أقلتُ "بلادي"؟أتعلمين أمري مع بلادييا سيّدتي؟بلادي أعزُّ عليَّ من أن أهديَ لهازهرةً ورقيَّةً تساقطت عليها رذَّاتُ ربيعٍ عربيأو أركبَ أغنيةً تؤدَّى في مهرجانٍ شعبيأعزُّ عليَّ من أن أناديَها أمَّ الدنياأو أسمّيها عادةً تُعاد وتقليدًا يُتَّبعبلادي يا سيّدتيبلادي أعزُّ عليَّ من أن أمنحَها عينيفلي عينانِ وبلادي عيونأو أضعَ في يدِها شمسيفلي شمسٌ وبلادي شموسأو أشبَّهها بقمريفلي قمرٌ وبلادي أقمارأو أضعَ في يدِها يديفلي يدانِ وبلادي أيادبلادي يا سيّدتيليس لديَّ أسماءٌ أعلمُّها إيّاهاولا لديَّ سبلٌ أهديها إليهاولا لديَّ كلماتٌ أورّثُها إيَّاهالن أكونَ شاعرَها ولا خطيبَها ولا مفتيهافشعري حروفٌ محلاة،وخُطبي كلماتٌ مسجوعة،وفتواي عظامٌ نخرةمن قبورٍ نبشها النَّابشونوتهافتَ عليها المتهافتونأمّا بلادي فهي نفوسٌ وعروقٌ وأنفاسمرجت البحارَ والمحيطاتِ والأنهارفي عروقِ كلِّ واحدٍ من بني وطني يجريدمُهوفي عروقِ كلِّ واحدٍ من بني وطني تجريأسماؤهوسبلُهوكلماتُهيحفرُها، ينقشُها، يلوّنُها كيفَما يريدحسبَما يريدبلادي يا سيّدتيتسكنُني وأسكنُهالا بيتًا زُخرفًا ولا قصرًا شامخاوإنّما أسكنُها بيتًا من الطّينِ والعلقِلي في حبِّ بلادي كلمةٌ واحدةكلمةٌ لا مزدانةٌ ولا محلاة:"أحبّكِأحبّكِ عروبةً أرومتُها الإنسانأحبّكِ إسلامًا أصله السَّلامأحبّكِ طينًا وعلقًاأحبّكِ وأنا أعلمُ أنَّ بعضَ نوافذكِ ضيّقةْتفرزُ الشَّمسَ فتختارُ منها أشعّةوتنبذُ أخرىوأنَّ صيفَكِ حارٌّ حرًّا شديداْأتعلمين لماذا؟لأنّي أحبّكِأحبّكِ لا لأنّكِ مخزنٌ فيه زاديولا لأنّكِ مشتلٌ فيه بذريولا لأنّكِ موردٌ فيه مائيأحبّكِ لأنّي أحبّكِوكفاني ذلكَ نورًا ينيرُ لي دربيفـأنا لن أنبشَ الماضيَ كثيراولن أستلَّ حبَّكِ من أوراقٍومخطوطاتٍ تُزدانُ بها الشّاشةكفاني أن أراكِ أمًّا وأبًا وابناابنًا تحبو وتكبر، تصعد التّلّ، تكسرُ هذه اللعبة وتلك، تصيحُ وتصرخُ، ’بابا، بابا دعني أغنِّ لكَ أغنية:عماناسم بلدنابلدنا عمان‘تغنّي وتركضُ في ساحةِ البيتِ وتركلُ الكرةَ صائحًا: ’أنا عماني‘، وتترعرعُ أمامي وتلبسُ الخنجرَ ودشداشةً بيضاءَ أو تختارُ لونًا آخرَ أقربَ إلى ذوقِك.كفاني أن أستشرفَ مستقبلَكِ، وأرى نوافذَكِ تكبرُ وتتوسّعكفاني أن أراكِ صدرًا رحبًا للشّمسِ أشعّتِها كلِّها،لا تصطفينَ هذا ولا تذرينَ ذاكَكفاني أن أراكِ ذراعًا تتمددين وتحضنين أبناءَكِ كلهَم،كفاني أن أراكِ تتجاوزينَ وتتجدّدينكفاني أن أراكِ في كلِّ ابنِكِ وفي كلِّ بنتِكِ لونًا جديداْكفاني أن أحبّكِ وأراكِ حبًّا وحبًّا وحبّا".هذه بلادي يا سيّدتيوهذا أمري معها. د خالد محمد البلوشي
[email protected]