يونس المعشري:
تحرص الأمة المسلمة على مضاعفة الأجر والثواب في شهر رمضان الفضيل من مغانم يكتسبها المرء سواء بالتقرب إلى الله بختم القرآن، و مساعدة الناس المحتاجة، وإخراج الزكاة لمستحقيها، وتوزيع الصدقات، ومشاريع إفطار صائم، وزيارة القربى وغيرها من التجارة المرتبطة مع ربك وليس مع العباد، وتلك التجارة الخفية لا يعلمها من حولك ومكاسبها كثيرة لا تقدر بثمن وتجني ثمارها برصيد في صحيفة اعمالك، وكم من الناس يتسابق على فعل الخيرات في هذا الشهر الفضيل، والبعض الآخر يحرص على إخراج زكاته التي تصل إلى آلاف الريالات بل تمتد إلى مئات الألوف إذا كانت بالفعل تخرج في صورتها الحقيقية، لكن الشيء الغريب مع انطلاقة هذا الشهر وربما تبدأ قبل بأيام هي كثرة التسوق والشراء وكأن رمضان جاء من أجل إفراغ ما في الجيوب والقضاء على ميزانيتك، وهو أسلوب نحن السبب فيه وليس رمضان، وتتغير الأسعار في رمضان ليس إلى النقصان رحمة بالناس بل إلى الارتفاع وقد تصل لأرقام قياسية في بعض الفترات وكأن ذلك التاجر جعل من رمضان فرصة لتحقيق الربح المادي فهو الأهم بالنسبة له، خاصة على مستوى مشتريات الخضار والفاكهة التي دائما ما تعاني من تلك الزيادة في الأسعار وكأن شح المنتج لا يصادف إلا في هذا الشهر فقط، فهل الربح الذي يفترض أن يلجأ إليه المرء هو الربح المادي أم الهدف الأساسي في هذا الشهر الكريم مضاعفة الأجر والثواب وكسب الحسنات التي تشفع له يوم اللقاء الأكبر حينما قال رب العزة والجلالة في سورة الشعراء (يوم لا ينفع مال ولا بنون ، إلا من أتى الله بقلب سليم)، وأعجبت كثيرا بمقولة يسردها أحدهم قائلاً قبل أن تموت يقال لك أبو فلان أو ينادونك باسمك فلان، ولكن منذ اللحظة التي تموت فيها ينسى الاسم ليقولوا أين جثة المتوفي، وعند الصلاة عليك سيقولون أحضروا الجنازة، وعند دفنك سيقولون قربوا الميت، لذلك لا يغرنك مالك وما كسبته بل ستحاسب فيما أنفقته، وإن كنت انفقته فيما يرضي الله فقد فزت فوزا عظيما، فهو الربح الحقيقي الذي تجنيه سواء في رمضان أو غيره وعليك مضاعفة ذلك الاجر والثواب في شهر رمضان، وكم من القصص التي سمعناها عن اشخاص جعلوا حياة أقرب الناس إليهم وهم أبناؤهم في عيشة ضنكا وهم يكنزون المال وعند وفاته قبل أن يكمل يومه الثالث يتصارع الورثة على ما ترك دون أن يترحم عليه أحد.

@AlmasheriYounis