■ ■ عمَّان ـ العمانية: تقدم التشكيلية الأردنية داليا علي في معرضها (حنين القلب 2)، مجموعة من الأعمال التي تتناول مدن فلسطين وقُراها. وكما يظهر من عنوان المعرض المُقام في جاليري رؤى للفنون، فقد حاولت الفنانة التعبير عن المشاعر التي انتابتها خلال رحلتها الوجدانية في عدد من المدن والقرى، عبر الصور التي شاهدتها في مواقع الإنترنت أو لدى أشخاص تعرفهم. ■ ■
تخلص الفنانة في لوحاتها للرسم الانطباعي الحديث الذي يرتكز على تبسيط المشهد مع تعميق المعنى عبر اللون المتباين الذي يمثّل رمزية ما، وهي توظف الظل والضوء بطريقة مدروسة، وتستخدم في إنجاز أعمالها ما يشبه الكولاج، إذ تضع طبقات متراكبة من ألوان الأكريليك والقطع المنسوجة والمطرزة والرمال والصحف القديمة وغيرها من مواد للتعبير عن تاريخ فلسطين العريق وعن مدنها الساحلية والصحراوية، وبحيراتها، وتلالها، وجبالها، ومناظرها الطبيعية الحضرية، وبلداتها الريفية، ومواقعها الدينية، وأسواقها الغنية، وبرتقالها، وبساتين ليمونها، وأشجار زيتونها التي ترمز للصمود والمقاومة.
وتكشف الفنانة أنها تأثرت بما التقطت عيناها في الصور الكثيرة التي شاهدتها عن فلسطين، وبخاصة جماليات العمارة والقباب، وحاولت تجسيد مشاعرها عبر اللون بصورة تجريدية من دون أن ينفلت منها المعنى المراد من وراء اللوحة.
يضم المعرض حوالي 35 لوحة برز فيها التأثر بفن العمارة، فقد تخرجت الفنانة من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة، وحصلت على شهادة البكالوريوس في الفن والتصميم وشهادة الماجستير في الهندسة المعمارية، لذا يجد المشاهد قدرةً على التحكم بتوزيع الكتل والتكوين العام للشكل وإبراز الخطوط المبنية على قواعد هندسية هدفت منها الفنانة إلى إظهار جماليات العمارة الفلسطينية المرتبطة بالهوية والموروث، والأهم استذكار فلسطين وتعزيز حضورها في ذاكرة الأجيال.
تنوعت التقنيات والألوان التي استخدمتها الفنانة وبما يحقق الجمال البصري وينقل في الوقت نفسه خصوصية المكان، فقد رسمت مدينة يافا وجسدتها من خلال لوحات جاءت كل واحدة منها بتقنية مختلفة عن سواها، فهناك لوحة استخدمت فيها الفنانة ورق الذهب، وهناك لوحة اعتمدت فيها البني وتدرجاته مع الأزرق، وفي لوحة ثالثة اهتمت بإبراز التفاصيل والتعدد اللوني.
وفي عدد من اللوحات تبرز مدينة القدس كأيقونة حاضرة بقوة في الخلفية، مع أعمال كولاج متنوعة تمتد أمام شكل قبة الصخرة، من تطريز ورسومات هندسية وصحف، كما يظهر المسجد الأقصى في خلفية إحدى اللوحات وأمامه تنتصب أشجار الزيتون ذات الجذوع العريضة والمتينة، في إشارة إلى صمود المدينة وقدرتها على الاستمرار والمقاومة والحفاظ على جذورها الراسخة في الأرض.