القاهرة ـ عادل مراد:
بعد ظهور الدراما التركية وتغلبها علي الدراما المصرية والعربية، ظهرت ظاهرة جديدة وهي الإنتاج المشترك الذي صنع خصيصا من أجل منافسة هذه الدراما التركية، حيث تم إنتاج "روبي" "دوائر الحب" "الأخوة" "جذور" "اتهام"..وهي أعمال جمعت ما بين الخليجي واللبناني والمصري ، وكانت إذاعتها في هذه البلدان متسقة مع الأحداث والقضايا العربية المختلفة ، نجاح هذه الأعمال شجع منتجي الدراما علىتكرار التجربة مرة أخرى .
والمعروف أن مصر، التي ازدهر فيها الفن على مدى عدة عقود، استقطبت، ومنذ الثلاثينيات مجموعة كبيرة من الفنانين اللبنانيين والسوريين، وقدمتهم في السينما وعلى المسرح. ونذكر من هؤلاء على سبيل المثال: الرائد المسرحي أبا خليل القباني، وآسيا، وماري كويني، ونور الهدى، وصباح، وبديعة مصابني، ونجاح سلام، ومحمد سلمان، وعبد السلام النابلسي، وأنور وجدي، وأسمهان، وفريد الأطرش وفايزة أحمد، وسعاد محمد، ومحمد محسن وصولاً إلى الجيل الجديد من الفنانين الحاليين.
وأهل الفن من النجوم المصريين والعرب أعربوا عن رأيهم في هذا التعاون العربي المشترك الذي خيم بظلاله على الدراما المصرية والعربية بالفترة الأخيرة ونافس بقوة عندما نجحت الأعمال العربية في تقديم الدراما الممتدة.
يقول الفنان سامح الصريطي: ليست الأعمال المشتركة ظاهرة غريبة بل توجه محترم يجب الحفاظ عليه، لأن كل بلد عامر بالمواهب والقدرات، مما يستوجب الدعوة والسعي إلى إنتاج أعمال فنية بين الدول العربية فالدول العربية بلد واحد يجمع بينها اللغة والتاريخ والثقافة، لذا شروط اختيار الفنان واحدة سواء في عمل عربي أو مصري: سيناريو جيد، مخرج متميز وقادر على تنفيذ العمل بشكل لائق.
يضيف الصريطي أن مشاركة الممثلين المصريين في الأعمال العربية أو العكس توطّد أواصر الوحدة بين البلاد العربية، وتوسع دائرة انتشار الدراما، "لأن لكل ممثل جمهوره، ولابد من أن تساهم هذه الأعمال في ارتقاء الدراما العربية".
وأشار الفنان نور الشريف إلى أن هناك حقبا تاريخية مهمة في الوطن العربي وأبطالا أثروا فيه لا يعلم المواطن العربي عنهم شيئا ولابد أن تلعب الدراما دوراً إيجابيا حيال هذا. من خلال إنتاج عربي مشترك لأن المسلسلات التاريخية لها شعبية واسعة ويراها الملايين من المتفرجين العرب، ونستطيع أن نستخدم الدراما في تحقيق أهداف عربية مهمة تجمع الشعوب عليها من خلال التعاون المشترك خاصة في الأعمال التاريخية التي ترصد التاريخ العربي الإسلامي والمعارك العظيمة في هذا التاريخ.
أما المؤلف بشير الديك فقال: إن الإنتاج المشترك هو الحل لأن الظروف الإنتاجية وصلت إلى نقطة اللاعودة ، ولذلك لا مانع أن تلجأ شركات الإنتاج للتعاون مع الشركات الأخرى، لإخراج عمل جيد مميز لإنتاج مشترك له فائدة بأنه يعتمد على طرفين، طرف مسؤول عن الإنتاج الكامل عن العمل والطرف الآخر عليه التوزيع والتسويق على المحطات الفضائية وبهذا ممكن أن ينجح المسلسل.
ويرى الفنان اللبناني عمار شلق وله مشاركات في أعمال درامية مصرية أن الدراما اللبنانية استفادت كثيرا من الإنتاج العربي المشترك لتسجل حضوراً مهماً في محاولة لاستعادة دورها على خارطة الإنتاج العربي، فإنّ دمج الدراما اللبنانية مع السورية والمصرية، يسمح للإنتاج اللبناني باقتحام سوق البيع بعد أن كان الإنتاج والانتشار محليا لا يتجاوز انتشاره حدود الفضائيات اللبنانية.
فبعض الأعمال الدراميّة اللبنانية الناجحة إنّما بإمكانات محدودة وحصدت متابعة ونجاحاً لدى المشاهد اللبناني، لكن صداها لم ينتشر عربياً.
ثم توالت المشاركات اللبنانية مؤخرا التي ساهمت في الخروج من الأزمة الإنتاجية التي عاشتها بلدان الربيع العربي وتضمنت خليطاً عربياً سواء لناحية الإنتاج المشترك أو الإخراج أو التمثيل. ما شجّع الفضائيات العربية على بثها كعرض أوّل بعدما كان العمل اللبناني يؤخذ كعرض ثالث أو رابع. فأثبتت نجاحاً وانتشاراً رغم منافسة أعمال عربية لها، وهذه المسلسلات المشتركة ساهمت في تعريف الجمهور العربي إلى الممثلين اللبنانيين وأخرجتهم من القوقعة التي حبسوا في داخلها سنوات طويلة.
وترى الفنانة اللبنانية ورد الخال التي شاركت في أكثر من عمل درامي مشترك مثل "أسمهان" فقالت: لا شك في أن هذا الانفتاح أفاد الممثل اللبناني، فالإنتاج المشترك حتماً له مردود إيجابي على المشاهد اللبناني الذي بات يتشوّق لمشاهدة المسلسلات العربية