هذه الأكاديمية ستُعنى بتأهيل وتطوير القيادات الإدارية الحالية، وإعداد القيادات الواعدة في القطاعين العام والخاص وفق المنهجيات الإدارية الحديثة مع توظيف تقنيات وأساليب التعلم الحديثة، حيث ستقوم الأكاديمية بتقديم الدراسات التطبيقية لتطوير المحتوى الفكري المتخصص في الإدارة الحكومية الحديثة، ورفد القيادات في القطاع العام بما هو جديد في العمل الحكومي، بما يضمن مواكبة مؤسسات القطاع العام لمفهوم "الإدارة العامة الحديثة".

المحرر