علي بدوان:
الصين الشعبية في معركة تحدٍّ مع جائحة (كورونا) و"الغول المرعب" المُسمَّى بالمتحور (أوميكرون)، من أكثر الدول الكبرى في العالم تضررًا بالجائحة (كورونا ومتحورها) نظرًا لتأثير الجائحة ومتحورها على عامة الناس في بلدٍ متخم بالكثافة السكانية، وعلى عموم الاقتصاد الصيني والتجارة الخارجية والاستثمارات الخارجية الوافدة منذ سنوات طويلة نسبيًّا، وآلة الإنتاج، والخشية من مخاطر الإغلاق والانغلاق، ولو المؤقت على النمو الاقتصادي في وقت تسعى فيه الصين الشعبية، لتحقيق توازن بين تداعيات الأزمة الصحية وجائحة كورنا ومتحورها، ومعالجتها بالسبل الأفضل والأقل خسارة، مع متطلبات ثاني أكبر اقتصاد في العالم بأسره.
الخطر يعود الآن من جديد للعالم بشأن جائحة (كورونا) ومتحورها (أوميكرون)، بعد الموجات الأولى التي ضربت العالم بأسره بــ(كورونا)، وقبل أن ينشأ متحوره (أوميكرون)، فيما العالم بأسره يترقب، وينتظر الأمور إلى أين ستسير، وخصوصا ما يحدث منها في الصين الشعبية الأكثر تأثرًا بتلك الجائحة ومتحورها الخطير (أوميكرون)، الذي تبين من الواقع أنه أكثر قدرةً على الهروب من جهاز المناعة عند أي كائن بشري حي. ولم يتم كشف تلك الأسباب حتى الآن؟؟؟
أسئلة، وأسئلة، لا وقت طويل ومُتسع أمامها، بل تنتظر الإجابات، التي بحاجةٍ لوقتٍ سريع لإنجازها والإجابة عليها، ولا تتحمل الانتظار الطويل، وبرسم الترقب، ولا ندري إلى أين ستسير الأمور، مع الخشية من عودة هذا "الغول المرعب" والمُسمى (كورونا)، وأي سلالة قد تنشأ منه مثل متحورة أو سلالة (أوميكرون) في مناطق مختلفة من عالم المعمورة باتجاهاتها الأربع، خصوصا الولايات المتحدة الأميركية ودول كـ(الهند) ودول إفريقيا...إلخ وغيرها.
وقبل عدة أيام، وفي النصف الثاني تحديدًا، من شهر آذار/مارس 2022، فرضت جمهورية الصين الشعبية، وبشكلٍ مفاجئ، ليلًا، حجرًا صحيًّا مُحكمًا، على مدينة صناعية تضم نحو تسعة ملايين شخص، وأعلنت عن وجود أكثر من أربعة آلاف حالة إصابة بالفيروس المُتحور عن كورونا (أوميكرون) في وقتٍ كانت تُعلن فيه للعالم، أنها تواجه فيه وتتحدَّى تفشِّي الجائحة ومتحورها باستراتيجية جديدة قررت الدخول فيها وعنوانها السعي إلى إحلال "صفر كوفيد"، من خلال "تصفير" موجة إصابات بالمتحورة (أوميكرون). لتفاجئ بأن جائحة (كورونا) ومتحورها بالذات (أوميكرون) موجودة على الأبواب في كبرى المدن الصناعية في الصين الشعبية ذاتها. وقد تبين أن استراتيجية "صفر كوفيد" المُطبقة حاليًّا، لم تنجح حتى الآن تمامًا في تصفير حالة الجائحة وإنهائها. فالمتحورة (أوميكرون) شديدة العدوى والفعالية، وتطرح تحديًا لفاعلية واستمرارية الاستراتيجية إياها، ولجميع أنواع اللقاحات التي تم طرحها حتى الآن من قبل عدة شركات أدوية عالمية كبرى من الولايات المتحدة إلى موسكو إلى لندن..إلخ.
وهكذا، وحسب المعطيات المنشورة، بدأ العداد يُسجِّل التعداد العام للإصابات بالمتحور (أوميكرون) في جمهورية الصين الشعبية. فبلغت وفق المعطيات الصينية ذاتها، والمنشورة حديثًا، وحتى 23 4770 إصابة جديدة في أنحاء الصين الشعبية، غالبيتها في مقاطعة جيلين (شمال شرق)، فيما فرضت الدولة والحكومة، إغلاقًا على مدينة (شينيانج) بمقاطعة (لياونينج)، والتي تضم منطقة صناعية كبرى، فيها مجمَّعات مثل مصنع السيارات (بي إم دبليو)...إلخ. حيث تبذل السلطات الصينية جهودًا للقضاء على بؤر للفيروس (كورونا ومتحوره)، بتدابير منها فرض حجر وإجراء اختبارات للكشف عن الإصابات وإغلاق مدن وبلدات.
وما زال المتحور الجديد (أوميكرون) في أيامه الأولى، كما أن حالات الإصابة المؤكدة به تتركز في الغالب في مقاطعة واحدة في جنوب إفريقيا، لكن هناك تلميحات إلى أنها ربما تكون قد انتشرت أكثر. وثمة أسئلة عاجلة حول مدى سرعة انتشار المتحور الجديد، وقدرته على تجاوز بعض الحماية التي توفرها اللقاحات وما الذي يجب فعله حيال ذلك. وفعاليته السلبية الهائلة قياسًا للجائحة كورونا ذاتها.
إن متحور (أوميكرون) ‏الذي تم اكتشافه في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 في إفريقيا، ثم بلجيكا ثم "إسرائيل"، وكرت السبحة بعد ذلك، فتم الإعلان عن إثبات وجوده في هونج كونج (الصين الشعبية، وهونج كونج تحت إدارة خاصة)، كما يوجد اشتباه في وصوله إلى ألمانيا. وبعض طفرات هذا المتحور ظهرت مع سلالات أخرى كـ(دلتا وألفا وبيتا)، كما أوضحت منظمة الصحة العالمية. فهذا المتحور الجديد يرتبط بواحد من تغييرين رئيسيين عن الإصابة بالسلالة التقليدية للفيروس: ارتفاع شديد في العدوى، وارتفاع في صعوبة الكشف عنه وفي فعالية التطعيم والعلاجات عند تناوله كلقاح وقاية للبشر.
ومن المعلوم الآن، أن اسمه الكامل حسب التعاريف العلمية الجديدة المتعلقة به ومن قبل منظمة الصحة العالمية: (سارس ـــــ كوف ـــــ2)، ويُعد أحد متحورات فيروس كورونا القاتلة، والمرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة الشديدة النوع 2، الفيروس المسبب لمرض جائحة كورونا.
وبالنتيجة، إن البشرية جمعاء تخوض الآن المعركة القاسية جدًّا الآن، معركتها ضد هذا الوباء المستشري ومتحوره، خشية من عدم السيطرة عليه سريعًا، أو بوقتٍ مقبول، فإطالة المعالجة والوصول الناجع لتفسير وفهم واقع الجائحة ومتحورها وبناء اللقاح الناجع لا يحتمل الوقت الطويل، في ظل انعكاسات تلك الجائحة ومتحورها على اقتصادات العالم وحياة البشرية بأسرها. لذلك نشهد الهلع في عدة دولٍ كبرى ومنها جمهورية الصين الشعبية المتأثر الأساسي بتلك الجائحة ومتحورها الذي بدا وكأنه أكثر "رعبًا" من الجائحة الأساس ذاتها. والأمل معقود على الجهود الدولية التي تشرف عليها منظمة الصحة العالمية للوصول إلى حلٍّ لتلك الجائحة ومتحورها بلقاحٍ فعَّال 100%. يتجاوز كل ما تم إنزاله لسوق العقارات، بنتائج ليست كاملة حتى الآن أو ناجعة 100%.