حرص حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ منذُ تَولِّيه مقاليد الحُكم على تقديم أوْجُه الدَّعم كافَّة للشَّباب العماني، ومثَّلت توجيهاته السَّامية منطلقًا للحكومة للعمل على الاستفادة القصوى من تلك الفئة الاجتماعية التي تُعدُّ الأهمَّ. فهم الحاضر والمستقبَل، هم الأمل في غدٍ مشرق، بسواعدهم وعقولهم تتجدَّد النهضة المباركة، وبتطلُّعاتهم وطموحاتهم يُبنى الوطن ويُرسى بنيانه. لذلك تحرص الإرادة السَّامية ليس فقط على تقديم أوْجُه الدَّعم والمساندة بالتدريب والتمكين، وإنَّما جلالة القائد المفدى يحرص أيضًا على الاستماع لهم، وكانت توجيهاته السَّامية للمحافظين والولاة والمسؤولين بعقد لقاءات دورية مع شباب عُمان في كُلِّ حَدَبٍ وصَوْبٍ من رُبوع السَّلطنة نبراسًا يُهتدى به في مشاركة الشَّباب في بناء وطنهم، ودَوْرِهم المِحْوَري الذي لا غنى عنه في دفْع عجَلة النُّمو المُستدام نَحْوَ الأمام، ما يضعُ السَّلطنة في المكانة التي تَليقُ بتاريخها إقليميًّا ودوليًّا.
فإذا كانت تلك الرُّؤية السَّامية، فعلى أفراد المجتمع كافَّةً الاستجابة السَّريعة، ووضْع الآليَّات المُناسبة لتحقيق تلك الرُّؤية السَّامية؛ لِمَا لها من أهميَّة كبيرة في تجديد النهضة العُمانية، ورسْم ملامح لمستقبَلٍ أفضل لعُماننا الحبيبة. فالإيمان بِدَوْرِ الشَّباب واجب مجتمعي، علينا جميعًا أنْ نتَّحدَ وراء التَّوجيهات السَّامية، ونبتكر طُرقًا تُناسب العصر لتحقيق الإرادة السَّامية، والسَّعي بجهودٍ مُتضافرة إلى الاستماع إلى الشَّباب، ما سيكون له أثَرٌ كبير على شعورهم بالانتماء، فالشَّاب عندما يشعر باهتمام وطنه به، تتجدَّد لديه عوامل العطاء كافَّةً، ويشعر بالفخر والانتماء لهذا الوطن. ولعلَّ هذه السِّمة إحدى أهمِّ السِّمات الأساسية في مَسِيرة عُمان النهضوية الممتدَّة لخمسة عقود مضت، حيث الإيمان بالشَّباب وبسواعدهم كان عنوانًا عريضًا، حرصت السَّلطنة طَوال خمسين عامًا على تحقيقه، ورفْدهم بكُلِّ الوسائل العِلمية والعملية التي تساعدهم على تحقيق دَوْرهم المنشود. ومع رغبة جلالته ـ أبقاه الله ـ بتجديد عهد النهضة، فتح خطابه السَّامي للشَّباب دَوْرًا جديدًا ينطلق من تطلُّعاتهم وطموحاتهم، والاستماع لرُؤاهم حَوْلَ المستقبَل.
وتعبيرًا عن تلك الرَّغبة السَّامية، أُطلقت بولاية شناص بمحافظة شمال الباطنة مبادرة (الشباب قادرون) التي تهدف إلى تبنِّي مبادرات الشَّباب وإشراكهم في صُنع القرار، وتشجيعهم على إبداء آرائهم ومقترحاتهم التي من شأنها النُّهوض بالولاية من خلال المشاريع الاقتصادية والسياحية والترفيهية والتنموية، وهي خطوة يجب أنْ تكون نموذجًا تتسارع في تحقيقه الولايات كافَّةً بطُول الوطن وعرضه، فهذه المبادرة تأتي انطلاقًا من التَّوجيهات السَّامية لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ بأهميَّة دَوْر الشَّباب والمجالس البلدية في تنمية المحافظات، وهي مبادرة يجب أنْ تعمَّم في ربوع الوطن كافَّةً؛ حتَّى يتسنَّى منها الاستفادة من الطَّاقة الجبَّارة التي يحملها الشَّباب، ورغبتهم الكبيرة في بناء وطنهم بكُلِّ السُّبل والطُّرق المُمكنة.
إنَّ تلك المبادرة تأتي من خلال مشاركة الشَّباب في دراسة لعمل مشروع سياحي أو تجاري، وكذلك العمل على تبنِّي أفكارهم الخاصَّة بعمل مُخطَّطات سكنية نموذجية، وغيرها من الأفكار والمقترحات التي من شأنها الرُّقي بالولاية، وهي دعوة لأبناء الولاية من تلك الفئة العمرية يجب أنْ يتمسكوا بها، ويعبِّروا عن شخصيتهم دُون خوف أو وجَل، فالكرة الآن أضحت في ملعب الشَّباب، وعليهم التمسُّك بتلك الفُرصة التي جاءت بتوجيهات سامية استجاب لها المجتمع، فنجاح تلك المبادرة سيكون له دَوْرٌ كبير في تعميمها على ولايات ومحافظات البلاد كافَّةً.