شدد على أهمية إعداد دراسة تفصيلية لإنشاء صندوق تنموي للاستدامة بتمويل القطاع الخاص

ـ الدول الأعضاء مطالبة بتسهيل الإجراءات الخاصة بإنشاء تحالفات بين الشركات الخليجية والشركات المتخصصة في مجال تصنيع متطلبات مشاريع السكك الحديدية

كتب ـ هاشم الهاشمي:
أوصى مؤتمر "توطين صناعات السكك الحديدية والمترو في دول مجلس التعاون الخليجي 2015" في ختام أعماله يوم أمس بفندق قصر البستان إلى وضع استراتيجية شاملة لتكامل مشاريع السكك الحديدية والمترو ضمن منظومة النقل الشامل بكافة انماطه بين دول مجلس التعاون بما فيها الاعمال اللوجستية لنقل الركاب والبضائع، على أن تشكل تلك الاستراتيجية جزءاً من التخطيط الاستراتيجي الشامل بدول المجلس.
إنشاء صندوق
وأكدت توصيات المؤتمر على أهمية إعداد دراسة تفصيلية لإنشاء "صندوق تنموي لاستدامة قطاع السكك الحديدية والمترو بدول مجلس التعاون على أن يتم تمويل الشراكة من قبل القطاع الخاص، ويكون من أهم أهدافه إعداد برامج تدريبية، تشمل التدريب على رأس العمل، مدروسة بشكل جيد بما فيها إنشاء أكاديمية خليجية للتدريب ورفع الكفاءات الوطنية والاستفادة قدر الإمكان من معاهد التدريب القائمة حاليا بدول المجلس في مجال السكك الحديدية.
وكذلك اعداد برامج للدراسات الأكاديمية المتخصصة بقطاع السكك الحديدية والمترو بما فيها تطوير برامج البحث العلمي وتطوير التقنيات ودعا المؤتمر إلى إعداد دراسة وبرامج لتوطين الصناعات المساندة لمشاريع السكك الحديدية والمترو ذات القيمة المضافة للاقتصاد بدول المجلس وشدد المؤتمر على وضع خطة عمل وجدول زمني لتوطين الصناعات المساندة والمعرفة والتجربة والخبرات الإقليمية والدولية الخاصة باستدامة تطوير وتشغيل وصيانة مشاريع السكك الحديدية والمترو.
استراتيجية شاملة
كما أوصى المؤتمر إلى الحاجة بوضع استراتيجية شاملة لتكامل مشاريع السكك الحديدية والمترو ضمن منظومة النقل الشامل بكافة انماطه بين دول مجلس التعاون بما فيها الاعمال اللوجستية لنقل الركاب والبضائع، على أن تشكل تلك الاستراتيجية جزءاً من التخطيط الاستراتيجي الشامل بدول المجلس.
وأوصى المؤتمر إلى وضع برامج فاعلة لتشجيع الشركات الأجنبية ذات الخبرات في قطاع السكك الحديدية والمترو للدخول في شراكة حقيقية مع القطاع العام والخاص والاستثمار في مشاريع السكك الحديدية والمترو بدول مجلس التعاون للاستفادة من خبراتها الفنية والإدارية، على أن يتم تطوير السياسات والقوانين التشريعية ذات العلاقة بما يتناسب مع متطلبات تنفيذ تلك المشاريع وتوفير البيئة المناسبة وأنظمة المشتريات التي تضمن المنافسة العادلة والشفافية.
تسهيل إجراءات
وأكدت توصيات المؤتمر بأن تقوم الدول الأعضاء بتسهيل الإجراءات الخاصة بإنشاء تحالفات بين الشركات الخليجية والشركات المتخصصة من الدول المتقدمة ذات الخبرة في مجال تصنيع متطلبات مشاريع السكك الحديدية وذلك لنقل التقنية والخبرة إلى دول المجلس من خلال إقامة مصانع مشتركة لتلك المتطلبات.
ودعا المؤتمر الشركات المتخصصة العاملة في قطاع السكك الحديدية والمترو إلى عقد اجتماعات معها بهدف مناقشة إمكانية تكوين تحالفات لإنشاء شركات خليجية مشتركة لتقديم خدمات نقل البضائع والركاب والخدمات اللوجيستية المساندة لقطاع السكك الحديدية والمترو بدول المجلس.
كتلة اقتصادية
كما شدد المؤتمر على أهمية مشاركة دول مجلس التعاون ككتلة اقتصادية واحدة في عضوية المنظمات الدولية مثل (UIC) ، (AREMA) (ERA) المعنية بتطوير المواصفات والمعايير الهندسية والأنظمة والتشريعات الخاصة بتطوير مشاريع السكك الحديدية والمترو بدول المجلس للعب دور اكثر فاعلية في صنع القرارات ذات العلاقة.
وأكد على ضرورة اتفاق دول الأعضاء على تطوير وتحسين البنية المؤسسية ووضع السياسات والنظم التكاملية الكفيلة بتسهيل إجراءات انتقال الركاب والبضائع بين دول المجلس عبر المراكز الحدودية لتحقيق الأهداف الإستراتيجية والاستخدام الأمثل لتكامل قطاعات النقل والسكك الحديدية بدول المجلس.
تنسيق
وأوصى المؤتمر كذلك أن تقوم الأمانة العامة بالإجراءات اللازمة بالتنسيق مع الدول الأعضاء بمتابعة تنفيذ التوصيات وتقديم تقريرا سنويا عن ما سيتم انجازه وعرضه على لجنة مشروع سكك حديد دول مجلس التعاون في هذا الشأن.
وكان المؤتمر الذي نظمته وزارة النقل والاتصالات بالتعاون مع الأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية واستمر يومين، قد استقطب أكثر من 500 شخصية من 25 دولة من مختلف دول العالم ناقش وضع آليات مشتركة لضمان نجاح تنفيذ المشاريع من المنظور التقني والتنفيذي ويهدف إلى تعزيز الفوائد الاقتصادية والاجتماعية في هذا المشروع الخليجي الاستراتيجي، كما بحث حول كيفية الاستفادة من الفرص الاجتماعية والاقتصادية للاستثمارات الضخمة في هذا النوع من الصناعات بما يضمن أثراً مضاعفاً ينعكس على الاقتصاد في المنطقة .
جلسات اليوم الثاني
وكان اليوم الأخير للمؤتمر قد اشتمل على جلستين حوارتين جاءت الأولى بعنوان "المشاركة الفعالة للقطاع الخاص في البنية التحتية للنقل .. المتطلبات" فيما استعرضت الجلسة الحوارية الثانية عنوان "خطة عمل لإدراك التنمية المستدامة".
وتطرقت الجلسة الحوارية الثانية في المؤتمر إلى التجارب والتطلعات والخطط وكيفية تأثير مشاركة القطاع الخاص في مبادرات ومشاريع النقل والبنية الأساسية من خلال سلسلة من العروض القصيرة لجميع أعضاء الجلسة الحوارية وتحديد المجالات الرئيسية والإجراءات التي تحتاج إلى معالجة لتأكيد تأثير ونجاح ومشاركة القطاع العام.
كما ناقشت الحوارية الثانية التحديات والفرص للقاطع الخاص في دول مجلس التعاون وسياسات الحكومة والأنظمة المتبعة لتطوير مشاريع سكة الحديد والمترو .. المشتريات والعمالة ورغبة القطاع الخاص في استثمار وتطوير مشاريع سكة الحديد والمترو إضافة إلى التحديات والعقبات التي يواجهها القطاعين العام والخاص.
تجارب دولية
واستعرضت الجلسة كذلك التجارب الدولية المستدامة في تنمية قطاع السكك الحديدية من خلال زيادة المحتوى المحلي بصورة مستدامة في الانتاج والصيانة والخطوات الرئيسية المطلوبة لتأسيس صناعة للقطارات والعربات والخدمات المصاحبة على نحو مستدام، بالإضافة إلى الخبرات في مجال بناء الرأسمال البشري وخبرات شبكة سكة الحديد في تطوير المهارات المهنية والبشرية والدروس الأساسية التي يمكن استخدامها في قطاع سكة الحديد والمترو لدول مجلس التعاون لتحديد استراتيجية التنمية الإدارية والمهنية.
شارك في الجلسة الحوارية الثانية التي أدارها الإعلامي تيم سباستيان كل من سعادة عبدالرحيم حسن نقي الأمين العام لإتحاد غرف دول مجلس التعاون والمهندس عمران عبدالحكيم من شركة ترانسنت للهندسة ونايجل آش المدير التنفيذي لاستشارات خطوط سكة الحديد.
متطلبات التوطين
فيما ناقشت الجلسة الحوارية الثالثة بعنوان "خطة عمل لإدراك التنمية المستدامة" الأعمال التجارية لسكة الحديد والمترو في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا واتجاهات الأعمال في سكة الحديد والمترو وعرض المفاهيم من نطاق أوسع خارج دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى متطلبات توطين الصناعات والخدمات في مجال سكك الحديد والمترو بدول مجلس التعاون والتجارب والتطلعات والخطط حول كيفية تأثير مشاركة القطاع الخاص في مبادرات ومشاريع النقل والنية الأساسية التابعة للقطاع العام.
وتطرقت الجلسة كذلك إلى المبادرات التي يجب ملاحظتها من قبل شركات سكة الحديد والمترو والإمكانات القصوى لتحقيق التوطين والنتائج المتوقعة والانجازات وبرامج العمل والسياسات واللوائح اللازمة لإنشاء متطلبات البيئة إضافة إلى المعايير الفنية والعمليات والمهارات المساعدة.
شارك في الجلسة الحوارية الثالثة والأخيرة التي أدارها الإعلامي تيم سباستيان كل من الدكتور رميح الرميح الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للسكك الحديدية والمهندس فارس سيف المزروعي الرئيس التنفيذي لشركة الإتحاد للقطارات بالإنابة والمهندس سعد أحمد المهندي الرئيس التنفيذي لشركة سكك الحديد القطرية "الريل" والمهندس عبدالرحمن بن سالم الحاتمي الرئيس التنفيذي للشركة العمانية للقطارات وفيليب سيتروين المدير العام لـ "UNIFE" وماريو سلامة المدير المالي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اتش اس بي سي.
بناء قدرات
فيما تضمنت فعاليات اليوم الأول للمؤتمر جلسة حوارية جاءت بعنوان "تطلعات وخطط الحكومات في مجال التنمية المستدامة لسكة الحديد والمترو التحديات والفرص" تطرقت الى مفهوم التنمية المستدامة في النمو الاقتصادي وعلى أهمية توطين صناعات سكك الحديد والمترو في الدول الأعضاء ـ الرؤية ومبادرات التقدم وتوفير البيئة المناسبة ـ تتناسب السياسات ونظام القوانين، كما تطرقت الجلسة الى بناء قدرات متمكنة ـ التدريب ونقل التكنولوجيا وتأثير مشاركة القطاع الخاص في التطور والاستثمار في سكة الحديد والمترو في دول المجلس.
شارك في الجلسة التي أدارها تيم سيباستيان معالي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ومعالي الدكتور أحمد بن محمد بن سالم الفطيسي وزير النقل والاتصالات ومعالي المهندس محمد خالد السويكت الرئيس العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية بالمملكة العربية السعودية ومعالي الدكتور حمد بن سليمان البازعي نائب وزير المالية بالمملكة العربية السعودية وسعادة عبدالرحيم حسن نقي الأمين العام لاتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي وسعادة المهندسة مريم أحمد جمعان وكيلة وزارة المواصلات للنقل البري والبريد في مملكة البحرين.
تطوير المشاريع
ومن بين الجلسات اليوم الأول، جلسة بعنوان "التطورات والفرص المتاحة لمشاركة القطاع الخاص في مشروع السكك الحديدية والمترو في دول مجلس التعاون" تطرقت إلى تطوير مشاريع السكك الحديدية بدول المجلس ـ نظرة تكاملية وناقشت حول أهمية وجود إطار عمل مشترك لتشغيل سكة الحديد في دول المجلس، كما تضمنت الجلسة مناقشة القيمة والفوائد التي سوف تعود على دول المجلس وعمليات السكك الحديدية من خلال التكامل الإقليمي، كما استعرضت الجلسة مشاريع السكك الحديدية والمترو بدول المجلس ـ التحديات والفرص وتطرقت أيضا حول موضوع التنمية وفرص الشراء ومساحات الفرص الموجودة للتنمية والاستثمار وتصور مستوى مشاركة القطاع الخاص وتضمنت كذلك صناعات سكة الحديد والمترو حول توطينها على نطاق واسع في دول المجلس واستعرضت التحديات والفرص الرئيسية خاصة حول متطلبات الجهود التعاونية للدول الأعضاء.