مسقط ـ العمانية: نظمت وزارة الثقافة والرياضة والشباب ممثلة في المديرية العامة للمعرفة والتنمية الثقافية جلسة حوارية أمس بعنوان (التراث الثقافي غير المادي العُماني: الواقع والمتطلبات) ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ26 شارك فيها الكاتب والروائي محمد بن مستهيل الشحري والباحثة مكية بنت حسن الكمزارية وأدارها عبدالعزيز الراشدي.
وتحدث الكاتب محمد الشحري فيها عن التنوع اللغوي ودوره في تشكيل الهوية الثقافية العُمانية والجهود الحكومية في الانضمام إلى التشريعات الخاصة بالتراث غير المادي وجهود وزارة الثقافة والرياضة والشباب في جمع التراث غير المادي وأهمية التنوع اللغوي في السلطنة.
وعرج الشحري على المشترك اللساني بين الشحرية والسريانية وأشار إلى أن السريانية تعد إحدى اللهجات الآرامية، وتنقسم إلى سريانية شرقية، وغربية، وتستخدم الخط /‏الأسطر انجولي/‏ و(22) حرفا وخمس حركات، وستة حروف تنطق نطقا مختلفا حينما تأتي معها الحركات وتجتمع الحروف معها في كلمة.
وأشار إلى أن اللغة الشحرية يتحدثها حوالي 100 ألف نسمة في محافظة ظفار بجنوب السلطنة وتصنف ضمن اللغات السامية العربية الجنوبية الحديثة مع المهرية والسقطرية، وهي لغة مهددة بالانقراض كونها لغة شفوية غير مكتوبة، وتتم الاستعانة بالحروف الصوتية (الفنولوجية) في كتابة اللغة.
وقال إن الشحرية تعد لغة مستقلة من حيث مخارج الأصوات، والبنى الصرفية، وبنية الضمائر، والحالات الإعرابية، وأسماء الإشارة، والتذكير والتأنيث، وتنطق (93) حرفا صوتيا، منها (33) حرفا أبجديا و(6) حركات وتنطق (25) حرفا من الحروف تماما كنطقها باللغة العربية، أما الحروف الخاصة باللغة الشحرية فستة حروف ثلاثة منها شفوية.
من جانبها تحدثت الباحثة مكية الكمزارية عن اللغة الكمزارية بمحافظة مسندم بوصفها وعاء فكريا وحضاريا يعكس إرث المنطقة الثقافي ووجهها الحضاري في إقليم يمثل أهمية قصوى لسلطنة عُمان متوسطة أحد أهم المعابر المائية العالمية، كما تطرقت إلى عائلة اللغات التي تنتمي لها الكمزارية ومدى تأثرها بالبيئة والتاريخ الحضاري. وأشارت الكمزارية إلى جهود السلطنة في المحافظة على شكل هذا التراث غير المادي عبر سلسلة من الجهود العلمية آخرها كان تحت مظلة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، كما طرحت تساؤلات فيما إذا كان ثمة تغييرات جذرية طرأت أو تطرأ على اللغة؟.