يونس المعشري:
مرت الشهور والايام سريعة علينا، وكأنها بضعة أشهر كنا صائمين شهر رمضان الفائت، من يتوقع أنها مرت سنة هجرية سريعة علينا لنلاقي هذا الشهر العظيم مرة أخرى، وكم اتذكر تلك الكلمات من والدتي داعيا الله أن ينعم عليها بالصحة والعافية التي انهكها غسيل الكلى وهذا كله رحمة من الله، عندما كانت تقول مع نهاية شهر رمضان (الله يلاقي بيننا رمضان القادم)، وها نحن نبدأ يومنا الاول منهذا الشهر الفضيل، هل اصبح رمضان بالنسبة لنا هو ذلك الشهر الذي نعد له العدة ونستعد له روحانيا وتقربا أكثر من الاستعداد له تموينيا واقبالا على التسوق والتبضع، أم أصبح شهرا يمر علينا مرور الكرام، لا أريد أن اظلم هذا الشهر الذي يعكف فيه الكثير على التقرب وختم القرآن ومضاعفة الإحسان فيه كقوله تعالى (وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) وليس الإحسان فقط بالمال او مساعدةالمحتاجين بالمواد وإنما حتى بالقول والفعل يعد حسنة لمن صان لسانه عن الاخرين ولمن اعفى واصفح عن الاخرين كقوله تعالى (وقولواللناس حسنا) البقرة ٨٣ ، نريد أن نشعر بالفعل بروحانيات هذا الشهر الكريم بعد أن مر علينا في عامين وسط مخاوف وقلق من ذلك المدعو المجهول كورونا الذي فرق بين الناس واغلقت فيه المساجد، وبكى فيه من كانت المساجد تستأنس بهم، ليعود إلينا رمضان ويعود صوت الامام في صلاة التراويح، صحيح إنها اعداد محدودة لكننا على الاقل نستشعر برمضان من صلاة التراويح والتزاحم في الصلوات الاخرى، اللهم أجعله شهر خير وبركة علينا ورحمة وتقرب إليك، ليتواصل بيننا اللقاء في هذا الشهر الفضيل من خلال هذه الزاوية المتواضعة.

@AlmasheriYounis