أصدر الشاعر صالح العامري كتابا جديدا بعنوان "بريد الغابة وحيوانات أخرى" تضمن مجموعة من المقالات حملت ثيمة دلّ عليها العنوان، وصدرت عن مؤسسة بيت الغشام للنشر والترجمة.
وقدم العامري لكتابه بمقولة لجورج حنين يقول فيها "يجب بناء الوجه بالأسلوب الذي تبنى به مدينة " مقسما إصداره إلى ثلاثة أقسام، الأول بعنوان "بريد الغابة"، والثاني "قطط النار" والثالث "تحولات هشة" فيكتب في القسم الأول عن هذيانات دودة خشب الزان المجنونة، والثعلب الذي أزاح الصخرة عن صدره، والسحلية التي صارت ذيلها، والجعرانان الذاهبان إلى عين الشمس، والفيل ذو الأنف الحساس، والبغل شاعر التفاصيل التي لم يهملها أحد، والنسر الذي يحتضَر، والجاموس الذي له توق الفراشات، والغراب الذي كان بالأمس شاعرا، والخروف الضال الذي عاد إلى رشده، وعصفور يختنق.
فيما تضمن عنوان "قطط النار" قطة لوديف وقطط زرقاء والقط توماسو، وفي القسم الثالث "تحولات هشة" مجموعة عناوين يختتمها بمغارة الديناصور:
عبرتُ المغارة البحرية
التي كانت على شكل عنق ديناصور
يطأطئ رأسه،
بينما سعادة طفيفة شقت صدري
في ظهيرة كانت تداعبني بخلاخيلها.
ها هي ذي خفة تتفشى،
مَرَحٌ يستلقي وحيداً في جزيرة غامضة
لوثة عذبة ترفرف على قاربي
المجدول من أتون أشربة قديمة وأسمال ضحكات
كأنّ هناك من يرفع سِكّينًا على الظل الهارب(ومع ذلك لا توجد صور أصلية، لا يوجد واقع).
سلاحي الخواء المجيد
قوّتي الظلال التي تعيد تشكيل جيوشها الحالمة على الحيطان.
يضع الشاعر والكاتب صالح العامري مقطعا يرى فيه دلالة على محتويات كتابه فيقول: بعد أن تقصّف القصف، ونجوت بأوردتي وصوتي وأناشيدي، بزغت مشكلتي، وعليّ الأن أن أحمل الغابة على كتفي، برغم أدرانها وأوساخها، برغم صدئها وعفنها، منتظرا أن يغسلها البرق والرعد والضغائن الطيبة"، مضيفا "عليّ أن أحمل الغابة حتى لا تنزلق إلى المهوى أو تخرّ إلى الأسفل ككرة زجاجية ستتصدع بعد قليل، لود وددت أبدأ أن تبقى الغابة منشغلة في داخلها، وإذا ما انتبهت ذات حلم أو كابوس فلكي لا ترميني بالبطولة التي لا أدّعيها، البطولة الخرقاء التي تصلح أداة للتسلية مثل علكة الغانيات".