ـ العام الماضي .. توفير (884) ممرضا وممرضه لــ (1040) مدرسة حكومية في السلطنة
ـ مناقشة واقع الصحّة المدرسية في الدول العربية والصعوبات والاستراتيجيات الممكنة لتطويرها

تتواصل صباح اليوم بفندق جولدن توليب السيب ، فعاليات أعمال اجتماع الخبراء الإقليمي لمناقشة وثيقة الارتقاء بالصحة المدرسية في مدارس التعليم العام في الدول العربية ، والذي افتتحت فعالياته صباح أمس تحت رعاية سعادة الدكتور حمود بن خلفان الحارثي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم والمناهج بحضور أمين اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم وبمشاركة ممثلي (10) دول عربية من خبراء ومختصين في مجال إدارة التغذية والصحة المدرسية ويأتي هذا اللقاء بتنظيم من اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع منظمة الألكسو.
ويعد مشروع وثيقة الارتقاء بالصحة المدرسية في مدارس التعليم العام في الدول العربية من ضمن برامج منظمة (الألكسو) في إطار خطّتها العامّة لتطوير التعليم في الوطن العربي وعلى وجه التحديد تحسين خدمات الصحة المدرسية لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية وتطويرها بما ينعكس إيجابا على التحصيل المدرسي للطلبة وعلى الأداء المهني للمعلّمين والإداريّين، بجانب ترسيخ السلوكيات الصحية الإيجابية لكافة أفراد المجتمع، ويأتي هذا الاجتماع بهدف تطوير الصحة المدرسية في الوطن العربي بما يمكنها من الاستجابة لاحتياجات المتعلّمين والعاملين في البيئة المدرسية وأفراد المجتمع ممن لديهم علاقة بمجال التعليم ، حيث يناقش الاجتماع الواقع الحالي للصحّة المدرسية في الدول العربية ، والاستراتيجيات الممكنة لتطوير منظومة الصحة المدرسية ، والصعوبات والتحدّيات المطروحة في هذا المجال.
تضمن برنامج افتتاح الاجتماع على كلمة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم ألقتها فاطمة بنت سعيد الهنائية مساعدة أمين اللجنة للعلاقات الدولية وقالت : تشكل الصحة المدرسية بمفهومها الشامل من النواحي العقلية والجسدية والنفسية والاجتماعية إحدى الأسس التي تعمل كل من وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة على ترجمتها من خلال برامج وخطط تهدف إلى إيجاد البيئة المدرسية الصحية المناسبة للفئات المستهدفة من طلبة ومعلمين ومجتمع محلي ، حيث يدرك العالم بصورة علمية أن المدارس مؤسسات تمثل فرصا عظيمة لتعزيز الصحة في المجتمع ، وأن للمنظمات الدولية والإقليمية دورا كبيرا في هذا الشأن لابد من تفعيله من خلال الدعوة لدعم وتعزيز التعاون بين القائمين على التعليم والقائمين على الصحة من أجل تعزيز برامج الصحة المدرسية ، وتوفير الموارد اللازمة لها ، وتوثيق التجارب والممارسات في دول المنطقة والاستفادة منها ، والدعوة إلى تحديد الأولويات الصحية التي يمكن التعاون معها من خلال المدارس، وتفعيل الوقاية منها من خلال أنظمة التعليم.
وقالت : يناقش الاجتماع خطة المنظمة العربية للارتقاء بالصحة المدرسية في مدارس التعليم العام من خلال وثيقة أعدت لهذا الشأن والتي جاء إعدادها ضمن برامج المنظمة في إطار خطة تطوير التعليم في الوطن العربي ، بهدف تطوير الصحة المدرسية في الوطن العربي بما يمكنها من الاستجابة لاحتياجات المتعلمين والعاملين في البيئة المدرسية وأفراد المجتمع وذلك من خلال رصد واقع الصحة المدرسية في الوطن العربي والوقوف على مواطن القوة ومواطن الضعف ودعمها وتجاوزها ، ومن ثم وضع خطة عربية لتحسين هذا القطاع وتطويره بما يمكنه من القيام بأدواره على أكمل وجه.
التعاون والتكامل
وحول الجهود المشتركة بين وزارتي التربية والتعليم والصحة في مجال الصحة المدرسية قالت : بدأت الوزارتان في تطبيق برنامج الخدمات الصحية المدرسية في عام 1991م كون أن قطاع التعليم يتضمن شريحة لا يستهان بها في المجتمع ، حيث إن الزيادة المضطردة في أعداد الطلبة بالإضافة إلى انتشار المدارس في كل أنحاء السلطنة وأن الفئات العمرية في سن المدرسة تتميز بتغيرات متلاحقة من الناحية البدنية والنفسية والعقلية ، مما يجعلها في حاجة إلى خدمات مميزه خاصة تلك التي تتعلق بالسلوكيات المحفوفة بالمخاطر والسلبية على الصحة المدرسية ، وتتعدد أوجه التعاون والتكامل بين وزارتي التربية والتعليم والصحة في السلطنة من خلال تشكيل لجان تنسيقية وهيئة متعددة القطاعات كاللجنة الوطنية لمكافحة العوز المناعي المكتسب (الإيدز) واللجنة الوطنية لمكافحة التبغ واللجنة الوطنية لشؤون المخدرات والمؤثرات العقلية ، كما تتشارك في تطوير السياسات واللوائح التنظيمية وخطط وأدلة العمل كالاستراتيجية الوطنية للصحة المدرسية (2008-2015م) والاستراتيجية الوطنية لمكافحة مرض الإيدز والاستراتيجية الوطنية للإعلام والتثقيف والاتصال لتعزيز صحة المراهقين ونمائهم، والاستراتيجية الوطنية للغذاء والنشاط البدني ، وتطوير سياسات الجمعيات التعاونية والمقصف المدرسي، وفي نقلة نوعية لتوفير الكوادر الصحية المؤهلة في المدارس ضمن برامج الخطة الخمسية الثامنة (2011-2015م) بتوفير ممرض في كل مدرسة حكومية بنهاية عام 2015م، حيث وصل عددهم في العام 2014م إلى (884) ممرضا وممرضة لــ (1040) مدرسة حكومية ، يصاحب ذلك بيئة مدرسية محفزة ، ومن أبرز الخدمات الصحية التي تقدم في مدارس السلطنة برنامج الفحص الطبي الشامل لطلبة الصف الأول وبرنامج الفحص الطبي الشامل لطلبة الصفين السابع والعاشر وبرنامج فحص البصر لجميع طلبة الصف الأول والرابع والسابع والعاشر وبرنامج مسح التراكوما لجميع طلبة الصف الأول وبرنامج فحص الأذن والسمع لجميع طلبة الصف الأول والبرنامج الوقائي المدرسي لصحة الفم والأسنان لطلبة الصف الأول والثاني وبرامج التحصينات وبرنامج لوقاية من الأمراض المعدية،كما أن هناك العديد من البرامج الصحية التوعوية ، أبرزها برنامج مكافحة استخدام التبغ من طلبة المدارس للصفوف (5-12)، وبرنامج مكافحة المخدرات والمؤشرات العقلية لدى طلبة الصفوف (10-12)، وبرنامج تثقيف الأقران حول مكافحة الإيدز للصفوف (9-12)، وبرنامج أنا كبرت لمدارس الإناث للصفين الخامس والسادس، وكتيبات شخصيتي الإيجابية ومسابقة كتاب حقائق الحياة ، وجائزة شل المرورية لغرس المعرفة والقيم والاتجاهات.
وأضافت فاطمة الهنائية : ولتعزيز السلوك الإيجابي لدى الطلبة وبناء على التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة فقد انطلقت مسابقة المحافظة على النظافة والصحة في البيئة المدرسية بهدف تنمية الوعي البيئي والصحي لدى طلبة المدارس في السلطنة،وإيجاد بيئة مدرسية تتوافر فيها كل مقومات الإصحاح البيئي،ومساعدة الطلبة والطالبات على النمو السليم وبناء شخصياتهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم والاعتماد على ذواتهم ودعم التعاون بين المدرسة والمجتمع.
رصد وتشخيص
عقب ذلك ألقى الدكتور لطوف العبدالله ممثل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) كلمة المنظمة قال فيها : لم تغفل المنظمة جانب الصحة المدرسية في مدارس التعليم العام بالدول العربية، وضمنت في دورتها المالية 2013/2014م مشروعا لمعالجة هذا الوضع وكلفت خبيرين متميزين للقيام بهذا العمل من خلال رصد أوضاع الصحة المدرسية والعمل على تشخيصها ، من ثم يستنتج من خلالها الجوانب الإيجابية والسلبية ومن ثم بناء الخطة التنفيذية للنهوض بواقع الصحة المدرسية.
وفي ختام الحفل أدلى سعادة الدكتور حمود بن خلفان الحارثي وكيل الوزارة للتعليم والمناهج بتصريح قال فيه :"كلنا نعلم أن العقل السليم في الجسم السليم،لذلك فإن توافر خدمات صحية مدرسية تسهم بشكل فعال في تحسين جانب التحصيل الدراسي لدى الطلاب ، والصحة ببعديها الغذائي ، والبعد الخاص بالحماية من الأمراض يؤدي إلى وجود طالب قادر على التحصيل الدراسي بالشكل المطلوب حيث يعد جانب الصحة المدرسية من أهم جوانب العملية التعليمية.
تلا ذلك ، تقديم عرضين ، حمل الأول عنوان (الإرتقاء بالصحة المدرسية في مدارس التعليم العام) للدكتور محمد بن فاطمة استاذ التعليم العالي بجامعة تونس وورقة عمل أوضح خلالها الأهداف العامة والخاصة للإرتقاء بالصحة بالمدرسية في الوطن العربي، حيث عرض تحليلا لإستبيان لتقارير من أجل الوقوف على مواطن القوة والضعف في الاستراتيجية العربية وتكون الاستبيان من أربعة عشر محورا توزعت حول أهم النقاط للصحة المدرسية، وهو ما مكن من الوقوف على الواقع العربي في مجال الصحة المدرسية وكذلك تدعم الاستبيان بتحليل لعدد من التقارير ذات العلاقة، وقد أفضى هذا العمل إلى رصد الصعوبات التي تعترض الصحة المدرسية في الوطن العربي، حيث خرج الاستبيان بجملة من الأهداف والتوجهات لتحسين الصحة المدرسية من خلال وضع استراتيجية للإرتقاء بها.
ثم قدمت الدكتورة منيرة شيرشي قربوح الخبيرة بمنظمة الألسكو العرض الثاني بعنوان (وضع خطة عربية في مجال الصحة المدرسية) وتناولت من خلالها لمحة عمر الخطة العربية المقترحة للنهوض بالصحة المدرسية،التي تم وضعها على أثر تحليل لواقع الصحة المدرسية بالوطن العربي وتبين وجود عدد من النواقص بين الدول والخطة المقترحة،وتحتوى الخطة على العديد من البنود حيث سيتم مناقشتها مع المشاركين من الدول العربية وبعد الإتفاق عليها تلصبح هنالك امكانية تطبيقها كل حسب امكانياته.