تزامنا مع فعاليات «الأسبوع الفرنسي»

مسقط ـ العمانية: أقام المتحف الوطني أمس ندوة (عُمان: جنة علماء الآثار)، تزامنا مع فعاليات النسخة الرابعة من “الأسبوع الفرنسي”، تحت رعاية سعادة المهندس إبراهيم بن سعيد الخروصي، وكيل وزارة التراث والسياحة للتراث.
سلطت الندوة الضوء على أبرز الاكتشافات التي حققتها الفرق البحثية الفرنسية العُمانية، والمنشورات العلمية وأنشطة المتاحف المتعلقة بها، وتطوّر الأبحاث وضرورة الحفاظ على المواقع الأثرية والاكتشافات في سلطنة عمان.
تضمنت الندوة (6) أوراق عمل بمشاركة مجموعة من الأكاديميين والباحثين من داخل سلطنة عُمان وخارجها، فقد ركزت ورقة العمل الأولى على الأطلس التاريخي للشرق الأدنى القديم، قدمها مارتن سافاج، عالم آثار ومهندس في المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية.
أما ورقة العمل الثانية فقد تطرقت إلى التعاون (العُماني ـ الفرنسي) في البحث الأثري بسلطنة عُمان، قدمها سالم بن محمد الحجري، مدير عام مساعد للتراث الأثري بوزارة التراث والسياحة، وتناولت ورقة العمل الثالثة عمل البعثة الأثرية الفرنسية في وسط عُمان: “منطقة بسيا”، لعاملة الآثار لماتيلد جين. وتطرقت الورقة الرابعة إلى ما خرجت به بعثة خور جراما الأثرية، الخاصة باكتشاف ثقافة ما قبل التاريخ الجديد في عُمان، لعالم الآثار كريستوف سيفان ألووي، وحملت الورقة الخامسة عنوان (من ماجان إلى مملكة عُمان ــ القرن الثالث قبل الميلاد ـ القرن الثالث ميلادي)، قدمها منير ارباش، كاتب ومؤرخ، باحث في المركز الوطني للبحث العلمي متخصص في جنوب شبه الجزيرة العربية القديمة.
واختتمت الندوة بورقة عمل حول (جهود سلطنة عُمان للحد من مخاطر الكوارث الطبيعية على المواقع التراثية ـ إعصار شاهين نموذجاً) قدمتها ندى الشكيلية، رئيسة قسم المخاطر والأزمات بوزارة التراث والسياحة.
وحول الندوة قال سعادة وكيل وزارة التراث والسياحة للتراث: التعاون العماني الفرنسي في البحث الأثري في سلطنة عمان يعود لأكثر من أربعة عقود، سواء أكان في مجال التنقيبات الأثرية أو تبادل الخبرات وبناء القدرات الوطنية ونقل المعرفة في ترميم القطع الأثري، وبالنسبة لبعثات التنقيب في مجال الدراسات الأثرية فقد بدأت في عام 1980في قلعة صحار، تلتها أكثر من 12 بعثة أثرية في رأس الحد ورأس الجنز وخور جراما والعارض وأدم وحاسك وغيرها.
في الإطار ذاته قالت سعادة فيرونيك أولانيون، سفيرة الجمهورية الفرنسية لدى سلطنة عُمان: هذه الندوة سمحت بإبراز الثروة الأثرية والتراثية لعُمان ومستوى التعاون المتميز بين الباحثين الفرنسيين والعُمانيين، فالمواقع الأثرية العُمانية رائعة ويزورها سنويا آلاف السياح الفرنسيين، والمتحف الوطني مكان جميل وأحد أجمل وأهم المؤسسات الثقافية في سلطنة عُمان.
وأشار سعادة جمال بن حسن الموسوي، الأمين العام للمتحف الوطني إلى أن سلطنة عُمان على امتداد جغرافيتها تزخر بمواقع تاريخية مهمة تجعلها بيئة خصبة لعلماء الآثار للبحث والاكتشاف، وأن استضافة الندوة تزامنا مع النسخة الرابعة من الأسبوع الفرنسي تُعد فرصة جيدة لتسليط الضوء على مختلف الجوانب البحثية والعلمية نتاج جهود البعثات الأثرية الفرنسية في سلطنة عُمان، ونأمل بأن تسهم الموضوعات التي تمت مناقشتها من قبل الخبراء المشاركين في الندوة لتكون مرجعاً مهما للمهتمين والباحثين وحافزا لمواصلة الجهود في هذا المجال”.