عماد الخضوري:
■ 25 سفينة تعامل معها الحوض الجاف من خلال تركيب أجهزة تنقية الغازات «Scrubbers» لتقليل انبعاثات الكربون من السفن
■ موقع الحوض الجاف يسهم فـي إيجاد تكاملية مع المشاريع الضخمة خصوصا فـي قطاعي النفط والغاز والصناعات التحويلية
■ محادثات مع العديد من الشركات العالمية المتخصصة فـي صيانة وإصلاح محركات السفن لتأسيس أفرع لها فـي الحوض الجاف بالدقم
■ أكثر من 4 ملايين ريال عماني حجم الأعمال المسندة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة العام الماضي
■ توسعة القدرة الاستيعابية للحوض الجاف من خلال شراء حوض عائم ضمن الخطط المستقبلية للشركة
■ استقطاب كبريات شركات النقل البحري يؤكد مكانة الحوض الرائدة
فـي الأسواق العالمية

كتب ـ عبدالله الشريقي:
■ ■ استقبلت شركة أسياد للنقل البحري والحوض الجاف إحدى شركات مجموعة (أسياد) منذ بدء تشغيل الحوض الجاف بولاية الدقم بمحافظة الوسطى في عام 2011 وحتى نهاية العام الماضي 1170 سفينة من مختلف الأحجام والأنواع معظمها كانت للصيانة والبعض منها تم تحويلها إلى استخدامات أخرى.
وأشارت مجموعة (أسياد) إلى أن أكثر من 40 دولة حول العالم تستفيد من خدمات الحوض الجاف، مؤكدة على نمو حجم أعمال الحوض الجاف سنويًّا، حيث بلغت نسبة الارتفاع 20% في عام 2021 مقارنة مع عام 2020، كما أن الشركة استطاعت فرض نفسها وتعزيز موقعها العالمي كإحدى الشركات العالمية في صيانة السفن.■ ■

وقال عماد بن سعيد الخضوري، الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية بشركة أسياد للنقل البحري والحوض الجاف: حقق الحوض الجاف إنجازا جديدا، إذ تم تقييمه ضمن أفضل الأحواض حول العالم في تجهيز السفن بالطاقة النظيفة، وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من السفن، حيث تعامل الحوض الجاف مع 25 سفينة حتى نهاية العام 2021م، بتركيب أجهزة تنقية الغازات (Scrubbers) لتقليل انبعاثات الكربون من السفن، ومنوها بأن هناك تزايدا في الطلبات لتركيب هذه الأجهزة من قبل ملاك السفن حسب اتفاق المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة، والذي تم البدء فيها مطلع العام الحالي 2022م.

وأضاف عماد الخضوري: إن الحوض الجاف بالدقم استقبل أحجامًا مختلفة من السفن أضخمها بوزن 400 ألف طن من ناحية المواد السائبة بعدد 4 سفن، حيث يستقبل الحوض بشكل دوري أكبر ناقلات النفط، التي تنقل ما يقارب مليوني برميل، مشيرا إلى أن الشركة عمدت على إجراء محادثات أولية مع العديد من الشركات العالمية المتخصصة في صيانة وإصلاح محركات السفن لتأسيس أفرع في موقع الحوض الجاف بالدقم.

الاستراتيجية التسويقية
وأوضح الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية بشركة أسياد للنقل البحري والحوض الجاف بأن وتيرة الأعمال التسويقية بالشركة ارتفعت بشكل ملموس خلال الأعوام الثلاثة الماضية، منوها بأن الاستراتيجية التسويقية للشركة تتم من خلال الكوادر الوطنية العاملة في الشركة وشركاء عالميين، حيث عمدت الشركة على تنظيم زيارات ميدانية دورية لفريق العمل في الشركة إلى معظم ملاك السفن والتعامل مع كبرى الشركات المالكة للسفن في كل من الخليج العربي وآسيا وأوروبا، بهدف زيادة حجم أعمال الشركة وتوسيع الحصة السوقية للشركة في المنطقة والعالم، في المقابل يعمل الحوض الجاف على دعوة ملاك السفن لزيارة الحوض الجاف بالدقم للاطلاع على جودة وتقانة عمل الحوض في صناعة وإصلاح السفن، وممارسات الشركة في مجال الأمن والسلامة وحماية البيئة.
وقال الخضوري: الحوض الجاف خلال الأعوام الثالثة الماضية استقطب كبرى شركات النقل البحري تحديدا شركات نقل الحاويات كشركة ميرسك التي تعد الأولى عالميًّا في مجال الشحن البحري، مما يؤكد المكانة الرائدة للحوض الجاف في الأسواق العالمية وموقع الحوض المنفرد والمطل على خطوط الملاحة في المحيط الهندي يضيف ميزة أخرى له ليجعله رائدًا في مجال إصلاح السفن ونمو الحصة السوقية له في المنطقة. موضحا بأن الشركة استهدفت في استراتيجيتها التسويقية الأسواق العالمية كالسوق الأوروبي الذي يضم الشريحة الأكبر من ملاك السفن في العالم، والسوق الآسيوي كأكبر الأسواق في النقل البحري، والأسواق الناشئة في مجال ملاك السفن مثل السوق التركي والأسواق الإقليمية. كما أن الفريق يسعى بجهود حثيثة لتوسعة الانتشار والوصول إلى أسواق جديدة في العام الحالي، حيث تستهدف الشركة السوق الاسكندنافي الذي يضم الدنمارك والنرويج.

توسعة قاعدة الأعمال
وبيَّن الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية بشركة أسياد للنقل البحري والحوض الجاف أن الشركة تسعى إلى توسعة قاعدة الأعمال المنوطة بها، ففي مجال بناء السفن تستهدف الشركة بناء أنماط معينة كسفن القطر التي تستخدم في سحب السفن الضخمة، وسفن المساندة. مشيرا إلى أن الحوض الجاف يعمل حاليا على بناء سفينة طاقم، وذلك وفق أفضل المواصفات العالمية. حيث اعتمدت الشركة على استخدام معدن الألمنيوم الصلب لتعزيز هيكل السفينة ومنحها مواصفات السرعة والقوة المناسبة، موضحا بأن الشركة تسعى إلى دعم المجتمع المحلي وتعزيز أنشطة الصيد في السلطنة من خلال صناعة سفن الصيد وذلك دعما للأنشطة الصناعية والاقتصادية.

إيجاد تكاملية
مع المشاريع الضخمة
وأكد عماد الخضوري أن موقع الحوض الجاف الذي يبعد بمسافة قريبة من الآبار النفطية في محافظة الوسطى أسهم في إيجاد تكاملية مع المشاريع الضخمة في السلطنة خصوصًا في قطاعي النفط والغاز والصناعات التحويلية، لتصنيع الهياكل الحديدية والمنصات البحرية وصيانتها، كما تمتلك الشركة قدرات وإمكانيات متطورة في توسيع قاعدة أعملها في العمليات الإنشائية الحديثة كمشاريع رأس مركز وتركيب الأنابيب، مؤكدا أن الشركة تقوم حاليا بدراسة تصنيع المعدات والأجزاء المستخدمة في الطاقة النظيفة كطاقة الرياح.

القدرة الاستيعابية للحوض
وأشار عماد الخضوري إلى أنه من ضمن الخطط المستقبلية لشركة أسياد للنقل البحري والحوض الجاف العمل على توسعة القدرة الاستيعابية للحوض الجاف، من خلال شراء حوض عائم، والذي بدوره سيعمل على زيادة القدرة الاستيعابية بمعدل 20% أو أكثر. موضحا بأن فترة إصلاح السفينة تتراوح بين 7 أيام إلى 15 يوما. وقال الخضوري: تتجاوز نسبة التعمين في الإدارة العليا والمتوسطة بالشركة 80%، مشيرا إلى أن حجم الأعمال التي أسندتها الشركة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ارتفع من أكثر من مليون وسبعمائة ألف ريال عُماني في عام 2019، إلى أكثر من 4 ملايين ريال عماني العام الماضي 2021م، حيث تمثلت الأعمال المسندة في توريد قوى عاملة التموين وخدمات إزالة الوقود وغيرها، كما أنه جارٍ العمل على انشاء حاضنة أعمال لدعم الشركات الناشئة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة المتخصصة في قطاع صيانة السفن.

علمًا أن أسياد للحوض الجاف، إحدى شركات مجموعة أسياد، تدير أحد أكبر الأحواض الجافة في الشرق الأوسط والذي يتمتع بموقع استراتيجي بالقرب من خطوط الشحن العالمية. ويتألف الحوض الذي تديره الشركة من حوضين جافين بطول 410 أمتار وعرض 95 مترا للحوض الأول و80 مترا للحوض الثاني وبعمق يصل إلى 10 أمتار وارتفاع 14 مترا، كما يضم أرصفة بطول 2800 متر وساحات بمساحة 453 ألف متر مربع. بالإضافة إلى 14 رافعة. حيث يقدم خدماته لمختلف أنواع السفن بما في ذلك السفن العملاقة التي تبلغ حمولتها 600 ألف طن. كما استطاعت الشركة منذ بدء عملياتها التشغيلية في عام 2011م التعامل بكفاءة عالية مع سفن نقل الغاز الطبيعي المسال وناقلات النفط الكبيرة قبل التوسع إلى إصلاح ناقلات المركبات والسفن السياحية علاوة على خدمات التحويل من استخدام لآخر لجميع أنواع السفن. كما تمكنت من دخول سوق بناء السفن بتسليم أول سفينة من صنع الكوادر الوطنية عام 2021م. الجدير بالذكر فإن مجموعة أسياد هي المزود العالمي للخدمات اللوجستية المتكاملة في السلطنة حيث تحتل المرتبة الرابعة ضمن أكبر الشركات اللوجيستية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حسب تصنيف مجلة فوربس. وبقيمة سوقية للأصول تتجاوز 4 مليارات ريال عماني، تقدم المجموعة حلولا لوجستية شاملة لجذب الاستثمارات وتلبية احتياجات عملائها من الأسواق المحلية والعالمية لتعزيز اقتصاد السلطنة. كما أن المجموعة تدير ثلاثة موانئ بحرية عميقة ومنطقتين حرتين ومنطقة اقتصادية متكاملة، وعددا من الخدمات البحرية تضم أحد أكبر الأحواض الجافة في المنطقة، وأسطولا متناميا من الناقلات البحرية العملاقة يتجاوز عددها 60 سفينة، مدعومة بشبكة نقل بحري تربط السلطنة مباشرة مع 86 ميناء تجاريا في 40 دولة حول العالم.