[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
يعيش العراق أزهى ايامه واكثرها حراكا، واعادة تصويب للمعركة التي تخاض ضد اعتى الوحوش بكل صنوف ارهابه. الانفتاح العراقي يدل على اهمية المعركة التي يخوضها دفاعا عن وحدة أراضيه ومستقبل ابنائه، لكن علاقاته التي اعاد ترتيبها، تنبئ بأنه وضع الحصان أمام العربة وعرف كيف يفوز بتحالفاته قبل أن يخوض معاركه الحاسمة.
فمن زيارة رئيس وزراء تركيا اوغلو إلى بغداد، إلى الزيارات المتعددة التي قام بها رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى كل من السعودية التي تعيد علاقاتها مع العراق منذ انقطاعها في العام 1990، إلى زيارة طهران ثم مؤخرا إلى مصر، زيارات سيكون لها تفسير واحد، انه في خضم المعركة الفاصلة مع الإرهاب، لا يمكن الاستهانة بالأمر الأمني القومي الذي تمثله القاهرة وباقي العالم العربي، وكذلك الإقليمي، وخصوصا مع مصر العزيزة التي كادت ذات يوم من أيام التاريخ ان تقارب وحدة اندماجية بينها وبين العراق وسوريا.
العبادي في دردشاته الخاصة مع كتاب مصريين نوه بأن الواقع في سوريا يجب ان لا يبقى على حاله، مشيدا ببسالة الجيش العربي السوري، وهو أيضا من موقع كلامه في القاهرة الساحرة يدعو إلى تعميق اللحمة بين مصر والعراق، فالتفكير المنطقي يعني ان الأمن القومي العربي واحد، اما سوء الفهم فهو الأمن الخاص بكل دولة أو القطري بتعبير آخر.. فحين يشن الإرهاب حملته الواسعة لتغيير المعادلات القائمة على الارض وفي شتى المجالات المباحة، فلأنه يكاد يعرف ما تمكنت الصهيونية من تنفيذه من منازلة كل قطر عربي لوحده وهو الذي كتب للكيان الصهيوني ان ينتصر في معاركه، اما ان يتوحد العرب ولو في لغة المصالح وفي طليعتها الأمن القومي فإن الغلبة حتما له. وكل من فكر من قادة العرب والمسلمين الأوائل بهذا الشرط الجوهري، وصل إلى مبتغاه في تحقيق نصر عزيز.
الحراك العراقي في هذه الظروف ينبئ عن قراءة استراتيجية لطبيعة المعركة التي يخوضها .. اذ ليس الأمر مقتصرا على الميدان فقط، هنالك الفكر الإرهابي الواسع الذي هو المشكلة المؤثرة في حراك "داعش" ومشتقاته، وهو ما يجب محاصرته من خلال الميدان والابعاد التي يشكلها .. وهنالك ايضا كيفية محاصرة الاقتصاد الإرهابي الذي بات يقوم بعضه على تمويل خاص، اضافة إلى الدعم المالي الذي ما زال ينهال عليه من شتى الأماكن، دولا ومؤسسات واشخاصا.. وباختصار هي معركة شاملة تبدأ من الرصاصة ولا تنتهي عند الدولار والطعام والمؤن والدواء وغيره ..
ما اختاره العراق من اجل تجهيز مروحة للمعركة الكبرى التي يخوضها، ينبئ عن فهم عميق إلى قومية المعركة الواحدة .. فالعرب خاضوا معاركهم بفكر واسع، ويحتاجون اليوم إلى التعبير عن معاركهم الحالية بذات الفكر، فلا نصر لهم الا بتحالفهم .. ولقد اعرب العبادي من ان العراق لا يقيم محاور بل تحالفات ولتكن مصالح في النهاية، لأن مصلحة العرب واحدة موحدة.
قرر العراق ان ينتصر، فعرف الطريق إليه، وها هو يملك خيارات هذا النصر الذي يحتاج لكل طاقة عربية مسخرة معتمدة على الذات العربية في مواجهة الكذب الامبريالي الاميركي الذي وضع سنوات طويلة من اجل القضاء على الإرهاب الداعشي ثم تراه يتكتك في سبيل ذلك حرصا على هذا الإرهاب.