د ـ جوخة بنت سالم الكلبانية:
خلال العقود الثلاثة الماضية، حدثت تحولات جوهرية في تربية، وتعليم الطلاب ذوي الإعاقة في العديد من الدول المتقدمة.
ولعل من أبرز تلك التحولات تعليم الطلاب ذوي الإعاقة مع أقرانهم العاديين في الفصول العادية، بما يوفر لهؤلاء الطلاب التفاعل، والتواصل، ويحسن من المهارات الأكاديمية والاجتماعية، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة للطلاب ذوي الإعاقة للوصول إلى المنهج العام، بما يضمن حقهم في تلقي نفس المصدر التعليمي الذي يتلقاه أقرانهم العاديين، كما يسهم في اكساب الطلاب المهارات التي تدعم قدراتهم مستقبلًا، والتكيف الاجتماعي، وحصولهم على فرص وظيفية مناسبة، أو الحاقهم بمؤسسات التعليم العالي كالكليات أو الجامعات.
لقد أثَّر مفهوم التنوع الأكاديمي، وعدم التجانس بين فئات الطلاب، في منظور القائمين على العملية التعليمية، والتي تستوجب على القائمين على العملية التعليمية بضرورة تكييف هذه العملية وتعديلها، حتى تتلاءم مع المدى الواسع من التباين والاختلاف بين قدرات الطلاب.
ولعل هذا التنوع الواسع بين الطلاب يلزم المعلمين بضرورة مراعاة تلك الفروق والاهتمام بها، وبذل الجهد لتسهيل وصول أولئك الطلاب للمنهج ومحتواه بصوة تبني علاقة قوية بين المنهج والمتعلمين، كما إنها تدفع المعلمين بتبني أساليب وممارسات تدريسية مبنية على الأدلة، تراعي فيها الفروق الفردية، مما يتطلب بذلهم المزيد من الجهد لتخطيط لتقييم المحتوى، بما يتناسب قدرات واحتياجات كل تلميذ.
فمقاس واحد لا يناسب الجميع، وهذا ما ينطبق على المناهج المقدمة لجميع الطلاب سواء الطلاب العاديين أو الطلاب ذوي الإعاقة.
ولتحقيق مبدأ التعليم الشامل، في مدارس التعليم العام، وتحقيق المساواة لجميع التلاميذ.
ويمكن تفسير الوصول للمنهج العام للطلاب ذوي الإعاقة بأنه اكتساب الطلاب ذوي للمهارات والمعارف التي تقدم في المنهج العام لأقرانهم العاديين في الصف العادي، مع تقديم الدعم الإضافي للطلاب ذوي الإعاقة من قبل معلمي التربية الخاصة، وتعديل وتكييف محتوى المنهج العام، والتي تتلاءم مع احتياجات كل طالب.
إنّ النموذج العام الذي يستند إليه في الوصول إلى المنهج العام للطلاب ذوي الإعاقة يقوم على اتجاهين وهما: الاتجاه الأول في تصميم المنهج العام بطريقة شاملة، وهذا ما يعرف بالتصميم الشامل للتعلم، حيث يتم تصميم المنهج منذ البداية ليتناسب مع مختلف القدرات والاحتياجات لجميع الطلاب العاديين، والطلاب ذوي الإعاقة، أما الاتجاه الثاني فهو يتمثل في تكييف المنهج العام، والذي يتمركز حول مستوين من مستويات تكييف المنهج العام، وهما تفريد محتوى المنهج العام، والمستوى الثاني من خلال التدريس المتمايز.

* كاتبة عمانية