مسقط ـ «الوطن»:
صدر حديثا كتاب (إجراءات الإدارة الاستراتيجية ـ استراتيجيتك: كيف تقيَّمها وتصوغها وتنفذها وتحكم السيطرة عليها) للكاتب العماني عباس آل حميد والذي يضع خططا لتطوير قدرات القارئ على وضع الخطط الاستراتيجية وتنفيذها وترجمتها إلى واقع إجرائي يومي فعال.
يخلص الكاتب آل حميد تقرير تم اعداده مؤخرًا ونشر بمجلة (هارفارد بزنس ريفيو) حول فشل 90٪ من الشركات في تحقيق أهدافها الاستراتيجية، مرجعة الأسباب لأن ما يقرب من 95% من موظفي الشركات لا يفهمون استراتيجيتها، كما أن 85% من فرق القيادة التنفيذية يقضون أقل من ساعة واحدة شهريًّا في مناقشة الاستراتيجية، بينما لا يقضي 50% منهم أي وقت على الإطلاق في مناقشة الإستراتيجية! كما ان السبب الرئيس هو الغموض الذي يكتنف مفاهيم وتقنيات الإجراءات الاستراتيجية في بيئات الأعمال، وافتقاد المديرين القدرة الاستراتيجية التي تمكنهم من تطبيق المفاهيم والتقنيات الاستراتيجية بشكل تلقائي واحترافي في الحياة اليومية.
يتضمن الكتاب جميع إجراءات الإدارة الاستراتيجية الاثني عشر، بلغة بسيطة مباشرة وعملية بعيدا عن التنظير، مدعوماً بالأمثلة والتطبيقات العملية، والرسوم التوضيحية. وقد قُيِّم الكتاب من قبل جمعية الإدارة القانونية (CMI) بالمملكة المتحدة، وهي الهيئة المعتمدة للإدارة والقيادة بها، واعتمد من قبلهم وفق معاييرهم المهنية الصارمة.
ويتشكل نموذج إجراءات الإدارة الاستراتيجية من أربع مراحل تتمثل في 12 خطوة استراتيجية: ـ المرحلة الأولى: التقييم الاستراتيجي، وتتكون من الخطوات التالية: تحديد الوجهة الاستراتيجية للمؤسسة، والتحليل الاستراتيجي للمؤسسة وبيئتها الخارجية، وإجراء تحليل سوات للمؤسسة، وأخيرًا إجراء تحليل توز للوصول إلى الخيارات الاستراتيجية. ـ المرحلة الثانية: صياغة الاستراتيجية، وتتكون من الخطوات التالية: تحديد الخيارات الاستراتيجية، وتصميم نموذج عمل المؤسسة في ضوء خياراتها الاستراتيجية، وأخيرًا تصميم خريطة الاستراتيجية بناءً على نموذج عملها وخياراتها الاستراتيجية.
بعد صياغة الاستراتيجية ننتقل إلى ـ مرحلة التنفيذ الاستراتيجي، وتتكون من الخطوات التالية: وضع خطة العمل الإجرائية السنوية، وتشكيل هيكل المؤسسة وبيئتها الداخلية، وتعيين قيادة استراتيجية للمؤسسة. وأخيرًا تأتي ـ مرحلة الرقابة والتحكم الاستراتيجيين أثناء عملية التنفيذ الاستراتيجي.
حرص الكاتب إلى جانب ذكر بعض الأمثلة الصغيرة على عرض مثال واقعي لإحدى المؤسسات الصغيرة، حيث طبق المفاهيم والإجراءات الاستراتيجية عليها لتصميم خطتها الاستراتيجية كاملة. كما دعم الكتاب بمجموعة النماذج والرسوم التوضيحية للمفاهيم والتقنيات الاستراتيجية المعروضة، لتمكين القارئ من استيعابها والتمكن منها. كما وضع الكاتب في كتابه ما اكتسبه من معرفة نظرية وخبرة عملية خلال حياته المهنية الطويلة التي امتدت قرابة 30 عامًا في مختلف المجالات المتعلقة بالاستراتيجيات، وقيادة عمليات التغيير الشاملة، ومختلف مفاصل إدارة الأعمال، شملت تدريب مئات المديرين والرؤساء التنفيذيين لعدة سنوات على البرنامج المهني “الإدارة الاستراتيجية والقيادة” لجمعية الإدارة القانونية بالمملكة المتحدة.