دمشق ـ «الوطن» :
صدر حديثا عن دار الفكر بدمشق ودار الفكر المعاصر بيروت ودبي، الطبعة الثانية من كتاب (شاهد على العصر) للكاتب والمفكر العماني محمد بن حمد بن سعيد الرحبي، وهو يتضمن بين دفتيه مجموعة مقالات منشورة بجريدة (الوطن) وموقع (سبلة العرب). يقول الكاتب في مقدمته: منذ بداياتي في تلقّي العلم الذي استقيت ينابيعه في بلدي عمان، ثم سوريا، ثم العراق، فتلك البداية كان لها الأثر الأكبر في تشكيل رؤيتي وشخصيتي ووجداني وثقافتي القومية العربية، ثم التقيت عصر النهضة في بدايته، بأحلامه وطموحاته، وبدأت المسير أحلم بوطن يتقدم وأمة تعلو، وطن حلمت بمستقبله، وتعايشت مع فجر عصر جليل،ارتقت فيه بلدي عمان بخطاً ثابتة مستقرة، ومستقبل مشرق تضافرت وتوحّدت فيه كل القوى الشعبية لتحقيق هذا الحلم. وعندما تم تعييني في وزارة الإعلام، تدرجت في عدة مناصب، وبدأت أمارس هوايتي المفضلة، وهي الكتابة، وتزامنت رحلتي الصحفية مع إصدار جريدة (الوطن)، وكأن الظروف تسيّرني إلى هذا الاتجاه، فعبرت بمقالاتي عن وجداني القومي العربي، الذي يفرحني ما يفرحه، ويفطّر قلبي ما يحزنه، واتخذت تلك المقالات وسيلة للتعبير عن إيجابيات وسلبيات محلية وعربية ودولية، أتحدث فيها بموضوعية، وأناقش فيها القضايا المحلية والعربية والدولية المختلفة، واضعاً نصب عيني مصلحة وطني الأم عُمان، والوطن الأكبر وطني العربي، ثم مر الزمن سريعاً كأنه أمس قريب، وتوقفت عن الكتابة، لعلها كانت استراحة محارب، لا أعلم! وتفرقت تلك الكتابات، وإذ بأحد أصدقائي يقرأ إحداها، ويشجعني على جمعها وإعادة نشرها، مدّعياً أنها تشكل شاهداً على عصر مررت به منذ أن تفتحت عيني المتعلمة وعقلي الواعي وقلبي الشاهد على هذا العصر، فجمعت ما وجدته، وأزلت من عليه تراب الزمن والجهد، ونظّمت ما قدرت على جمعه، فتلك الكتابات منذ السبعينيات، فوضعتها في هذا الكتاب على ثلاثة أبواب، افتتحتها بمجموعة مقالات يومية بعنوان: (كل صباح)، ثم ألحقتها بالباب الثاني، وهو مجموعتي: (سقط القناع من الوجوه)، التي أناقش من خلالها (بروتوكولات) حكماء صهيون، التي نشرت في جريدة الوطن ثم موقع (سبلة العرب) ـ (السبلة السياسية)، على مدار ست وعشرين حلقة، إلا أنني لم أستطع جمع سوى ثلاث عشرة حلقةً منها فقط، ثم ختمتها بالباب الثالث: (مقالات متنوعة)؛ عبارة عن أربعين مقالة مختلفة المواضيع الوطنية والعربية والدولية، منشورة بـ(الوطن) على مدار تاريخ إنشائها.
أتمنى أن تكون شهادة في الحق على تاريخ عربي قومي وإنساني، مررت به على مدار خمسين عاماً من العمل في القطاع الثقافي والإعلامي والاجتماعي... أرجو أن تستفيد منه الأجيال الحالية والقادمة. جاء الكتاب في 320 صفحة من القياس الكبير.