باريس-العُمانية: تستضيف ممثلية معهد العالم العربي في مدينة (توركوينج) شمال فرنسا، معرضًا يحاور فيه الرسام الإسباني (بيكاسو) الفنانين العرب المعاصرين. ومع أن بيكاسو لم تطأ قدمه أبدا العالم العربي، إلا أنه خلف تأثيرا حقيقيا على الفن فيه، وهو ما يبرز بجلاء في هذا المعرض. ففي 1938، وقع السرياليون المصريون في مجموعة (الفن والحرية) عريضة (الفن المنحط) التي تعيد رأسيتها إنتاج لوحة (جيرنيكا) لـ(بيكاسو). كما تصدر الفنان الإسباني عريضة (مجموعة بغداد) في عام 1951. وكان بيكاسو يرمز في نظر المبدعين العرب لفن القرن العشرين الذي يفكك الصور بحرية بعيدًا عن أيّ تصور أكاديمي، ووجد النمط التكعيبي صدى كبيرًا في الفنون الإسلامية. وعمل فن بيكاسو على إلغاء الحدود بين الشرق والغرب، بالنظر إلى انتمائه إلى مدينة (ملقة) واستلهامه بعض لوحاته من الثقافة العربية الأندلسية، حيث يتشابه خطه مع فن الأرابيسك. من جهة أخرى، يدعو التيار البدائي وإدخال الفنون الأولى في دائرة الرسم منذ عام 1907 من خلال لوحة (آنسات آفينيون)، المبدعين العرب إلى البحث في عمقهم الثقافي انطلاقا من الصناعة التقليدية إلى الآثار ومن السيراميك والنسيج التقليدي إلى كنوز بلاد ما بين النهرين.