أنا وأنت وهذا التيه الذي تزحلقت فوقه أقدامنا فتاهت أبعد من نطاقه الضيق، رغم أن نطاقه يشمل عمرينا أو يزيد. ونحن من قدر لنا قدر الضياع في فجاجه فهل ترانا نعود؟؟. وهل ستكون العودة إلى وضوح وبياض أم أننا استمرينا الضياع حتى صار مصباحنا في وضح النهار مع أن النهار لا يحتاج إلى دليل.
دعينا اليوم نجرب استمراء التيه بين روحينا، ولنبعد عنا أكثر فأكثر، فما أحلى انتصار الروح في هروبها! كذلك أردت أنتِ، وها أنا أتفق ورؤيتك في حتمية تلاشينا في سراديب الضياع التي أصبحنا نهواها بل نهوى كل شبيه لها من فرقة، وشرود، وقسوة، ونفرة ليس إلا عنا وبغية لاتساع الهوة بين اقتراب خطواتنا..
أنت على حق في هذا الشرود، وأنت على حق في تقنين هذا التمنع، وأنت على حق في سجني خلف قضبان التجاهل الممزوج بشيء من عدم الاكتراث، وشيء من عناد كبر لا يبدو إلا من خلال وجهك المعرض عني في ليل كان لي فيه القمر.
أتصدقين أنني قررت الهروب بحبك بعيدا عنك! بعيدا عن نيران قسوتك ، بعيدا عن نصحك وقطعيات انتقادك، وحملته بين جنبي أخلو بمناجاته ساعة اكتظاظ الخاطر بك، ولولا الإيمان بفوارق مابين المحسوس والمعنى لمثلت حبك تمثال جسد يغنيني عنك يا قسية المعنى لمحسوس جعلك تمثال حياته.
هبيني اليوم منك جديد كلام أشرحك به فإن مزية الكلم تكمن في رخصة من قيلت فيه...وأنت شفافية مختلفة عن كل النساء ، ورقة انتظمت في سلك الحس البشري لتقرر ولأول مرة أن سر النار في نورها، وسر الماء في صفائه، وسر الهواء في لطافته وبالتالي سر الجسد في روحه..وأنت على هذه المصاف، وفوق تلك الأوصاف نور وصفاء ولطف وروح قلبت معادلة الكون الأنثوية..ولو أن للنساء سواك تركيبة من تلك الأوصاف التي طبعتِها بمخيلتي عنكِ لما كلفتُ ناظري ونظري الالتفات إليهن لأنك واحدة لم تتكرر.

عتيق بن راشد الفلاسي
[email protected]