سامي السيابي :
يشترط لصحة الصوم (الإسلام، والعقل، والبلوغ)، ونتحدث في هذه الدقيقة عن شرط الإسلام وجدلية اشتراطه عمومًا، فغير المسلم إن صام لا يقبل له صومه، ويرى البعض أنه محاسب عند الله إن لم يصم، وحجتهم القياس على قوله تعالى:(..وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون) (فصِّلت ـ 7)، فقاسوا الصوم وباقي أركان الإسلام على الزكاة لجامع الركنية، ويمكن أن يجاب على هذا الاستدلال بالآتي:
1. إطلاق لفظ الزكاة في القرآن ينصرف إلى عموم الصدقات ومنه ما كان يأمر به إسماعيل أهله (وكان يأمر أهله بالزكاة)، وليس في شرع إسماعيل زكاة… عليه ينتفي القياس.
2. يحتمل أنّ الآية جاءت من باب الخطاب الوضعي الذي يخاطب فيه كافة الناس لأجل الاستخلاف في المعمورة ومنه التبرعات الداخلة تحت باب الصدقات.
3. سياق الآية أن القرآن يصور المؤمنين في أكمل مراتب الإيمان بداية من قوله:(إنّما إلهُكُم إلهٌ واحدٌ فاستقيموا لَهُ واستًغفرُوه..)، (إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجرٌ غيرُ ممنون) ويقابل حالهم بحال الكفار تغليظًا وتنزيهًا.. فتنتفي بذلك حجة القياس.
وعليه لا يخاطب غير المسلم بالصوم، ويخاطب بالتبرع من باب الخطاب الوضعي لاشتراكه في الجانب الإنساني الاستخلافي، ويشترط في الإسلام سلامة الجوارح من اقتراف الذنوب، وسلامتها في تطبيق المطلوب، وهذا ما يعبر عنه بالتقوى الذي نأخذه في حلقة قادمة، بحول الله.