دمشق ـ عواصم ـ الوطن ـ وكالات:
كشف وزير الخارجية وليد المعلم عن وجود "مؤشرات إيجابية" تعكس وجود تغييرات في الرأي العام الدولي لأهمية التعاون مع سوريا لمحاربة الإرهاب، معتبراً أن عام 2015 سوف يكون عام بداية الخروج من الأزمة. من جهته أعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس عن تأييده للمساعي التي تقودها روسيا لإجراء محادثات جديدة لإنهاء النزاع المدمر في سوريا. من جهته قال الرئيس السوري بشار الأسد تعليقاً على أحداث فرنسا الأخيرة: «عندما يتعلق الأمر بقتل المدنيين، وبصرف النظر عن الموقف السياسي، والاتفاق أو الاختلاف مع الأشخاص الذين قُتلوا، فإن هذا إرهاب. ونحن ضد قتل الأبرياء في أي مكان في العالم. هذا مبدؤنا. نحن أكثر بلدان العالم فهماً لهذه المسألة لأننا نعاني من هذا النوع من الإرهاب منذ أربع سنوات، وقد خسرنا آلاف الأشخاص الأبرياء في سوريا. ولذلك فإننا نشعر بالتعاطف مع أُسر أولئك الضحايا. لكننا، وفي الوقت نفسه، نريد تذكير كثيرين في الغرب أننا نتحدث عن هذه التداعيات منذ بداية الأزمة في سوريا. وأضاف في حديث لصحيفة «ليتيرارني نوفيني» التشيكية ينشر اليوم : كنا نقول لا يجوز أن تدعموا الإرهاب وأن توفروا مظلة سياسية له لأن ذلك سينعكس على بلدانكم وعلى شعوبكم. لم يصغوا لنا، بل كان السياسيون الغربيون قصيري النظر وضيقي الأفق. وما حدث في فرنسا منذ أيام أثبت أن ما قلناه كان صحيحاً، وفي الوقت نفسه، فإن هذا الحدث كان بمثابة المساءلة للسياسات الأوروبية لأنها هي المسؤولة عما حدث في منطقتنا وفي فرنسا أخيرا، وربما ما حدث سابقاً في بلدان أوروبية أخرى. ورد الأسد على سؤال حول أفضل طريقة لمكافحة الإرهاب أنه يجب أن نفرق بين محاربة الإرهابيين ومكافحة الإرهاب. إذا أردنا أن نتحدث عن الواقع الراهن، علينا أن نحارب الإرهابيين لأنهم يقتلون الناس الأبرياء وعلينا الدفاع عن هؤلاء الناس. هذه هي الطريقة الأكثر إلحاحاً وأهميةً الآن لمعالجة هذه القضية. لكن إذا أردنا أن نتحدث عن مكافحة الإرهاب فهذه لا تحتاج إلى جيش، بل هي بحاجة إلى سياسات جيدة. ينبغي محاربة الجهل من خلال الثقافة. كما ينبغي بناء اقتصاد جيد لمكافحة الفقر، وأن يكون هناك تبادل للمعلومات بين البلدان المعنية بمكافحة الإرهاب. وتابع بقوله: المشكلة لا تتم معالجتها كما جرى في أفغانستان، أقصد ما فعلوه في أفغانستان في العام 2001. كنت قد قلت لمجموعة من أعضاء الكونجرس الأميركي زاروا دمشق في تلك الفترة، وكانوا يتحدثون عن غزو أفغانستان انتقاماً لما حدث في نيويورك حينها. قلت: ما هكذا يعالج الأمر، لأن مكافحة الإرهاب أشبه بمعالجة السرطان. السرطان لا يعالج بشَقِّه أو إزالة جزء منه، بل باستئصاله كليًّا. ما حدث في أفغانستان هو أنهم شقوا جرحاً في ذلك السرطان، وكانت النتيجة أنه انتشر بسرعة أكبر. لذلك، وكما قلت، ينبغي التركيز على السياسات الجيدة وعلى الاقتصاد والثقافة. وفي سياق متصل بحسب بيان لرئاسة مجلس الوزراء السورية، قدم وزير الخارجية السوري وليد المعلم عرضاً سياسيًّا شاملاً خلال الجلسة الأسبوعية للمجلس، أشار فيه إلى أهم التطورات على الساحة الدولية. وإذ شدد المعلم على أهمية وجود تعاون دولي حقيقي مع سوريا لمحاربة الإرهاب، كشف عن وجود مؤشرات إيجابية تعكس وجود تغييرات في الرأي العام الدولي لأهمية التعاون مع سوريا لمحاربة الإرهاب. وثمن المعلم، تسارع المصالحات الوطنية في مختلف المناطق السورية وصعود المقاومة الشعبية وعدم وجود حاضنة شعبية للإرهابيين إضافة إلى صمود جيشنا الباسل وقوى الأمن الداخلي وملاحقتهم لفلول العصابات الإرهابية. مؤكدا، أن عام 2015 سوف يكون عام بداية الخروج من الأزمة السورية باتجاه عودة الأمن والأمان إلى ربوع سوريا، حسب البيان. من جانبه دعا السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري مجلس الأمن إلى التحرك لإدانة ووضع حد لسياسات النظام التركي الداعمة للإرهاب في ضوء إعلان أنقرة أن المواطنة الفرنسية حياة بومدين المشتبه بتورطها في اعتداء باريس دخلت سوريا عبر تركيا. وقال الجعفري في رسالة سلمها إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئاسة مجلس الأمن أن وزير خارجية النظام التركي مولود جاويش أوغلو صرح بأن بومدين دخلت الأراضي التركية في 2 الشهر الحالي ودخلت منها إلى سوريا في شكل غير شرعي في الثامن من الشهر نفسه. واعتبر أن هذا التصريح اعتراف رسمي يؤكد أن تركيا لا تزال المعبر الرئيسي لتهريب الإرهابيين والمرتزقة الأجانب الذين تستقدمهم الدول الداعمة للإرهاب من أنحاء العالم إلى سوريا، والمعبر لهم للعودة إلى دولهم أو دول أخرى في انتهاك لقراري مجلس الأمن 2170 و2178. واتهم الجعفري تركيا بالتواطؤ مع المجموعات الإرهابية، وأنها شريكة في سفك الدم السوري. وطالب مجلس الأمن بمساءلة النظام التركي عن هذه السياسات. من جانبه اعرب مساعد وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف عن تفاؤل بلاده بمشاركة «المعارضة السورية» في محادثات موسكو لحل الازمة في سوريا؛ لافتا الى ان روسيا تتوقع حضورا فاعلا لممثلي المعارضة السورية في موسكو كي تبدأ المحادثات الرامية إلى حل الأزمة في هذا البلد. وقال بوجدانوف "في السادس والعشرين من الشهر الجاري تصل الوفود. في السابع والعشرين تجري اتصالات بين ممثلي المعارضة، وفي الثامن والعشرين بين ممثلي المعارضة والنظام السوري. في التاسع والعشرين تختتم المحادثات ويغادر الجميع موسكو". وكانت السلطات السورية اعلنت موافقتها على المشاركة في هذا الحوار في روسيا، في حين رفض العديد من فصائل المعارضة المشاركة فيه. وكشفت مصادر معارضة، أن الخارجية الروسية ستعقد لقاء موسكو التشاوري المقرر لجمع وفدين من النظام والمعارضة، بين 26 و29 الشهر الجاري "بمن حضر"، كما أنها وجهت دعوات اضافية من أجل محاولة إقناع وجذب أكبر عدد من الشخصيات المعارضة لاجتماعات موسكو، ومنهم ميشيل كيلو، ونائب المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا محمد فاروق طيفور، بصفتهما الشخصية. وقالت المصادر إن "(موسكو -1)، سيعقد على طاولة مستديرة يدير اللقاءات فيه مسؤول روسي، على أن يلتقي وزير الخارجية سيرجي لافروف قادة المعارضة ووفد الحكومة الذي سيكون مشابهاً للوفد الذي شارك في (جنيف -1) برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم وعضوية المستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد".