د. أحمد بن سالم باتميرا:
إذا ذكرت المملكة العربية السعودية ذكرت مآثرها وتاريخها، وعراقتها ومجدها، والتي بدأت في الظهور والتأسيس كدولة وعاصمتها الدرعية في شهر فبراير من عام 1727م بقيادة الإمام محمد بن سعود.. مسيرة طويلة حافلة بالتضحيات والبناء والتوحيد، فكم من عقبات مرت بها المملكة منذ نشأت الدولة الأولى مرورا بالدولة الثانية التي أنشأها تركي بن عبد الله بن محمد آل سعود الموافق 1824م، والدولة الثالثة عام 1902، حتى صدور الأمر الملكي بتوحيد البلاد وتسميتها باسم المملكة العربية السعودية، بتاريخ 23 سبتمبر1932 ليكون يوما وطنيا راسخا لدولة قوية الأركان بقيادة الملك عبدالعزيز آل سعود ـ رحمه الله ـ وعاصمتها الرياض.
المملكة العربية السعودية بمكانتها هذه وتاريخها، دولة عريقة ومؤثرة ولها حضورها الخارجي والسياسي الذي مكنها من أن تتبوأ مكانة عالمية وأن تكون عضوا في مجموعة العشرين، وتتمتع بكل أسباب الأمن والازدهار والرخاء داخليا، فهي في تطور ونماء مستمر، وبرؤية المملكة 2030 ستكون المملكة بإذن الله تعالى دولة مختلفة أيضا في كافة المجالات التي يصبو إليها المواطن السعودي.
فالاحتفال بذكرى التأسيس الذي يصادف 22 فبراير من كل عام، احتفال بتاريخ دولة تاريخها حافل وممتد لأكثر من 3 قرون، رغم التحديات والحروب التي خاضتها لتكون دولة قوية في عهد آل سعود.
إن إعلان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بتحديد يوم التأسيس ذكرى ومناسبة وطنية في المملكة جاء تأكيدا على رسوخ ومكانة هذه الدولة عربيا وإسلاميا وعالميا، وهو الأمر الذي مكنها من تبوؤ مكانة رفيعة بين الأمم.
واليوم تعيش المملكة العربية السعودية الشقيقة أفضل عهود تطورها ونموها وازدهارها بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين محمد بن سلمان، فنجد التحديث والتطوير والإصلاح والنمو في كافة المجالات، وما زال العمل جاريا ليل نهار لرؤية المملكة منارة اقتصادية وسياحية وثقافية وصناعية وعلمية، وهي أهداف رؤيتها 2030، لتقف المملكة شامخة قوية في مواجهة التحديات القادمة.
من الدرعية إلى الرياض، مرورا بتحديات عديدة، تجسدت خلالها الوحدة الوطنية بتوحيد المملكة تحت راية واحدة، واليوم نرى هذه الدولة وهي ساطعة بمكانتها وعمقها وحضورها الاقتصادي والسياسي تسير في طريق التجديد والإصلاح والبناء والتعمير.
وأعتقد أن الاحتفاء بيوم التأسيس هو الاحتفاء والوفاء بالمؤسسين الذين ساهموا في بناء وتوحيد هذه الدولة العريقة، وتأكيد على رسوخ المملكة منذ القدم.
وسيبقى شهر فبراير شهرا خالدا في تاريخ المملكة العربية السعودية، كما هو شهر عزيز في تاريخ الكويت، وشهر الميثاق في تاريخ مملكة البحرين، فاحتفالاتكم احتفالاتنا، وأعيادكم أعيادنا.. فشهر الانطلاقة والإنجاز والنماء والرخاء لهذه الدول سيظل محفورا بالسيرة العطرة والمواقف المجيدة. والله يحفظ دولنا الخليجية والعربية من كل مكروه.. ويديم نعمة الأمن والأمان والاستقرار والازدهار عليها.. والله من وراء القصد.