يبدأ تنفيذه فـي الربع الأول الجاري بتكلفة 40 مليون ريال عماني

كتب ـ عبدالله الشريقي:
وقَّعت مدينة خزائن الاقتصادية أمس الاتفاقيات المالية والإغلاق المالي لمشروع سوق خزائن المركزي للخضراوات والفواكه بمدينة خزائن الاقتصادية بولاية بركاء بمحافظة جنوب الباطنة الذي يبدأ تنفيذه في الربع الأول من العام الحالي بتكلفة تبلغ 40 مليون ريال عماني، وذلك في إطار الخطط والجهود المبذولة لنقل أنشطة التخزين والبيع بالجملة للخضراوات والفواكه من سوق الموالح المركزي للخضراوات والفواكه بولاية السيب إلى سوق خزائن.
تمثلت الاتفاقية الأولى حول إكمال الاكتتاب لرأس المال مع كل من الصندوق العُماني للبنية الأساسية “ركيزة” وشركة سالم وشركائه ومجموعة الكلباني وشركة خزائن للتطوير والاستثمار، كشركاء مساهمين في شركة سوق خزائن المركزي للخضراوات والفواكه والتي ستتولى تطوير وإدارة السوق الجديد بمدينة خزائن الاقتصادية.
أما اتفاقية التمويل المصرفي فتم توقيعها بين صحار الإسلامي وشركة سوق خزائن المركزي للخضراوات والفواكه لتقديم التسهيلات التمويلية وتطوير وتشغيل مشروع السوق الجديد.
رعى حفل توقيع الاتفاقيات معالي المهندس عصام بن سعود الزدجالي رئيس بلدية مسقط وبحضور عدد من أصحاب السمو والمعالي والسعادة وعدد من ممثلي الجهات الحكومية والخاصة والشركات العاملة في نشاط استيراد وتسويق الخضراوات والفواكه بسوق الموالح المركزي للخضراوات والفواكه.
وقال معالي المهندس رئيس بلدية مسقط: إن سوق خزائن المركزي للخضراوات والفواكه مشروع كبير في مدينة خزائن الاقتصادية الموجودة بولاية بركاء، ويتطلع أن يكون السوق محطة استثمارية تجذب استثمارات عالمية وداخلية. مشيرا إلى أن الهدف الأساسي من المشروع هو تطوير الخدمات المتعلقة بالخضراوات والفواكه والنقل والتجميع والتخزين والتبريد وكذلك البيع بالجملة والتجزئة.
وأضاف معاليه: إن مخطط السوق شامل وواف ويعد قربه من مطار مسقط الدولي وسوق الموالح المركزي للخضراوات والفواكه الحالي عامل جذب، حيث سيتم بعد عامين من تنفيذ سوق خزائن نقل سوق بيع الجملة وسوق الموالح المركزي للخضراوات والفواكه إلى هذا السوق بخدمات عالية ومستوى عالمي.
من ناحيته قال المهندس كلات بن غلام البلوشي رئيس مجلس إدارة مدينة خزائن الاقتصادية في كلمته: تنفيذ المشروع يأتي ضمن المحاور الرئيسية لرؤية عُمان 2040 في تمكين القطاع الخاص كمحرك رئيسي للاقتصاد والقيام بدوره في التنمية الاقتصادية ،حيث إن الهدف الرئيس من نقل أنشطة التخزين وتجارة الجملة إلى السوق الجديد هو تحسين أداء وجودة العمل بقطاع الخضراوات والفواكه وتوفير حلول لوجستية متكاملة للتخزين المركزي البارد والجاف لمختلف منتجات الخضراوات والفواكه، ومزودا بمرافق متطورة حديثة تخدم الأنشطة اللوجستية.
وأضاف البلوشي: إن السوق الجديد سيعمل كمنصة تسويقية ولوجستية جاذبة للمستثمرين والشركات المحلية والإقليمية والعالمية العاملة في قطاع الخضراوات والفواكه ويعد السوق المركزي الجديد أحد المكونات الرئيسة لمدينة الغذاء التي تحتضنها مدينة خزائن الاقتصادية التي تسهم في تعزيز منظومة الأمن الغذائي للسلطنة تماشيا مع الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي، مشيرا إلى أن الإغلاق المالي يؤكد على أهمية دور شركات الاستثمار في اكتشاف الفرص ودراسة جدواها الاقتصادية وهيكلتها كمنتجات استثمارية جاذبة للمستثمرين ورجال الأعمال والعمل على إكمال الاكتتاب المالي وتوفير التمويل المصرفي من خلال المصارف المالية لتطوير وتشغيل هذه المشاريع.
من جهته قال منير المنيري الرئيس التنفيذي للصندوق العماني للبنية الأساسية (ركيزة): يسرنا الإعلان عن توقيع اتفاقية الاستحواذ على حصة في شركة سوق خزائن المركزي للخضراوات والفواكه مع مجموعة من شركات القطاع الخاص، حيث ستمنحنا هذه الفرصة تعزيز استثماراتنا المحلية ودعم استراتيجية تنويع الاستثمارات في مختلف القطاعات بما يتواءم مع أهداف رؤية عمان 2040 وتعزيز النمو الاقتصادي في السلطنة، موضحًا أن فوائد هذا الاستثمار لا تنحصر على العوائد المادية فحسب، بل تسهم أيضا في بناء منصة وطنية لوجستية متكاملة تلبي متطلبات المستفيدين واحتياجاتهم في السوق المحلي، من خلال تطوير البنية الأساسية على المستوى الوطني، وتوفير المرافق الملائمة بأفضل المعايير، إذ يُعدّ سوق خزائن المركزي للخضراوات والفواكه سلة غذاء ومركزًا لاستقبال المنتجات الزراعية (المستوردة والمحلية) وتداولها وإعادة توزيعها على جميع محافظات السلطنة، وهو ما يُمثّل الأهداف الاستراتيجية للصندوق.
وأضاف: “ركيزة” يُعدّ أول صندوق استثماري للبنية الأساسية في السلطنة، وتتمثل أبرز أهدافه بالاستثمار في أصول البنية الأساسية في مجالات الطاقة المتجددة، والمياه، والاتصالات، والنفط والغاز، والخدمات اللوجستية والمشاريع البيئية.
من ناحيته قال عبدالواحد المرشدي، رئيس مجموعة الصيرفة الإسلامية بصحار الدولي: سعداء بتوقيع اتفاقية التمويل المصرفي وتقديم التسهيلات المالية لشركة سوق خزائن المركزي للخضراوات والفواكه، حيث يعد هذا المشروع من المشاريع الوطنية التي يحرص البنك أن تكون له مساهمة في تطويرها لما له من عائد اقتصادي للسلطنة، وكذلك يخدم أهداف البنك الاستراتيجية في تمويل القطاعات الرئيسة مثل قطاع الغذاء والقطاعات الحيوية الأخرى.
الجدير بالذكر، يتضمن السوق الجديد للخضراوات والفواكه بمدينة خزائن الاقتصادية العديد من المرافق المهمة والخدمات الأساسية من أهمها المخازن المبردة، وقاعة البيع الرئيسية، ومنطقة البيع من الشاحنات، مظلات فرز وبيع البصل البطاطا، والمخازن الجافة، ومنطقة التفتيش الجمركي والحجر الزراعي، ومكاتب الشركات العاملة بالسوق، ومحطة صيانة وشحن الرافعات الشوكية بالكهرباء، ومشاغل لفرز الخضراوات والفواكه، وعشرة بوابات للتفتيش الجمركي والحجر الزراعي، ومختبر فحص العينات الزراعية تحت إشراف وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، وسبعة بوابات لدخول الشاحنات، إضافة إلى الخدمات العامة والتي تشمل الخدمات المصرفية، ومواقف للشاحنات، ومسجد، ومحلات التسوق، ومكاتب تخليص المعاملات، ومطاعم وغيرها من المرافق، كما سيحتوي السوق أيضا على منافذ البيع بالتجزئة لتغطية الطلب من المناطق المحيطة بالمدينة.
وتبلغ مساحة السوق الجديد ثلاثة أضعاف مساحة سوق الموالح المركزي الحالي مع قابلية التوسع مستقبلا لمواكبة النمو المتوقع، وسيرتبط السوق باستراحة مركزية لوقوف الشاحنات خصصت لها مساحة 100 ألف متر مربع، كما يشكل ارتباط السوق بالموانئ القريبة كميناء السويق وميناء صحار ووقوعه بالقرب من ميناء خزائن البري أهمية كبيرة لنجاح السوق الذي يشكل النواة لتأسيس مدينة متكاملة للصناعات الغذائية تتضمن تصنيع وتعليب وتغليف وحفظ المواد الغذائية، كما سيسهم السوق الجديد في استقطاب الشركات العالمية المتخصصة في سلاسل توريد الغذاء وهو ما يعزز من وضع السلطنة كمركز لتصنيع وتوزيع المواد الغذائية في المنطقة والعالم من خلال الاستفادة من الموقع الاستراتيجي للسلطنة ومتانة البنية اللوجستية في السلطنة بشكل عام ومدينة خزائن الاقتصادية بشكل خاص.