تشكل فترة الامتحانات لدى الطالب وأسرته موسما يدق فيه ناقوس الخطر في البيوت فتلغى الارتباطات وتهيئ الظروف وتتقد الهمم، وتنفذ الأوامر والطلبات المساعدة على دعم الطلبة نفسيا وذهنيا باعتبار ذلك واجبا من واجبات الآباء لأبنائهم لمن أراد لهم تميزا وتفوقا واستمرارية في طلب العلم.
صحيح أن كثيرا من الآباء حسّنوا علاقاتهم مع أبنائهم أثناء الامتحانات، وقدروا ذلك أيما تقدير إلا أننا نستهدف في هذا النص قضية في غاية الأهمية تؤرق الأسر في بيوتها كما تؤرق العاملين في المجال التربوي في مدارسهم، تعنى بحافلات المدارس وما يتعرض له بعض الطلبة من إشكاليات مقصودة وتارة غير مقصودة، وما يؤرق حقا في هذه القضية تأخر الحافلات المدرسية في مواسم الامتحانات على وجه الخصوص فأباء الطلبة يغادرون منازلهم معتمدين على الحافلات المدرسية لنقل أبنائهم الى المدارس لأداء الامتحانات بيد أن الحافلات المدرسية الموثوق فيها باتت تتسبب في التأخير لنقل الطلبة حين يتسبب فيها السائقون أنفسهم المجئ في الأوقات المناسبة، وما ذلك إلا غفلة من المسؤولين الذين تركوا الحبل على غاربه لهذه الحافلات وأهملوا عنصرا فاعلا في تكملة العملية التربوية، فقصّرت تقصيرا ملحوظا في مثل هذه الوسائل المهمة التي يجب أن تصبح بوضع مختلف غير الذي نلاحظ ويجب أنْ تخصخص بطرائق وأساليب غير التي يباشرون بها اليوم نهجهم المجحف في حقوق أبنائنا، فأوكلت مهمة بعض الحافلات إلى سائقين غير متزنين في التعامل مع وظائفهم أو ما أوكلوا إليه من مهام في نقل الطلبة إلى مدارسهم فبدأوا يتهاونون كثيراً في الانضباط في التوقيت عند الذهاب وتتكرر عند الإياب.
بات قائدو الحافلات المدرسية يتقاسمون قيادتها مع أشخاص آخرين لارتباطاتهم في وظائف أخرى على حساب الطلبة أنفسهم، ففي وقت الذهاب الى المدارس يبكرون قبل الموعد المحدد تارة وتارة أخرى يتأخرون لدرجة خشية الطلبة على أنفسهم عدم الذهاب إلى المدارس في موسم الامتحانات على وجه الخصوص فيؤدي هذا التأخر إلى عدم تقيد السائق بالسرعة المحددة خصوصا مع عدم توافر وسائل الأمان في بعض الحافلات المدرسية، كما يجبر ذلك التأخير بعض السائقين إلى عدم التأكد من جلوس جميع الطلبة بأمان في كراسي الحافلة، وفي بعض الأحايين يلجأ بعض السائقين إلى الاتفاق مع زملائهم من سائقي الحافلات إلى التناوب عند إرجاع الطلبة وهم ينتظرون في شمس محرقة تصل تارة درجة حرارتها فوق الاربعين درجة. هذه القضية تكررت كثيراًمع بعض من أولياء أمور الطلبة اضطروا للعودة من أعمالهم والتزاماتهم لنقل أبنائهم الطلبة إلى المدارس لإنقاذ الموقف في موسم الامتحانات دون اكتراث بالوضع من قبل بعض سائقي الحافلات المدرسية فمن أمن العقوبة في ذلك أساء التعامل وهانت عليه أوقات الطلبة هدرا.
لقد قدمت وزارة التربية والتعليم أنصاف حلول لقضية الحافلات المدرسية بعد عناء دام عقود من الزمن حين دشنت الوزارة خلال العام الدراسي المنصرم مشروع الحافلات المدرسية الجديدة بالتعاقد مع شركة النقل الوطنية فأصبح نصيب المدارس من هذه الحافلات ضئيلا جدا فبقيت إشكاليات نقل طلبة المدارس على ما كان عليه سابقا في حين تطمح إدارات المدارس على القضاء على هذه المعضلة من عدم استقرار سائقي الحافلات المدرسية ناهيك عن عدم توافر ضوابط الامن والسلامة في معظم هذه الحافلات.
إننا نرمي في هذا النص إلى تقديم حلول تعين على تقديم خدمات أفضل في مجال نقل الطلبة من وإلى منازلهم وذلك عبر القضاء على المركزية في ذلك وإيلاء الصلاحيات إلى إدارات المدارس فتوكل أمر نقل الطلبة إلى من تراه الأنسب والأصلح لمثل هذه الاعمال المهمة فتسند المدرسة مناقصة النقل إلى شركات خاصة تتواصل معها مباشرة ومن أراد من هذه الحافلات المدرسية العمل في نقل طلبة المدارس يصبح تحت تنظيم ورقابة هذه الشركة الموكول لها أمر النقل للمدرسة فيعمل ذلك من تخفيف العبء على إدارة المدرسة من تحمل لإشكاليات النقل التي تشغل إدارة المدرسة بالمتابعات الحثيثة ومطالبات أولياء أمر الطلبة فتحدّ من التأخيرات التي تعيق سير العملية التعليمية لأبنائنا الطلبة إلى جانب أنها سوف تعمل على التخفيف من التسرب المدرسي المتعمّد من قبل بعض الطلبة الذين يرون في تأخر الحافلات المدرسية فرصة سانحة للتغيّب عن الدروس.
مسألة الحافلات المدرسية مسألة متشعبة تستحق متابعة من الجميع لأهميتها في نقل الطلبة الى مواقع تلقي العلوم واعتبارها مسؤولية مشتركة تستحق عناية مهمة وأيادي جادة تحرك معطياتها كما تستحق إدارة متميزة تعمل بجهد لتدفع مشروع الحافلات المدرسية الى بر الامان وما أعنيه في بيت القصيد أن يدرك كل منا حجم مسؤوليته وأن يستشعر قيمة ما حمّل من أمانة، وفي ذلك فليتفكر أولوا الالباب.

خلفان بن محمد المبسلي
[email protected]