حين نــمضي كمـا يتراءى علىسَـفحها الغـرباءُنـَـضيعُ عـلى الدربِ,يا نـخلهاأومـا زَالَ للريـحِ ذاكـرةٌكلما شـاخ "أيلول"فـي المنتصف؟لكي أصل الغـيم..لا بُـدَّ لي مـن صُعـود خـريفينِوالعمرُفـي رَكضهِ يتهـادىسـأُصغي إلى وقـع مـزمار"يــوسف" حتى الصباحوتـبقى أصابعه مثل مِزمارِهِتسبق الجرح في وترٍجرَّحته الطفولة,كيف سننسى إذن عـابر الليلِفـي قريةٍ ذابَ فيها الـحنين؟ومالتْ عـليها العناقيد والسنبلات،سنبقىنخافُ عليها من العابرينَومن قارئاتِ الفناجينِ,من لعنة ٍالآلهة !توسَّدت الأرض فينا الخـرائبَيااااا ثالث الوهمإني تجرَّعتُ مـن دمعِ هذا النخيلْوآمنتُ أنَّ الصـغارَينامـونَ فـوقَ الهـشيمْ,وأن الغرابسـيحمِلُ حتى فتات الرغيفِولن يُمطر الغيم غَـيرَ الدخانْنـَـفّرُلنحمل حتى قياماتناأيها العابرونَ باسمائِكمْ،ازرعوا فـَـوقَ خارطةِ الليلِسُنبلة من أناشيدناواعـرجوا كالأهِّلة حـتى الصـباحإلى أنْ أُسمِّي "الهُـروبَ خيولا"أرَّتبُ آخـرَ أضرحة الرَاحلينَلعلي نسيتُ على الضفتينِدمـوع الزنابقفـي زَورقٍ ناعِسٍ في البعيدومن تركتْ لي هُناكَ صباحا ًضـفائرَ من زَهوةِ الكسـتناءْسـأترك كـلّ أحاديث هـذي المدينة,كل الذنوبِ التي خطَّهاصانعُ الشَمع ِفـوقَ الجـدارِ،على ضفة الرافدين الـقديمْسـأحمل آخـر عاداتنابرد أوراقنا،زعـتر الشاي من دَّلة الصُبحِحـتى يُغادرني الليلأمضـي على ســــفحهِمثلما سـوفَ يَمضيعلى حُـزنِهِ الغُـــرباءُ !!!.سميرة الخروصية