صالح البارحي:
أزف الوقت واقترب موعد الحسم ... الرستاق والسيب وجها لوجه في نهائي كأس جلالة السلطان لكرة القدم ... تاريخ جديد يسطر بأحرف من ذهب للفريق الفائز ... فالرستاق يجده مجدا لا يضاهيه آخر وسيدخل التاريخ من أوسع أبوابه بعد سنوات طويلة عجاف لم يكن فيها العنابي سوى فريق يلعب دورا هامشيا لا أكثر ... فيما السيب هو من صال وجال في ملاعب الكرة العمانية منذ سنوات طويلة وله من الإنجازات ما له، لكن غيابه عشرات السنين عن معانقة اللقب الغالي يضعه أمام تحد جديد لإعادة أغلى الكؤوس لخزانة النادي مجددا بعد طول غياب ..
الأوراق مكشوفة أمام الجهازين الفنيين للفريقين ... ولا تحتاج إلى الكثير من التمعن والتدقيق والتريث غير المبرر ... فما قدمه الفريقان في هذا الموسم بدءا من منافسات كأس (إم جي) مرورا بمنافسات دوري عمانتل وانتهاء بالمباريات الماضية بمسابقة الكأس الغالية تعد كتابا مفتوحا للطرفين ... وبالتالي فإن الاستعداد لمجابهة المنافس تبدو جيدة للغاية خاصة في ظل توافر الأدوات التي تحقق ذلك المبتغى في نهاية المطاف ... ناهيك عن قيمة التتويج باللقب الذي يتمنى أي ناد الحصول عليه ليكون خير ثمرة لمشوار قادم قد يمتد فترة طويلة متى ما وجدت الأرضية الصلبة لاستمراره ... كما أنه تاريخ رائع ومشرف لكل لاعب يحظى به ولأي مدرب أو إداري كذلك ...
السيب يمتلك الكثير من الادوات للعودة لمعانقة أغلى الكؤوس ... فهو الفريق الخبير بمثل هذه النهائيات والتي عاشها مرات عديدة ساهمت في تتويجه بثلاثة ألقاب متتالية ... وهو الفريق الذي تقوده إدارة واعية متمكنة سعت لهذا الهدف منذ بداية الموسم ... وهو الفريق الذي يضم في صفوفه أغلب نجوم المنتخب الوطني الأول وبات المرشح الأول لخطف لقبي الدوري والكأس معا بعد أن سعى لذلك في المواسم الثلاثة الماضية ... والتي وضعت السيب منافسا فوق العادة على مختلف الألقاب ...
أما الرستاق ... فهو الفريق الطامح لتحقيق إنجاز عجزت عنه الأجيال السابقة للعنابي ... وهو الفريق الذي يلعب كرة قدم جماعية بعيدة تماما عن مبدأ (النجومية) أو النجم الأوحد في صفوفه ... بل وضح تماما بأن مدربه (ميهاي) هو النجم الرئيسي في صناعة هذه التوليفة الرائعة من اللاعبين وظهورهم بهذا الشكل المميز ... وباعتقادي أن الرستاق يمتلك حظوظا كبيرة في خطف اللقب متى ما أظهر لاعبوه ما أظهروه في مباراتي ظفار على وجه التحديد بالمربع الذهبي ... وقبلها مباريات دورينا والذي وضعت الفريق في مركز متقدم حتى الآن ... فالعنابي هو الفريق الذي يثق في قدراته أولا ولا ترهبه أسماء منافسيه مهما كانت ... ومن هنا أخذ الثقة بالنفس أكبر من ذي قبل ...
فلمن يذهب اللقب الغالي يا ترى ؟!

كلمة أخيرة

الحراك الجماهيري الذي تقوم به جماهير الناديين أمر إيجابي للغاية ... وهذا يعني أن النهائي سيكون جماهيريا لأبعد الحدود ... نأمل في لوحة استثنائية تليق بالحدث بعيدا عن أي منغصات خارجة عن المألوف ... دمتم بخير .

[email protected]