زينب الزدجالية:
الحمد الله الذي مَنَّ علينا بأن شهدنا صيام اليوم الأول والثاني من رمضان أعاده الله علينا وعليكم أعوامًا عديدة ومديدة، شهر رمضان هذا العام جاء محمّلًا ببشائر الخير التي تبشرنا ـ بحول الله ـ من زوال هذه الجائحة التي حرمتنا من عيش لذة هذا الشهر الفضيل كما ينبغي. هذا العام نشهد عودة الصلاة الى المساجد وإقامة التراويح فيها، فكانت خير بشارة لنا، جاءنا أفضل الشهور ونحن بأتم صحة وعافية.. شاكرين حامدين الله على نعمة رمضان والذين لا ننفك بأن نكون شغوفين بقيامه وصيامه على أكمل وجه ونعيش كل لحظاته ونفحاته وبلا شك مع الاخذ بالتدابير الاحترازية التي أقرتها اللجنة العليا لمكافحة الجائحة (كوفيد ـ 19) التي تطالب وبشدة به.
في كل عام وقبل قدوم الشهر الفضيل تتردد الى مسامعنا عبارة (لا فاقدين ولا مفقودين) والتي ارتبطت بشكل وثيق بروحانية رمضان الذي يجمع الاحبة والخلّان على سفرة واحدة عامرة بالذكر والخير يترأسها كبير العائلة ويتذوق منها حتى أصغر فرد، يقترب الصائم من الأطفال ويتم المفاخرة به، أما غير الصائم منهم يتم حثه وتقوية إرادته الى أن يشتد عود التحمل والصبر فيه.
ولكن! هناك موائد خلت من أصوات الأحبة مع بداية شهرنا الفضيل منها، فأصبحت فرحة رمضان ناقصة ولكنها كاملة بالدعاء لهم، فكم من عائلة فقدت حبيبًا وعزيزًا على قلوبها، فاليوم الأول بجمال روحانيته إلا أنه كان شريطًا لذكريات الفاقدين وتفقي أثر المفقودين باختلاف أسباب الوفيات، والتي تربع فيروس كورونا أكبر الأسباب، حيث غيّب الموت هذا العام صوت جدتي التي اعتاد أبي أن يفطر معها أول يوم رمضان، وغيّب أيضًا زوج أختي عن مائدة بيته الدافئ الهادئ، والكثيرون ممن حصد فيروس كورونا أرواحهم بدون رحمة، نسأل الله ان يتقبلهم قبولًا حسنًا ونحتسبهم عند الله شهداء في الآخرة.
إنّ التدابير الاحترازية يجب ألا تكون فقط في التجمعات الأهلية أو دور العبادات ولكن أيضًا الأسواق التي تكتظ بالناس، فاليوم هناك حلول بديلة لعمليات التسوق، فأغلب مراكز التسوق يتم عبرها التسوق الكترونيًا.. وغيرها من الطرق البديلة التي تجنبنا من الإصابة، وحتى لا نكون فاقدين ولا مفقودين يجب الأخذ في عين الاعتبار أن العبادات أيضًا نستطيع أن نقيمها في منازلنا والدين (يُسر)، لذا فإنّ الاخذ بكافة أنواع التدابير الاحترازية وعدم التجمع في الأماكن المغلقة مهما كان نوع التجمع، هو مطلب ومناشدة حتى لا نقع في اللائمة، بلغكم الله رمضان سنوات عديدة ومديدة.. آمين.
* طلّة:
جاء رمضان ولنا في القبور أحبّة نفتقدهم، أحبّة كانوا ينتظرون رمضان معنا، ولكن كيف نخفف اشتياقنا لأرواح رحلت دون عودة، اللهم ارحم من اشتاقت أرواحنا لهم وهم تحت التراب.

* من أسرة تحرير (الوطن)