(النصرة) تتبنى وإدانة عربية ودولية للعمل الإرهابي

طرابلس ـ وكالات:
القاهرة ـ الوطن:
قتل تسعة أشخاص وأصيب 37 آخرون بجروح في تفجيرين انتحاريين وقعا في منطقة جبل محسن في طرابلس في شمال لبنان. وبعد أن تحدثت تقارير أولية عن عملية انتحارية واحدة، أفاد مصدر أمني عن وقوع تفجيرين انتحاريين، مشيرا إلى الاشتباه بأن شابين من المدينة يقطنان حيا سنيا يبعد حوالى خمسمئة متر عن جبل محسن ذات الغالبية العلوية، قد يكونان نفذا العملية التي تبنتها جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة. وسارعت الأطراف السياسية المختلفة في لبنان الى استنكار التفجير، داعية الى التضامن مع اهالي جبل محسن والى "الوحدة الوطنية". وقال المصدر الأمني إن "انتحاريا أول دخل مقهى الأشقر في جبل محسن وفجر نفسه. وحصلت فوضى وهرع الناس الى المكان، فوصل انتحاري ثان وفجر نفسه بدوره". وأعلنت ما تسمى بجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة على حسابها الرسمي على موقع تويتر مسؤوليتها عن التفجيرين. واعلنت وزارة الصحة في بيان اوردته الوكالة الوطنية للاعلام ان حصيلة التفجيرين "تسعة قتلى و37 جريحا"، مشيرة الى وجود اشلاء ومصابين آخرين اصابات طفيفة. وأكد شهود وجرحى وقوع انفجارين في المقهى، مشيرين إلى أن أحدا لم يتمكن من معرفة ما حصل بالضبط على الفور. كما أشاروا الى وجود اشلاء بين الجثث. وتم تناقل صورة راس انتحاري قطع بسبب شدة الانفجار، على مواقع التواصل الاجتماعي. وسارع الاطراف السياسيون الرئيسيون في البلاد الى استنكار التفجير، داعين الى الوحدة الوطنية. وقال رئيس الحكومة تمام سلام في تصريح صحفي "ان هذه الجريمة لن ترهب اللبنانيين والطرابلسيين منهم على نحو خاص، ولن تضعف عزيمة الدولة وقرارها في مواجهة الارهاب والارهابيين". واتهم حزب الله ، "التكفيريين الإرهابيين" بارتكاب الجريمة. وقال في بيان ان هذه الجريمة "واضحة المعالم وواضحة الأهداف، ما يؤكد أن الأخطار التي تتهدد مناطقنا كلها هي واحدة ومصدرها الفكر التكفيري الإجرامي الذي لا يميز بين منطقة وأخرى وطائفة وأخرى وبلد وآخر"، مشيرا إلى أن "استهداف مدينة طرابلس في هذا الوقت محاولة من هؤلاء الإرهابيين لإعادة نشر بذور الفتنة بين أهلها". ودعا "أهالي وقيادات جبل محسن بشكل عام" إلى "التماسك والصبر وعدم الانجرار إلى ردات الفعل التي تحقق للمجرمين أهدافهم الدنيئة". في المقابل، قال رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، أبرز زعماء السنة في لبنان، في بيان ان "هذا العمل الإرهابي يندرج في إطار إثارة البلبلة وتأجيج الفتنة وزعزعة الأمن في عاصمة الشمال، بعدما تمكن الجيش اللبناني والقوى الأمنية من وقف دورات العنف والاقتتال ومكافحة التنظيمات الإرهابية وتثبيت الأمن والاستقرار في المنطقة". وقال الحريري "ان هذه الجريمة الإرهابية النكراء تتطلب تضافر جهود جميع اللبنانيين ووقوفهم بقوة وراء الجيش اللبناني والقوى الأمنية للقيام بالإجراءات المطلوبة في حفظ الأمن وملاحقة المرتكبين" ومحاكمتهم. وبدأت الاجهزة الامنية والقضاء التحقيق في الحادث، بينما فرض الجيش اللبناني طوقا على كل منطقة جبل محسن، ومنع الصحفيين من الاقتراب من مكان الانفجار. وعلى حسابه على موقع تويتر، كتب فارس سعيد، الامين العام لقوى 14 آذار التي ينتمي اليها سعد الحريري، "أنا هذا المساء جبل محسن"، في صدى لعبارة "انا شارلي" التي عمت العالم خلال الأيام الأخيرة تضامنا مع ضحايا الاعتداء الذي نفذه إسلاميون متطرفون على مقر صحيفة "شارلي ايبدو" الفرنسية. واعلن الجيش اللبناني هوية الانتحاريين اللذين فجرا نفسيهما في مقهى في منطقة جبل محسن. وقال الجيش في بيان اصدره امس الاحد "نتيجة الكشف الاولي للخبراء العسكريين المختصين على موقع الانفجار الذي حصل في منطقة جبل محسن، تبين ان العملية الارهابية نفذها انتحاريان هما طه سمير الخيال وبلال محمد المرعيان". والشابان من منطقة المنكوبين الواقعة في المدينة نفسها والتي تبعد حوالى خمسمئة متر عن جبل محسن. وذكر مصدر امني في الشمال ان طه الخيال "في العشرين من عمره، ومطلوب بمذكرات توقيف بتهمة المشاركة في معارك" بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن" اللتين شهدتا على مدى السنوات الماضية عشرين جولة قتال على خلفية نزاع طائفي قائم منذ الحرب الاهلية (1975-1990). ومنذ /اكتوبر، ينتشر الجيش اللبناني بكثافة في طرابلس، وقام بمئات التوقيفات ومنع الظهور المسلح، وتمكن من فرض خطة امنية لوقف العنف في المدينة. وقال المصدر الأمني إن الخيال "متوار عن الانظار منذ ثلاثة اسابيع"، مشيرا الى معلومات عن وجوده لفترة في منطقة القلمون السورية المحاذية للحدود اللبنانية من جهة الشرق حيث تدرب مع تنظيمات متطرفة. واضاف ان الخيال "معروف بارتباطه بتنظيمات متطرفة، وهو كان قريبا من منذر الحسن" الذي فجر نفسه السنة الماضية خلال مداهمة للجيش لبناء كانت تختبئ فيه مجموعة مسلحة في طرابلس. اما بلال المرعيان، فهو في السادسة والعشرين من عمره، متزوج وله ولد. لا سوابق له. وقدرت قيادة الجيش زنة كل من الحزامين الناسفين اللذين كان الانتحاريان يضعانهما باربعة كيلوجرامات من المواد المتفجرة.
ولا يزال الجيش يطوق منطقة جبل محسن، ويمنع الدخول اليها.
أدان الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، بشدة التفجير الانتحاري الإرهابي الذي استهدف مقهى في منطقة جبل محسن في مدينة طرابلس اللبنانية مما أدى إلى استشهاد 9 أشخاص وإصابة العشرات بجروح من المواطنين الأبرياء. وأشاد الأمين العام، في بيان له أمس "الأحد" بمواقف وحكمة مختلف القيادات السياسية اللبنانية التي نددت بهذه الجريمة النكراء التي تستهدف زعزعة مسيرة الأمن والاستقرار في لبنان وإشعال نار الفتنة. كما دعا الأمين العام جميع اللبنانيين إلى الالتفاف حول الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية، مشيداً بالدور الوطني الفعال الذي تقوم به من أجل المحافظة على الأمن والاستقرار في لبنان. وتوجه الأمين العام إلى أهالي الضحايا والحكومة اللبنانية والشعب اللبناني بأحر التعازي والمواساة متمنيًا للجرحى الشفاء العاجل. من جهته أكد السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أهمية زيارة الوفد الوزاري العربي اليوم "الاثنين" إلى دولة لبنان برئاسة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية دولة الكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح – الذي ترأس بلاده القمة العربية الحالية، وعضوية أحمد ولد تكدي وزير الخارجية والتعاون الموريتاني الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للمجلس الوزاري للجامعة والدكتور نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية. وقال بن حلي في تصريح للصحفيين أمس، أن هذه الزيارة تهدف بالدرجة الأولى إلى تأكيد التضامن العربي مع لبنان، وخاصة فيما يتعلق بمواجهة العمليات الإرهابية، التي تزعزع أمنه واستقراره . وأشار إلى أنه سيتم خلال الزيارة أيضًا بحث الأوضاع والتطورات الراهنة والحوار الجاري بين مختلف القوى اللبنانية، فيما يتعلق باختيار رئيس الجمهورية اللبناني، كما سيتم تبادل الرأى حول مختلف القضايا التي تهم لبنان والدول العربية . وأضاف أن الوفد سيجري لقاءات مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام، ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل. وتأتي الزيارة بناء على قرارات مجلس جامعة الدول العربية لتأكيد التضامن العربي مع لبنان حكومة وشعبا ودعم الجهود المبذولة على الصعيد السياسي والاقتصادي والأمني بغية المحافظة على الأمن والاستقرار في جميع الأراضي اللبنانية. وسيتم خلال الزيارة بحث جهود جامعة الدول العربية بالتشاور مع المؤسسات الدستورية اللبنانية و مختلف القوى السياسية من أجل تكريس الاستقرار وتعزيز النمو الاقتصادي في لبنان والتشديد على مقررات الحوار الوطني التي صدرت عن مجلس النواب اللبناني وعن هيئة الحوار الوطني. ويناقش الوفد الوزاري العربي سبل ووسائل دعم جهود لبنان والمساعدات الإنسانية التي تقدمها لللاجئين السوريين والفلسطينيين في لبنان. من جهتها أدانت الحكومة السورية امس الأحد التفجير الإرهابي الذي وقع مساء أمس في منطقة جبل محسن بمدينة طرابلس شمال لبنان. وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الحكومة السورية قدمت التعازي لذوي الضحايا ، واعتبرت أن "الوحدة الوطنية هي الكفيلة دائما بمواجهة الإرهاب". بدورها أدانت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم امس الأحد بشدة التفجير الذي وقع بمنطقة جبل محسن في مدينة طرابلس اللبنانية الليلة الماضية ، مؤكدة أن "من يقف وراء الهجوم يستهدف وحدة واستقرار لبنان". وأعربت أفخم ، وفق ما نقلته وكالة "فارس" الإيرانية" ، عن تضامنها مع حكومة وشعب لبنان ومع عوائل ضحايا التفجير. وعبرت أفخم عن ثقتها بأن "المسؤولين والقادة السياسيين في لبنان وعبر تدعيم أسس الوحدة والحوار الوطني سيفشلون مخططات الأعداء الرامية إلى بث روح الفتنة بين فئات الشعب اللبناني. من جهتها دانت الولايات المتحدة الاحد التفجير الانتحاري في مدينة طرابلس شمال لبنان الذي اسفر عن مقتل تسعة اشخاص السبت، ووعدت بتقديم الدعم للقوات الأمنية اللبنانية. وقالت نائبة المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماري هارف أن "الولايات المتحدة تدين بشدة التفجير الانتحاري الذي وقع امس في مقهى عمران في حي جبل محسن في طرابلس بلبنان". وأضافت أن "الولايات المتحدة ستواصل دعمها القوي لقوات الأمن اللبنانية التي تحمي الشعب اللبناني وتقاتل المتطرفان العنيفان وتحافظ على استقرار وسيادة وأمن لبنان".