يونس المعشري:
يقال دائماً .. أنفق ما في الجيب يأتيك ما في الغيب .. لا أعلم مدى صحة ذلك، ولكن علينا أن نتفكر دائماً فيما ننفق ومدى حاجتنا لتلك المواد والمشتريات التي ننفق عليها، هناك هوس بالشراء غير طبيعي يحدث من البعض خلال شهر رمضان، بل يسبقه بأيام، وشاءت الصدف هذه المرة بأن تسمع الرسالة البنكية في هاتفك وكأنها تبشرك بأن راتبك الشهري قد وصل في حسابك فاذهب به وبعثره سريعاً، لأن المركز الفلاني لديه من العروض الشيقة التي تجعل من محفظتك خاوية على عروشها، لتنفق ما لديك خلال ساعات معينة وتكتشف فيما بعد بأن الحساب أصبح مغمض العينين ينتظر ساعة الفرج، للأسف هناك سلوك استهلاكي غير صحي يحدث من البعض الذين يقبلون على الأسواق وكأن هذا الشهر الكريم لا يستأنس فيه إلا الأكل فقط، ولذلك تجد قطط الشوارع أفضل فترة لها هو شهر رمضان لأنها ستجد مالذ وطاب في ظهيرة اليوم التالي في صناديق القمامة أعزكم الله، الوضع في الوقت الراهن أختلف عن السابق عندما كان آباؤنا وأجدادنا يتكبدون مشقة الطريق للانتقال من قراهم ومناطق سكناهم لكي يصلوا إلى السوق الرئيسي في الولاية والبعض قد يضطر الانتقال إلى ولاية أخرى من أجل التبضع، لهذا كنا نجدهم يشترون كل أغراضهم لشهر وشهرين، أما الآن لا أعتقد يوجد حي سكني في مختلف ولايات هذا البلد العزيز إلا وتجد فيها تلك المراكز التجارية التي تضم تحت جناحيها كل ما تحتاج إليه دون عناء أو مشقة، وبإمكانك أن تأخذ ما تحتاجه أسبوعياً وتستطيع أن تضبط قيمة ما تشتريه، والشيء الغريب في الأمر بأن تكون النفس طواقة لمختلف الأصناف من الوجبات وما أن تفطر تقول الكلمة المعتادة؛ نحتاج نمشي لنخفف من الوزن ونريح اجسادنا، وما أكلته على مائدة الإفطار وما بعدها ماذا يسمى ذلك مقبلات وذهبت في غياهب الجب، لو اقتدينا بسنة نبينا الكريم واقتصر افطارنا مع الأذان على حبات من التمر ولبن لوجدنا أنفسنا ما بعد صلاة المغرب لا نحتاج إلا للشيء القليل، ولهذا علينا أن نعود انفسنا على نمط صحي بعيداً عن التكلف واستنزاف موازنتنا الشهرية خلال أيام قليلة، ورمضان لم يأت ليقول لنا أكنزوا بطونكم بالأكل بل ليقول طهروا أنفسكم بدنياً وصحياً وروحانياً .

@AlmasheriYounis