الجزائرــ العمانية: صدر عن دار ومضة للنشر والتوزيع والترجمة، كتاب بعنوان (قصّة سيف التيجان)، يتضمن سيرة شعبية قام د. الشريف مريبعي بتحقيقها من خلال مخطوط ندرومة (تلمسان). وتوجد (قصّة سيف التيجان) في أكثر من مخطوط، أهمُّها مخطوط ندرومة، ومخطوط المكتبة الوطنية (تونس)، ومخطوط الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية (السعودية)، ومخطوط طهران الموجود بالمكتبة الوطنية (إيران)، ومخطوط المكتبة الوطنية بباريس (فرنسا). ويؤكّد د. عبد الحميد بورايو، في تصدير الكتاب، على مغاربيّة سيرة سيف التيجان، بمراعاة العوامل التي أدّت إلى إبداعها وتداولها بين الناس في حقب تاريخية عاشتها الأمة العربيّة الإسلاميّة، واستناداً إلى لغة المدوّنة التي تقترب كثيراً من اللّهجة الجزائرية، كما تُبَيِّنُه المقدّمة التي وضعها المحقّقُ مريبعي.
ويشير بورايو إلى أنّ مقارنة سيرة “سيف التيجان” بالسير المشرقيّة، تكشف تشابها كبيرا بينها وبين سيرة سيف بن ذي يزن، من حيث اعتمادها الواسع على الخيال الأسطوري، وإحالتها إلى العهد التاريخي السابق للإسلام، وهو عهد الإسلام بالمعنى المطلق (إسلام سلالة إبراهيم الخليل). ويُرجّحُ بورايو أن تعود أصولُ نشأة القصّة الأم، أو المبدأ والمنطلق، لتراث العهد السابق على الإسلام (الجاهلي)، نظرا لاعتمادها على الميثولوجيا، وتركيزها على توازي عالمين: عالم الجنّ، وعالم الإنس، وما يحدث بينهما من تداخلات وتفاعلات.
وتمّ تكييف القصّتين الجاهليتين مع ظروف المجتمع العربي الإسلامي في القرون الوسطى، وتمّ إبداعهما من جديد. ويمثّل الاغتراف من المخزون التراثي الذي قد يعود لفترة تأسيس الجماعة القومية معينا ثريًّا يغرف منه عادة رواة السير ومبدعو الأدب الملحمي.