النية هي فعل غير حسي من أعمال القلب، فالكتابة للأصابع، والابتسامة للوجه، وكذا النية للقلب، كالحب والبغض، وعليه لا يلزمك أن تنطق بها، فإن كنت متعودا فلا تعتقد أن ذلك من السنة. موضعها: تجب للفرض (رمضان)، وما تبعه (قضاء رمضان)، وكذا الواجب (النذر والكفارة).. هذا عند جمهور الفقهاء، عدا زفر (صاحب أبي حنيفة)، وسبب الخلاف هل الصوم معقول المعنى أم لا؟.
ووقتها بعد غياب الشمس إلى طلوع الفجر للصيام الواجب، لحديث:(لا صوم لمن لم يبيت الصيام من الليل) (رواه الربيع)، وقيل: يصح بعد طلوع الفجر، لفعله (صلى الله عليه وسلم)، وقيل: تصح النية بعد الفجر للنفل دون الفرض.. وأظن هذا هو الأنسب لأن السنة القولية مقدمة على الفعلية عندهم، فتعمل في الفرض ويترخص بها في النفل. كيفية اعتقادها: على القول بأن رمضان فريضة واحدة فتكفي نية واحدة في بدايته، وهذا رأي المالكية وبعض فقهاء الإباضية.
ويرى الجمهور أن كل يوم يحتاج إلى نية لأن رمضان عندهم فرائض متعددة يفصل بينها الإفطار.. وكلا الرأيين لا يخلوان من مشقة، فعلى القول بأنه فريضة واحدة بنية واحدة: فمن أفطر أثناء رمضان عليه قضاء جميع الأيام التي صامها قبل إفطاره وعلى القول بأنه فرائض متعددة لزم تجديد النية، فمن نسيها أبدل يومه فقط. فما هو الرأي الوسط؟ يفهم من رأي الإمام الجيطالي (قواعد الإسلام): تنوي نية واحدة في بداية رمضان مع تجديد النية يوميًا، فإن نسيت تجديدها أجزتك النية الأولى، وإن أفطرت قضيت ما أفطرت فقط.