ضمن تقييم للجنة مراجعة "النصوص الفنية" بوزارة التراث والثقافة
د. سعيد السيابي: تلقينا الكثير من النصوص التي تناولت القضايا الإنسانية المطلقة وقضايا شهدها المجتمع

كتب ـ خميس السلطي:
تسعى لجنة مراجعة نصوص المسلسلات والتمثيليات والمسرحيات والافلام والبرامج الأخرى بوزارة التراث والثقافة ومن خلال عام 2015م الحالي، إلى تحقيق التواصل الثقافي بين المعنيين بقطاع التراث والفن في السلطنة في كافة المستويات، كما تقوم جاهدة على تنويع برامجها وأعمالها التي تعمل على إيصالها للمتلقي من خلال جدولة محكمة الأسس والنقاط التي تهدف على ارتقاء الأعمال الأدبية والفنية.
الدكتور سعيد بن محمد السيابي المتحدث الإعلامي للجنة أوصل فكرته من خلال حديثه عنها قائلا: بداية تم تشكيل هذه اللجنة بقرار وزاري من صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة في العام 2013 بعضوية كل من: الدكتور عبدالكريم جواد مستشار الوزير للبحوث والدراسات رئيسا للجنة، والفنان عبدالغفور أحمد البلوشي، والدكتور الباحث المسرحي سعيد بن محمد السيابي من جامعة السلطان قابوس والناقدة عزة القصابية، والكاتبة والمذيعة رشا البلوشية، وسلطان الرواحي مدير دائرة المسرح والسينما والفنون التشكيلية، وقاسم الريامي رئيس قسم المسرح بالوزارة.
وعن جديد اللجنة قال الدكتور سعيد السيابي: كان عام 2014 عاما حافلا ثقافيا في الجانب المسرحي والدرامي ومبشراً كذلك بحجم المكتوب من نصوص في هذا القطاع الثقافي، وجاء الاعلان عن جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب في مجال التأليف المسرحي عامل دعم وتحفيز للكثير من المبدعين على أرض السلطنة، حيث بلغت النصوص التي تم قراءتها من قبل اللجنة (150) نصا مسرحيا وتلفزيونيا، ونصا لمسلسل تلفزيوني من ثلاثين حلقة مدة كل حلقة نصف ساعة، و 40 نصا مسرحيا لأندية الجاليات الاجتماعية، وتمت إجازتها كلها وهذا مؤشر كبير على حجم المسئولية التي تحلى بها المبدع أولا إذ أصبح الحس الانساني لثقافة المجتمع والفهم القانوني لأبعاد أي موضوع هو الخيار المقدم في هذه الأعمال المسرحية والدرامية، والحمد لله هناك توجيه مباشر من صاحب السمو الوزير بضرورة الأخذ بيد الشباب المجيدين وتوجيههم التوجيه الصحيح والتواصل المباشر مع الكاتب وضرورة الوصول لفهم مشترك لمصلحة العملية الابداعية مع سرعه انجاز منح تقرير التصريح بالقراءة، وهذا لمسناه كأعضاء جميعا من خلال تعليقات سموه على محاضر الاجتماعات المرفوعة بشكل دوري.
وعن رؤية اللجنة وتقييمها للنصوص المقدمة قال الدكتور السيابي في حديثه: لابد من توضيح معنى رئيس لسير عمل اللجنة ومهمتها الاولى وهو تقييم رقابي وليس فنيا، فالتوجيه الذي تقدمه اللجنة للكاتب أو الجهة المقدمة لهذا النص بأن النص مجاز من الناحية الرقابية، ولكن يظل موضوع التقديم والانتاج في التلفزيون أو السينما منوط بالجهة المنتجة فعلى سبيل المثال عمل مجاز رقابيا ولكنه ضعيف فنيا حال تقديمه للعرض على المتلقي، وهذا ما ننبه له خصوصا لشركات الانتاج التي تريد تقديم العمل لهيئة الاذاعة والتلفزيون التي هي بدورها لديها لجنة قراءة فنية للمشاريع الكتابية المقدمة لها، وهناك تكامل حقيقة بين اللجنتين وجميع الكتاب وجهات الانتاج تستمع للنصيحة المقدمة من اللجنة في هذا الشأن وذلك بضرورة التوجه للهيئة في حالة رغبة الجهة المقدمة للمشروع إنتاج العمل بشراكتها مع الهيئة، فيما عدا ذلك مهمة اللجنة قراءة أي عمل ينتج بطرق خاصة، وتوصي بملاحظاتها الرقابية إن وجدت، وفي بعض الاحيان تقدم اللجنة مشورتها الفنية لبعض النصوص التي يعتريها الضعف كثيرا كدعم منها للجهد الكتابي ومتى ما طلب منها ذلك.
وأضاف الدكتور سعيد السيابي بحديثه: أما عن معظم النصوص المسرحية والدرامية التي قُدمت للجنة عام 2014م، فكانت نصوص متميزة في الطرح، وتناولت الكثير من القضايا الانسانية المطلقة كالصدق والامانة والاخلاص والحب وغيرها، والعديد من القضايا المجتمعية التي شهدها المجتمع من تحولات كتربية الابناء والايدي العاملة وظهور وسائل التواصل الاجتماعي، وتميزت نصوص الاندية الاجتماعية بالتنوع الثقافي والحضاري.
كما كان للدكتور سعيد السيابي رؤية خاصة للوضع الكاتب المسرحي في السلطنة، فقال: هناك جهد كتابي مبذول وأسماء وضعت بصمة على الساحة العربية كالكاتب عماد بن محسن الشنفري، ومحمد سيف الرحبي، وآمنة الربيع، والدكتور عبدالكريم جواد، والدكتور صالح الفهدي، وبدر الحمداني وهلال البادي وغيرهم من المتميزين ومع ذلك أتمنى أن يتم النظر في موضوع ( التفرغ الثقافي للكتابة) وهي نقطة لو تم تبنيها لوجدنا حجم الجهد سيتضاعف والتركيز على نشر النصوص المسرحية والدرامية سيكون له مردود ايجابي على الحالة الثقافية العمانية ومنها ينتشر ويلمع اسم عمان عربيا وعالميا، وهذا مطلب للحكومة بكل قطاعتها المالية والقانونية والثقافية فكما تم مراعاة مبدعين في الرياضة وغيرهم نتمنى أن يرى هذا المشروع الذي عدد المجيدين فيه يعدون بأصابع اليد ولكن مردوده الايجابي كبير والشواهد العربية والخليجية متوفر على نجاح هذه الخطوة في التفرغ الثقافي. ولكي ابسط الطرح أن كتابة المسلسل التلفزيوني (رياح الحب) الذي حاز على الجائزة العربية للإبداع استغرق 6 اشهر من العمل المتواصل حتى في الاجازات مما أثر صحيا ونفسيا على مواصلة الكتابة لمشاريع أخرى وهذا نموذج شخصي، والجميع يعلم أن الكتابة تتطلب أوقات معينة ولحظات صفاء ذهني فتوفير هذه الاجواء لا يتأتى الا بالدعم للمثقفين مقابل انجازهم الذي يتعهدون بإنجازه سنويا لصالح الثقافة العمانية.
وفي الإطار ذاته أشار الدكتور سعيد: كذلك هناك قلق كبير من استمرار اغلاق قسم الفنون المسرحية بجامعة السلطان قابوس ومرده لسبب وجيه منذ العام 2004م لا يوجد هناك كوادر مؤهله علميا تضاف إلى الساحة الثقافية في مجال كتابة الدراما والمسرح في السلطنة ومعظم المشتغلين الآن هم من المجتهدين الذاتيين أو خضعوا لدورات تدريبية قصيرة وهذا على المدى المتوسط سيخلق فجوة بين المتوفر من المشتغلين بجودة عالية وبين المقدم على الساحة المسرحية الا اذا رجعت الحكومة من جديد باستقطاب كوادر خارجية وهذا ما يحصل حاليا بالنسبة للممثلات إذ تستعين الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وشركات الانتاج بالممثلات من الخليج وتحديدا في فئة الشباب. وهذا يؤشر بدوره إلى تغيب العنصر البشري المؤهل الذي هو ثروة البلد الحقيقية فكما هو الحال في القرن الحادي والعشرين بأن يذهب الشخص المريض للعلاج مع الطبيب المتعلم بدلا من الذهب الى الطبيب الشعبي الذي اكتسب وسائله بالتجربة فهكذا هي الثقافة المسرحية والدرامية يجب أن تمنح في ظل الانفتاح الدولي والقنوات الفضائية التي تتابعنا لأشخاص وكوادر ذات جودة تعليمية واحترافية كي تقنع المشاهد والمتلقي بكل شرائحه.