إلى رسول الله .. سيد الحضارة والإنسانية في مولده ..

في سُورَةِ الشمسِ أمْ في سُورَةِ القمَرِ
قرَأتُ نورَكَ .. أمْ في مُجْمَل السُّوَرِ؟

قرَأتُ نورَكَ قرآناً .. فرَتلهُ
قلبي .. وكان دَمي مَا كنتَ للبَشرِ

قرَأتُ نورَكَ .. يا مَنْ كلُّهُ نذرٌ
وأينَ أنتَ عَن الأمْلاكِ والنذرِ؟!

أرْخيتَ عَينكَ .. كانَ الفجْرُ يَعرفهَا
فمَا أطالتْ عُيونُ الفجْر في النظرِ

بَعَثتَ في الغيبِ تأويلاً فصَارَ يَداً
تمْتدُّ .. تمْسِكُ حَبْلَ الله في السَّهَرِ

وكنتَ ترْقى إلى شئٍ وترسِمُ في
دَربِ السَّمَاءِ مَسَارَ الوَحْي للسَّفرِ

وكلمَا جَاءَ جبْرَائيلُ في خبَرٍ
أرْسَلتَ حُبَّكَ للرَحْمن في خَبَرِ
**
كنا عَلى جَهْلنا .. نبني حَضارَتنا
تذوبُ أيَّامُنا مِنْ جَمْرَةِ الضجَرِ

ونسْتريحُ عَلى أوْهَامِ عِـزَّتِنا
عَلَّ الحُرُوبَ تؤدي فرْضَ مُنتصِرِ

الفجْرُ بَعضُ احْتمَالاتٍ تؤرِّخنا
عَلى حِجَارة أمْواتٍ مِن الحَجَرِ

الشمْسُ تشرقُ في أقصَى مَلامِحِنا
بظلمَةٍ نَبتتْ في الرُّوح كالشجَرِ

وكان يَمضي بنَا الإلهَامُ قافيَةً
سَكرَى .. وتبتكرُ الألحَان للوَتَرِ

والعُمْر يَنمُو بأحْلامٍ مُؤجَلةٍ
إلى الغرُوبِ الذي يَمْضي مَعَ القدَرِ

فِجئتَ بَعْدَ انتظارٍ .. ترْتدي ألَقاً
ونرْتدي نجْمَةً في لونِ مُنتظِرِ
**
يا سَيِّــدَ الكون .. يا قامُوسَ كوكبنا
ويا مَلاذاً لنا في لحْظةِ الخطرِ

جِئناكَ .. غيمَة عِشقٍ كلمَا ذبلَتْ
فيهَا الحَيَاةُ .. بَعَثتَ الرُّوحَ في المَطرِ

وكلمَا جَفَّ نورٌ في حِكايتنا
أرْسَلتَ نورَكَ في قارُورَةِ السَّحَرِ

كسَرتَ حَاجزَ دُنيانا التي ذبلتْ
فصَارَت الأرضُ شيخاً غيرَ مُنكسِر

وسِرتَ فينا إلى بُسْتان قِبلتنا
حَتى أضاءتْ .. فصَلينا مَعَ الزَّهَرِ

زرَعْتَ عَالمَنا بالنور فانطلقتْ
فيهِ الحَيَاةُ وجَاءَ العُمرُ بالثمَرِ

كانَ ابتكاراً بأنْ نسْقي مَنَابعَنا
حُباًّ .. فيَالكَ مِن نبْعٍ ومُبتكِرِ

أهْدَيتنا عَالماً فِكراً .. نعيشُ بهِ
مِثلَ الطيور فلولا الفِكر لمْ نطِرِ

وَهَبــتنا أثَـــراً نحيـــا لــــهُ وبـــهِ
إسْلامُنا .. نِعْمَ مَا في القلْبِ مِن أثَرِ

كأنَّ رُوحَكَ قالتْ هَاكم اكتمِلوا
فقلتَ للرُّوحِ لا تُبقي ولا تَذري

حَتى اكتمَلنا وهَذا العُمْر مُرْتعِشٌ
يَعودُ شوقاً إلى مَا كان في الصِّغرِ

يَعودُ يَبحثُ عَن ذاتٍ يُقاسِمُها
دَهرَ السَّذاجَةِ .. دَهْرَ الجَهلِ والغَجَرِ

لكنْ كبرنا عَلى مَا أنتَ في دَمِنا
حَتى إذا اشتعَلتْ ذِكراكَ في الكبَرِ

أتيتُ بالضوءِ وَحْدي .. في يَدي قلمَي
يَمْضي إليكَ بمَا أوْحَى لهُ قمَري

يُضئ لكنكَ الشمْسُ التي اكتمَلتْ
وأنتَ نورٌ لحَرفٍ جِدُّ مُنبَهِرِ

وأنتَ كعْبَةُ أشعَاري .. أطوفُ بهَا
طوَافَ حَجٍّ ومُشتاقٍ ومُعْتمِرِ

مُنتظر المُوسَوي