علي بدوان:
دكتور الجملة العصبية، الدكتور محمد خطاب، الفلسطيني المكافح، الطبيب، والعصامي، صاحب الفكر النيِّر والمنفتح، عملاق طب الأعصاب والجملة العصبية بشكلٍ عام، خريج جامعة دمشق، ثم الإيفاد إلى جامعات ألمانيا. لعبَ دورًا كبيرًا ومهمًّا في مساندة ومساعدة الناس والمحتاجين من لاجئي فلسطين في سوريا وعموم أهل البلاد في ظل انتشار (جائحة كورونا) ومتحوراتها، وخصوصًا المتحور (أوميكرون) التي اجتاحت العالم، خصوصًا هذا المتحور الواسع الانتشار (أو ميكرون).
الدكتور محمد خطاب من بلدة (عين الزيتون)، قضاء مدينة صفد في الشمال الفلسطيني (منطقة الجليل)، وهي أقرب بلدة أو قرية إلى (مدينة صفد) المحتلة عام 1948. وملاصقة تقريبًا للحدود مع لبنان الشقيق، ومنها إلى قلب مدينة صفد، وتليها بلدة أو قرية (الصفصاف).
الدكتور محمد خطاب اعتمد على ذاته في تطوير مهاراته، وفي بناء معارفه وقدراته، ومهنيته العالية، باختصاصه الطبي، كطبيب أعصاب مُختص، فكان الطبيب المداوي، وصاحب البلسم الشافي الذي وهبه إياه رب الأكوان جلَّ وعلا.
حفر الدكتور محمد خطاب طريقه في البحث العلمي كأشبه بالعمل بواسطة (الإزميل)، وكدندناتٍ لا تتوقف... فكان يشتق ويَدُق بعمله.. دقة.. دقة، وخطوة.. خطوة، ويراكم طريق العلم والخبرة، والمعرفة، والصعود، ومد يد العون لكل الناس من أبناء فلسطين وسوريا، في مهنة إنسانية قبل أن تكون أي شيء آخر، حتى دون مقابل مادي، أو بمقابل بسيط، وهو ما حصل معي عند زياراته الدائمة لي أثناء خروجي من مشفى الرشيد بدمشق لي بعد إصابتي بالمتحور (أوميكرون).
واجه الدكتور محمد خطاب ـ وما زال ـ كغيره من عمالقة الطب في العالم، معركة شرسة مع (متحوِّر) (أوميكرون) المُثير للقلق، منذ اكتشافه في تشرين الثاني/نوفمبر 2021. فكان له بصماته الطيبة، الإنسانية، بصنعته الاستثنائية، قبل أن يكون طبيبًا أو جرَّاحًا أو مداويًا أو معالجًا لجراح وآلام الإنسان.
إنه قريب الشهيد الضابط اللواء الركن عارف خطاب (أبو العبد) من منظمة التحرير الفلسطينية، ومن مرافقي الرئيس الراحل ياسر عرفات، ومن لاجئي فلسطين في سوريا، ومن أصحاب الصمود في المراحل المتقدمة من صمود منظمة التحرير الفلسطينية ونهوضها العملاق، خصوصًا في المرحلة اللبنانية، ومنها مرحلة صمود بيروت صيف العام 1982.
نشأ وعاش الدكتور محمد خطاب بدايات دراسته قبل الجامعية في (مخيم حماة) للعائدين الفلسطينيين المُسمى بـ(مخيم العائدين) قرب بلدة مصياف وسط سوريا، (مخيم الكدح والتعب ولإخلاص في الرسالة العلمية والبحثية)... والاجتهاد.
وهنا، مهما بذلت من (مديح) أو (إطراء) لا أستطيع أن أفي الدكتور محمد خطاب حقه بالشكر، على دوره بين أبناء البلد، ودوره في المساهمة بأعمال وكالة هيئة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل أبناء فلسطين في الشرق الأدنى (وكالة أونروا) وفق الإمكانيات المتاحة. وتقديمه ما يتوافر لديه من أدوية وبشكلٍ مجاني.
أشكر اهتمامه بي، ومن لا يشكر الله لا يشكر الناس، في لحظات المرض الصعبة، وهبوط (وزمة) الأعصاب على جسدي نتيجة الإصابة بـ(أو ميكرون)، أي (الجائحة العصبية ومتحوِّر أوميكرون).
إن تجربة ووقائع انتشار جائحة كورونا في العالم ككل، ومتحوراتها الملموسة في المنطقة العربية التي تبقى أقل من أي بقعة في العالم، وخصوصًا المتحوِّر (أوميكرون)، تفيدنا بضرورة وجود فريق عمل علمي عربي، مهمته العمل على المساعدة على مواجهة تلك الجائحة. فبالعلم، وبوجود فريق متماسك مهمته علمية، يمكن تطويق جائحة كورونا ومتحوراتها.