[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]
مرّ العراقيون بنزوح خلال العقود الماضية، لكنه وصل إلى ذروته في الأشهر والأسابيع الماضية، ففي بداية الحرب العراقية الإيرانية، نزح أهالي منطقة مندلي الواقعة قرب الحدود العراقية – الإيرانية، وعندما زرنا المدينة ضمن وفد كبير من الآدباء والكتاب والإعلاميين استغربنا منظر البيوت المهجورة، فلم نتخيل وجود بيوت بلا ناس وبهذا العدد الكبير، والتقطنا صورا تذكارية أنا والقاص والروائي المبدع شوقي كريم وتمازحنا داخل بيت " عروس مندلي" التي سقطت يوم زفافها بفعل القصف المدفعي على المدينة، وقررت السلطات إقامة نصب تذكاري لها، لا اعرف مصيره الآن.
عندما تعرضت مدينة البصرة للقصف نزحت عوائل من المناطق التي يصلها القصف، كان ذلك بعد عام 1982، عندما اصبحت القوات العراقية على الحدود، وفي كلا المنطقتين البصرة ومندلي في ديالى إنشغل الناس بأمر النازحين، وراح يتحدث عنهم العراقيون في كل مكان.
عام 1991، وعند نهاية حرب الخليج الثانية، وبسبب تقدم قوات الجيش على المناطق الشمالية إضطرت الاف العوائل للهرب باتجاه إيران، وكانت تلك الايام شبيهة بهذه الايام، برودة الجو والثلوج على الجبال، ولا توجد وسائل نقل إلا القليل منها، ويروي الصديق شيرزاد مجيد من اهل طوزخورماتو كيف عانت العوائل في تلك الايام القاسية، وهناك من فقد عزيزا وكان حال الأطفال وكبار السن في غاية الصعوبة.
أوسع عملية نزوح شهدتها العاصمة العراقية بغداد كان عشية الهجوم الأميركي الدولي في التاسع عشر من اذار- مارس عام 2003 ، فقد تخوف الناس من استخدام اسلحة مدمرة ضد بغداد، لذا سارعت الاف العوائل لمغادرة المدينة وكانت ذروة النزوح قبيل ساعات من بدء الحرب، لكن سرعة انتهاء الحرب قللت من معاناة العوائل النازحة، وقد أصابها البرد الذي صادف بداية نيسان – ابريل من ذلك العام، ونادرا ما سكنت العوائل في العراء، لأن مناطق محيط بغداد استقبلت تلك العوائل بكثير من الاهتمام والرعاية.
إبان الحرب الأميركية على الفلوجة عام 2004 ، إضطر اهل الفلوجة للنزوح ايضا ، واول من استقبلهم ابناء مدينة الشعلة في المدخل الغربي من بغداد، وبعد إنتهاء الحرب عادت تلك العوائل.
اليوم يوجد ملايين النازحين في العراق، يواجهون ظروفا في غاية الصعوبة، وينتشرون في مناطق واسعة، ولم نسمع باهتمام حكومي أو عربي ودولي بهذه العوائل النازحة، بل المشردة.