مسقط ـ العمانية: نظَّمت اللجنة الثقافية بمعرض مسقط الدولي للكتاب على المسرح المدرج، فعالية بعنوان (تجربتان في الترجمة)، شارك فيها الشاعر والمترجم العُماني الدكتور هلال الحجري والروائي والصحفي العراقي صموئيل شمعون.
المحاضرة التي أدارتها فاطمة العجمية تحدَّث خلالها صموئيل شمعون عن علاقته بالأدب والرواية خصوصًا، والظروف المتداخلة التي جعلته يعمل على إشهار مجلة ناطقة باللغة الإنجليزية وناقلة للأدب العربي، والتي ظهرت باسم مجلة (بانيبال)، تلك المجلة المستقلة التي تصدر في ثلاثة أعداد متواصلة في السنة الواحدة، حيث تم تأسيسها في لندن في عام 1998م. وبين شمعون أن المجلة اقتربت من الأدب العربي وقدَّمته للجمهور في الغرب من خلال شتى صنوفه، بما في ذلك الشعر والسرد، واليوم تقطع شوطًا أدبيًّا متواصلة طوال 25 سنة.
وتطرق إلى استمرارية المجلة ودعمها المعنوي من قِبل المجتمع الأدبي في أوروبا وبقية دول العالم، إضافة إلى الاشتراكات الخاصة بالجامعات العالمية التي كانت توفر لها سيولة مادية جعلتها في مسار النوافذ الثقافية العالمية.
كما قدَّم الدكتور هلال الحجري تجربته وعلاقته بالأدب في مجال الترجمة، مشيرًا إلى أن هذه التجربة بدأت في عام 2010 عندما نشر كتابه (غواية المجهول ـ عُمان في الأدب الإنجليزي) عبر النادي الثقافي، وهذا المشروع لم يكن حديث العهد وإنما كان حاضرًا منذ زمن، والقصد منه تتبع حضور عُمان في الأدب الإنجليزي، وشمل الشعر والرواية وأدب الرحلات ونصوصًا أخرى أشارت إلى عُمان كثقافة ومكان وشخوص في مدوّنة الأدب الإنجليزي.
ووضَّح الحجري أنَّ (الغرض من المشروع هو البحث والتنقيب عن تلك النصوص المدهشة والعجيبة التي اهتمّت بعُمان كأقصى مكان في شبه الجزيرة العربية، واستطعت أن أجمع نصوصًا متميِّزة شكَّلت كتابًا متوسطًا حجمه في هذا السياق).
وأضاف الحجري أنَّ هذا المشرع استمر ليتتبع حضور العرب وثقافتهم بشكل عام في الشعر الإنجليزي ونتج عن ذلك صدور كتاب بلاد الشمس (قصائد من الشعر الإنجليزي حول العرب وبلادهم) عام 2016م، مشيرًا إلى أنَّ هذه التجربة تسعى لتسد ثغرة في ترجمة الآداب الأجنبية بشكل عام إلى اللغة العربية، وأنَّ الترجمة عمومًا بدأت مبكِّرة في الثقافة العربية منذ مطلع عصر النهضة، منذ بدأ الأدباء يترجمون عن الأدب الفرنسي والإنجليزي والروسي، وطغى على ذلك الجانب السردي، وأشار الحجري إلى تجربته في ترجمة شعر الأطفال وقال: أمر بالغ الأهمية في نفسي، فقد بدأت في عام 2020 حيث صدر لي الجزء الأول من (أغاني الطفولة - قصائد مختارة من أدب عيون الأطفال العالمي)، وهذا نابع من إحساسي من أنَّ هناك قصورًا كبيرًا في الأدب العربي حول الأدب الموجه للأطفال والشعر خاصة، وهناك قصور كبير في ترجمة الشعر من الثقافات العالمية إلى اللغة العربية.