سعيد السيسي:
انطلاقًا من المثل العربي (القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود)، فإن ثقافة الادخار لها مردود إيجابيّ للفرد وللمجتمع، حيث يستطيع الفرد إدارة الأزمات والمواقف الطارئة بشكل جيد. وعليه، فإن ثقافة الادخار تنبثق من المهارة والقدرة على التنظيم والتخطيط الجيد وإعطاء الأولويات للنفقات الضرورية في الحياة، حيث القيام بتطبيق هذه الثقافة سيمكن الأفراد من التعامل مع الأزمات والطوارئ المستقبلية بشكل أفضل من الذي حدث أثناء أزمة جائحة كورونا. قد يُنفق البعض أموالًا طائلة على أشياء غير ضرورية في الحياة اليومية دون الأخذ بالاعتبار الأزمات والطوارئ التى يمكن حدوثها مستقبلًا دون سابقة إنذار. وعليه، فإنه لا بُدَّ من غرس ثقافة الادخار منذ الصغر، وهذا يُعد من الأدوار الأساسية التي لا بُدَّ أن تقوم بها الأسرة تجاه أبنائها وبناتها لتصبح عادة لديهم. فكلما تربى الأبناء على ثقافة الادخار رسخت هذه الممارسة الجيدة لتصبح ثقافة تنمو معهم، وبالتالي يمكنهم الادخار بشكل طبيعي مستقبلًا. هناك العديد من الطرق الفعالة للادخار بطريقة مثالية، ومنها قاعدة الـ20% و30% و50% والتي من خلالها تستطيع تقسيم راتبك الشهري إلى ثلاثة أقسام، بحيث 50% منه للنفقات الضرورية والأساسية مثل الإيجارات ومصروفات الإعاشة وأقساط البنك وفواتير المياه والكهرباء والاتصالات واشتراكات باقات الإنترنت. بينما 30% منه للنفقات الشخصية كاشتراك صالة اللياقة البدنية أو المطاعم أو شراء الملابس أو شراء العطور...إلخ. لا بُدَّ من التأكد من عدم تجاوز النفقات غير الأساسية نسبة أكثر من 30% من الدخل الشهري، بينما الـ20% الباقية تُخصص للادخار. بمجرد القيام بتنفيذ هذه القاعدة ستتمكن من التحكم في المصروفات غير الضرورية، وسوف تقدر على الادخار لأي أزمات أو طوارئ مستقبلية أو بإمكانك استثمار المبلغ المدخر في شكل ودائع مالية بعائد مالي. وهناك العديد من الطرق الأخرى للادخار سنتطرق إليها في المقالات القادمة بإذن الله تعالى.