تُجسِّد اللقاءات السَّامية لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ مع الشُّيوخ في محافظات البلاد المختلفة، حلقةَ وصْلٍ بشعبه الأبيِّ الوفيِّ، يستمع فيها القائد المُفدَّى إلى تطلُّعات وطموحات أبناء الوطن في كُلِّ حدَبٍ وصَوْبٍ، ويشاركهم رؤى المستقبَل ويستعرض ملامحه، ما يزيد لدى المواطنين الشُّعور بالولاء والانتماء لهذه الأرض الطيِّبة. فالمواطن عندما يشعر بأنَّه شريك في اتِّخاذ القرار، وأنَّ قائده الكريم ينْصتُ بعناية للتحدِّيات التي تُواجهه اقتصاديًّا واجتماعيًّا، ويستمع بتمعُّنٍ بما يمرُّ به المواطن من أزمات حياتيَّة، يرتفع لدَيْه الحسُّ الوطني، ويدرك أنَّ القائد والأب لا همَّ له إلَّا مصلحة الوطن والمواطن، لتتجلَّى الديمقراطيَّة وتتحقَّق أهدافها، ويسير مركب الوطن بثباتٍ ورُسوخ، شامخًا وسط الأنواء والتحدِّيات الجلل، ويصل دائمًا نَحْوَ الغايات الكبرى؛ بفضل البصيرة الثاقبة للربَّان، والوعي والإلمام ونجاح الدَّور والمسؤوليَّات لدى أبنائه الأوفياء، لتتجدَّد نهضة عُمان المباركة بسواعد أبنائها، في ملحمة تُظهر معاني التضافر والتلاحم، وتُعطي للعالم نموذجًا فريدًا، إذا أراد بناء دولة الإنسان فيها الأداة والوسيلة والغاية.
ويأتي لقاء جلالته أمس بعددٍ من الشُّيوخ في محافظات شمال الباطنة، والظاهرة، والبريمي، ببيت بهجة الأنظار بولاية صحار، من جديد ليُعبِّرَ عن التلاحم بَيْنَ القائد وشَعْبِه، ويناقش كُلَّ مـا يعـود بالخير والنفع على الوطن والمواطن في محافظات السَّلطنة كافَّة، ليكون لقاء جديدًا يستمع فيه جلالته ـ أعزَّه الله ـ إلى احتياجات المواطنين فيتَّخذ الإجراءات المناسبة لِمَا يعود بالنفع عليهم، مُتَّخذًا من الحديث الشفَّاف الصَّادق مدخلًا يسعى إلى إيجاد مشاركة شعبيَّة تعكس الروح السائدة بَيْنَ قائد حكيم كريم وشعب أبيٍّ وفيٍّ، حيث يمتزج التقدير والاعتزاز والاعتبار للمواطن في كُلِّ دُروب وأرجاء الوطن العزيز بقائدهم المُفدَّى الذي يشاركهم الأفراح والأتراح بسجاياه الكريمة وشمائله المعهودة وتواضعه الجمِّ، ليتحدَّثَ جلالته بثِقَة عن مستقبَل الوطن وأبنائه، متلحفًا برؤيته المستشرفة للمستقبَل، والتي تَعِي قدر ومكانة عُماننا الحبيبة عَبْرَ تاريخها التليد، والسَّعي لوضعها في المكانة التي تستحقُّها على المستويَيْنِ الإقليمي والعالمي.
لقد كان اللقاء بمثابة منبر جديد يستعرض فيه جلالة السُّلطان المعظم جملـةً مـن الموضوعات ذات العلاقة بالمشاريع والخطط المستقبليَّة في المحافظات المُشار إليها ليؤكِّدَ جلالته ـ أبقاه الله ـ مرَّة أخرى أهميَّة العمل التكاملي بَيْنَ الحكومة والمواطنين كُلٍّ في مجاله، لِتكُونَ مصلحة عُمان ورفْعتها هي الغاية لكُلِّ مَنْ ينتمي لهذا الوطن العزيز الغالي، الذي يحتاج لأنْ يقف أبناؤه يدًا قويَّة؛ بهدف تجديد وتطوير الوطن في كافَّة قطاعاته الاقتصاديَّة منها والاجتماعيَّة، وأنْ يعمل الجميع دُونَ كَلَلٍ أو مَلَلٍ على تجاوز الأزمات والتحدِّيات، التي جاءت انعكاسًا لِمَا يمرُّ به العالم من متغيِّرات وتطوُّرات وتحوُّلات. فالعُمانيُّون بتكاملهم المنشود سيبقون نموذجًا متفردًا في الوقوف صفًّا واحدًا وعلى قَلْب رجُلٍ واحد خلْفَ القيادة الحكيمة لحماية مكتسبات الوطن والذَّود عن مقدَّراته، وبناء مستقبَله.
إنَّ الاهتمام السَّامي جليًّا قد ظهر أثناء اللقاءات وهذا اللقاء الأخير، فبرغم ما يمرُّ به العالم من أزمات جلل، فإنَّ جلالته ـ أيَّده الله ـ بحُسْن سياسته للأمور، يُسدي توجيهاته السَّامية بتنفيذ مشاريع تنمويَّة مضافة إلى المشاريع المعتمدة في الخطَّة الخمسيَّة العاشرة (٢٠٢۱م ـ ٢٠٢٥م) بما يزيد عن (650) مليون ريال عُماني ليتمَّ تنفيذها خلال ما تبقَّى من سنوات الخطَّة الخمسيَّة الحاليَّة على مختلف القطاعات التنمويَّة، بالإضافة إلى زيادة السُّيولة الماليَّة لمخصَّصات الموازنة الإنمائيَّة لهذا العام بمبلغ (٢٠٠) مليون ريال عُماني ليصل إجمالي المبالغ المخصَّصة للصَّرف مليارًا ومائة مليـون ريـال عُمـاني، لتأتي هـذه التَّوجيهات الكريمـة في إطار الاهتمام السَّامي لجلالته ـ أيَّده الله ـ بتعزيز النُّمو الاقتصادي واستمرار توفير الخدمات، واستكمال البنى الأساسيَّة، ودعم أنشطة القطاع الخاص، وتوفير المزيد من فُرص العمل للمواطنين، ليعمَّ الخير والبركة على محافظات وولايات السَّلطنة كافَّة.