عيسى بن سلّام اليعقوبي:
يطل علينا شهر رمضان المبارك بنفحاته الإيمانية وروحانية أجوائه الدينية، شهر يعمّق في نفوسنا حب العبادات والتضرع والتقرب أكثر إلى الله عز وجل وطلب رضاه وغفرانه، شهر نصوم فيه حبًّا لله وطاعة له ـ جل في علاه ـ ونجدد فيه الآمال والطموحات وصادق الأمنيات، فاللهم بارك لنا في الصيام والقيام وصالح الأعمال، وتقبل منا إنك سميع قريب مجيب الدعاء.
للعام الثالث يتزامن شهر الخير مع جائحة فيروس كورونا (كوفيد ـ 19)، إلا أن الوضع الوبائي تحسّن بشكل كبير ـ ولله الحمد والمنّة ـ مقارنة بالعام الماضي، الذي اضطررنا فيه إلى تطبيق العديد من الإجراءات الوقائية الصارمة كإغلاق المرافق العامة والحظر الجزئي والكلّي.. وغيرها، تلك الإجراءات التي أرهقتنا ذهنيا، وأثرت على صعيد علاقاتنا الاجتماعية، وعمقت جراح القطاع الاقتصادي المحلي والعالمي في سبيل الحفاظ على حياة الناس والصحة العامة للمجتمع، ونتمنى ألا تعود تلك الأيام بأي حال من الأحوال.
يأتي رمضان هذا العام بإجراءات احترازية أقل حدّة عن سابقه، وقد أعلنت اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا مؤخرًا بالسماح بإقامة الصلوات في جماعة بما فيها صلاة التراويح لكن بشرط التطعيم بجرعتين، فخطورة الفيروس ما زالت موجودة على الرغم من الانخفاض الكبير في المنحنى الوبائي وارتفاع نسبة التعافي ـ ولله الحمد، ومهم جدا ألا نتجاهل تطبيق التعليمات الصادرة عن جهات الاختصاص سواء كان في المساجد أو القاعات وفي المناسبات الأسرية والعامة وكذلك الفعاليات الجماهيرية.. وغيرها.
نقطة أخرى يجب أن نضعها في الحسبان، وهي الجرعة المعززة وأهميتها في رفع مناعة الفرد والمجتمع بشكل عام، وقد أكدت اللجنة العليا للمواطنين والمقيمين على ضرورة تلقيها، فإنّ المؤشرات البحثية أثبتت تراجع نسبة المناعة المتكونة من اللقاح مع مرور الوقت لمن تلقى جرعتين بنسبة 22%، لذلك أصبحت الجرعة المنشطة ضرورية للمحافظة على المناعة المجتمعية، وللأسف أن نسبة من تلقوا الجرعة المنشطة من المواطنين بلغت 10% فقط حسب آخر المؤشرات المعلنة، على الرغم من أن اللقاحات متوفرة لمختلف الفئات في كافة محافظات السلطنة، وقد أثبتت فعاليتها ومأمونيتها وعدم ارتباطها بأمراض القلب.. وغيرها من الآثار على صحة الفرد.
وهنا أجدد الدعوة بأن نكون مسؤولين جميعًا عن حماية هذا الوطن العزيز، والواجب يحتّم علينا ذلك، فلا أحد منا يريد العودة إلى مسألة التعامل مع الإجراءات القاسية في حالة تفشي الفيروس ـ لا قدّر الله ـ ووعينا بأهمية التطعيم ومواصلة الاحتراز كفيل بأن ينقلنا إلى بر الأمان. ونسأل الله العلي العظيم أن يتقبل منا صيام هذا الشهر الفضيل وأن يجعله فاتحة خير وصحة وعافية لنا.

* من أسرة تحرير (الوطن)
[email protected]