عبدالله بن سعيد الجرداني:
يأتي المرسوم السامي رقم:(2/ 2022) بإنشاء الأكاديمية السلطانية للإدارة إيمانًا من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بأهمية تطوير منهجية الموارد البشرية والمساهمة بفاعلية في نجاح الأداء المؤسسي مواءمة مع تطبيق منظومة قياس الأداء الفردي والإجادة المؤسسية التي بدأ تطبيقها مطلع العام الحالي في المؤسسات الحكومية والتي تعتبر أحد ممكنات (رؤية عمان 2040).إن المتغيرات السريعة والتطورات التي يشهدها العالم، تحتّم على القيادات الاهتمام بالعنصر البشري وتحسين قدراته باعتباره حجر الأساس والمورد الأهم الذي تعتمد عليه الإدارة في تحقيق أهدافها، وقد جاء المرسوم ليؤكد أهمية تطوير العمل الإداري في المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص كونه الهاجس الأسمى لتنمية المهارات اللازمة للموظفين وبالتالي توليد الأفكار وتحقيق الإبداع والابتكار في العمل المؤسسي والوصول إلى التميز في الأداء الوظيفي.
وبلا شك ستسهم الأكاديمية في رفد المؤسسات المختلفة بالقيادات الإدارية الواعدة بعد أن تكتسب المهارات اللازمة وتُلِم بخصائص ومزايا العمل المؤسسي، مما ستتمكن تلك القيادات من الالتفات للعقول البشرية وبرمجتها وتهيئتها وتشغيلها للعمل بكفاءة واقتدار، الأمر الذي يعزّز ثقافة الكفاءة والإنتاجية والابتكار في مؤسسات الجهاز الإداري للدولة.
الأكاديمية السلطانية للإدارة مرحلة انتقالية قادمة تؤهل القيادات العليا بالدولة لتنفيذ الاستراتيجيات والخطط المستقبلية وفق مفهوم عصري حديث لمعنى الإدارة، والأمل معقود عليها وما تتضمنه من أقسام مختلفة لتطوير المحتوى الفكري المتخصص في الإدارة الحكومية الحديثة، وبلا شك ستكون المخرجات ثريّة بالمهارات الإدارية التي ستمكّنهم من قيادة زمام العمل المؤسسي بكل إخلاصٍ وتفانٍ وتطبيق مبدأ الشخص المناسب في المكان المناسب.
إن تنفيذ (رؤية عمان 2040) بمختلف محاورها يتطلب تحريك مكامن الإبداع وتفعيل قيم الأداء والإنجاز ولن يتأتّى ذلك دون وجود عقول إدارية تستشرف تطلعات المستقبل وتعمل على صناعة الأثر الواضح والإيجابي في المعطى التنموي، وتأتي التوجيهات والمقاصد السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بتأسيس الأكاديمية لتكون اللبنة الأولى في التدريب الإداري لتضطلع بدورها في خدمة الاقتصاد العماني وأساليب إدارته ليكون اقتصادًا منتجًا ومتّسقًا مع مسارات الاقتصاد العالمي الحديث.
لقد بات من الضروري الالتفات إلى الكوادر الشابة من القيادات الوسطى بالجهاز الإداري للدولة ممن يتولون بدورهم القيادة مستقبلًا، وبلا شك ستكون الأكاديمية هي الحاضنة لتأهيل القيادات الواعدة وفق المنهجيات الإدارية الحديثة، ومن المؤمل أن تغطي برامج التدريب هذه الفئة في مختلف المؤسسات الحكومية لكي تعم الفائدة وتتوسع وبالتالي توفير الكوادر التي تلبي متطلبات تحقيق التنمية الشاملة.
يومًا بعد يوم تتوالى الجهود والمساعي الحثيثة من قبل الحكومة الرشيدة بقيادة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ أبقاه الله ـ وبعون الله ستتحقق التنمية بكل جوانبها كما خطط لها في (رؤية عمان 2040)، فالخطوات التطويرية التي تنفذ الآن تدعونا للتفاؤل بمستقبلٍ واعد يحقق الرفاهية للمواطن، فإعادة هيكلة الجهاز الإداري والحوكمة والأداء المؤسسي..
وغيرها من الممكنات، هي بلا شك مرحلة مفصليّة من عمر الوطن سيكون نتاجها الوصول إلى أفضل التصنيفات عالميًا وفق مؤشرات التنمية المستدامة بعون الله تعالى.

* مراسل (الوطن) بولاية العامرات