كييف ـ عواصم ـ وكالات:
أعلن الانفصاليون في مدينة دونيتسك امس الجمعة أن القوات التابعة لهم سيطرت على مطار دونيتسك. وأوضح مصدر من قيادات الحركة الانفصالية أن نحو 10 جنود أوكرانيين لا يزالون متواجدين بين أنقاض المطار الجديد، لافتة إلى أنهم توقفوا عن إطلاق النار. وكان رئيس ما يسمى بجمهورية دونيتسك المعلنة من طرف واحد أعلن أن العسكريين الأوكرانيين غادروا المطار، وأنه سيخضع قريبا لسيطرة قوات الدفاع الشعبي. وأعلنت رئاسة أركان قوات الدفاع الشعبي في دونيتسك "مقتل أكثر من 10 جنود أوكرانيين إضافة إلى العثور على 6 جثث متفحمة في المطار"، ومقتل أحد أفراد قوات الدفاع الشعبي وإصابة 8 آخرين. وكان المتحدث باسم الجيش الأوكراني ليونيد ماتيوخين قال في تصريح صحفي إن القوات الأوكرانية ألحقت بها خسائر في مطار دونيتسك، لكنه لم يحدد حصيلتها. من جانبه أعلن الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو الجمعة 16 يناير أن الجيش سيعيد تجميع قواته في "المناطق الساخنة" في دونباس، ويعززها بوحدات إضافية.
وقال بوروشينكو خلال اجتماعه برؤساء الكتل في البرلمان الأوكراني "تجري الآن إعادة تجميع للقوات وتُستقدم وحدات إضافية من أجل إحلال الأمن في أكثر النقاط خطرا". وأفاد المكتب الصحفي للرئيس الأوكراني أن بوروشينكو أكد أن جيش البلاد تعزز بشكل كبير في الأشهر الأربعة الأخيرة. وأكد الرئيس الأوكراني أن "هذه العملية تأتي لتؤكد بوضوح أن الهدنة ليست ضعفا وأن من يحاول الاستخفاف بها سيدفع حياته ثمنا". وأعرب بوروشينكو خلال اللقاء عن شكره لرؤساء الكتل البرلمانية الذين ساندوا مرسومه بشأن التعبئة، مضيفا "هذه التعبئة تعطي إمكانية لتقوية قواتنا المسلحة. وفي الوقت ذاته لها علاقة بتناوب قواتنا المسلحة المتواجدة في الجبهة. هذا ضروري حتى تتوفر لهم إمكانية زيارة أسرهم وإحلال الأمن". من جهة أخرى، قتل 4 أشخاص وأصيب 6 آخرون خلال قصف ليلي استهدف مدينة دونيتسك وتواصل حتى صباح الجمعة 16 يناير، وأعلنت السلطات الأوكرانية مقتل ستة جنود اوكرانيين ومدني خلال 24 ساعة في شرق اوكرانيا الذي شهد تصعيدا للعنف منذ قرابة اسبوع، في حين قتل اربعة مدنيين في دونيتسك التي يسيطر عليها الانفصاليون. وقال المتحدث باسم الجيش الاوكراني اندري ليسنكو "قتل ستة من جنودنا في مواجهات خلال 24 ساعة وأصيب 18 آخرون بجروح". ثم اعلن عن مقتل مدني في قصف استهدف حاجزا للجيش الاوكراني. وقبل ذلك اعلنت سلطات دونيتسك عن مقتل اربعة مدنيين في المدينة. من جهة اخرى بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في مكالمة هاتفية الوضع في جنوب شرق أوكرانيا. وأعلن ذلك وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف امس، مشيرا إلى أنه حال ما تتطلب هذه المناقشات مشاركة وزراء الخارجية، فسيكونون مستعدين لمثل هذا اللقاء. وأوضح لافروف أنه "بالإضافة إلى المسائل ذات العلاقة بوقف إطلاق النار، من الضروري الاتفاق بشأن إعادة إعمار اقتصاد دونباس، وإعادة تأهيل جوانب الحياة الطبيعية في تلك الأراضي، وربط الاتصالات الاقتصادية بين الجمهوريتين المعلنتين من طرف واحد وبقية الأراضي الأوكرانية وتوفير الظروف المناسبة للعملية السياسية". ولفت رئيس الدبلوماسية الروسية إلى أنه " تقام اتصالات وثيقة بشأن جميع هذه المواضيع، بما في ذلك بين المشاركين في رباعية النورماندي..
عدد من هذه المسائل بحثت الخميس في مكالمة هاتفية للرئيس بوتين والمستشارة ميركل. حال ما تتطلب هذه المناقشات بما فيها في مجموعة الاتصال وبين العواصم مشاركة وزراء الشؤون الخارجية، نحن سنكون مستعدين لإجراء مثل هذا الاجتماع".لافروف يأمل في أن لايسمح بوروشينكو بإجهاض اتفاقات مينسك من جانبه أعرب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن أمله في ألا يخضع الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو لدعوات "فريق الحرب" في كييف إلى إجهاض اتفاقات مينسك. وقال لافروف تعليقا على إعلان كييف عن خطة تعبئة أكثر من 100 ألف شخص في العام الحالي، إن هناك تقارير تتحدث عن استبدال القوات الأوكرانية بكتائب متطوعين، مشيرا إلى أن سمعة هذه الكتائب سيئة فيما يتعلق بقواعد الانضباط. وأكد الوزير الروسي أن أية خطوات متعلقة بالتحضيرات العسكرية لا تساعد على العملية في إطار مجموعة الاتصال وكذلك في إطار "رباعية النورماندي". وقال إن الرئيس فلاديمير بوتين أكد لنظيره الأوكراني بيوتر بوروشينكو أكثر من مرة أن خطط "فريق الحرب" مضرة للغاية. وأكد لافروف أن هذا "الموقف الخاطئ" يقوّض اتفاقات مينسك "روحا ونصا" وكذلك بيان برلين الذي أقره وزراء خارجية روسيا وألمانيا وأوكرانيا وفرنسا. وقال الوزير الروسي إن آفاق عقد قمة رباعية روسية أوكرانية فرنسية ألمانية تتوقف إلى حد كبير على قدرة طرفي النزاع على الالتزام بوقف إطلاق النار، مشيرا إلى أنه يجري حاليا العمل على تحقيق هذا الهدف بمشاركة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. كما أشار إلى إمكانية إجراء اجتماع وزاري تمهيدا لعقد القمة. من جهتها أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن تأييدها لإبقاء العقوبات المفروضة على روسيا على خلفية النزاع الأوكراني. وقالت ميركل في تصريحات لصحيفة "فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج" الألمانية الصادرة امس الجمعة : "العقوبات ليست هدفا في حد ذاتها لكن أسباب إقرارها مازالت قائمة... عندما تنتهي هذه الأسباب يمكننا إلغاء العقوبات". وذكرت ميركل أن روسيا بيدها أن تجعل تلك العقوبات غير ضرورية، مؤكدة في الوقت نفسه أن زعزعة الاقتصاد الروسي ليس من مصلحة ألمانيا. ووصفت ميركل مجددا ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية بأنه انتهاك فادح للقانون الدولي.
تجدر الإشارة إلى أن الغرب يتهم روسيا بدعم الانفصاليين في شرق أوكرانيا. وبحسب بيانات واشنطن ، أجرى الرئيس الأميركي باراك أوباما اتصالا هاتفيا بالمستشارة ميركل تحدثا فيه عن تقديم دعم مالي لأوكرانيا. وأعرب الزعيمان عن دعمهما لـ"حزمة تمويل دولية قوية" لأوكرانيا. كما أعرب أوباما وميركل - بحسب بيانات البيت الأبيض - عن قلقهما إزاء تزايد العنف من جانب الانفصاليين في شرق أوكرانيا.