يونس المعشري:
لم تعد ظروف الحياة كما كانت عليه في السابق، ولم تعد طلبات الأسرة الواحدة هي نفس الطلبات التي كانت قبل عشرين عاماً، ويعود السبب في ذلك إلى تغير أنماط الحياة والمعيشة للكثير من الأسر وفق المتغيرات التي طرأت على العالم أجمع، ولم يعد ذلك الطفل الذي يرضى بتلك الحقيبة المدرسية العادية البسيطة أو ذلك الحذاء الرياضي الأسود المعروف والذي يطلق عليه الآن أيام الطيبين، بل أصبحت الحقيبة لابد أن تحمل الصورة الفلانية وذات الماركة الفلانية وبها مواصفات كذا وكذا وكأن التعليم يستمد من نوعية الحقيبة وليست من القيمة العقلية والذهنية، وما أن دخلت علينا المدعوة "كورونا" إلا واستنزفت ما يمكن استنزافه سواء على المستوى المعيشي الفردي أو الاقتصادي على مستوى الدولة ، وأجبر التعليم عن بعد الأسر على شراء أجهزة الحاسوب وتقوية خطوط الانترنت وهو شيء آجلا أم عاجلاً كنا لابد أن نقوم به بسبب الوضع العالمي الذي يتطلب منك ذلك، كل تلك الظروف المعيشية اليومية أجبرت رب الأسرة على البحث عن مصادر دخل آخر، والبعض الآخر تعرض للتسريح وترك العمل الذي كان يقتات منه، ولم يكن أمام الكثيرين سوى تلك الاكشاك التي باتت شيئا مألوفا لأنك لا تمر على شارع إلا وتجد أربعة أعمدة وعليها غطاء متهالك وتحتها ذلك الرجل لوحده مع بضاعته أو معه افراد عائلته، إلا ما ندر أن تشاهد عربة مجهزة أو موقع يفتح النفس ويشدك للشراء منه، أغلب تلك الاكشاك وكأنها عزب عشوائية تنتشر في شوارعنا ولم تعد مقتصرة على أماكن معينة بل زحفت لتكون في مواقع استراتيجية وشوارع حيوية، وهنا ندعو الجهات المعنية ذات العلاقة وعلى رأسها المجالس البلدية في كل ولاية أن تقوم بتخصيص أماكن مهيأة وتجهيز تلك الاكشاك بأشكال جذابة، وتقي المستفيدين من أشعة الشمس وتحافظ على معروضاتهم وترسل صورة حسنة عن أبناء هذا الوطن الذي يرضى العمل بأي شيء ويكدح من أجل توفير لقمة العيش لأسرته، وللأسف بعض تلك الاكشاك تقع في شوارع مهمة ولو مر أحد (الهوامير) الذي يسلك ذلك الشارع وقام بتبني ثلاثة أكشاك لربما كانت قيمة إطار واحد من سيارته الفارهة، صحيح هو لا يرى تلك المناظر لأنه يمر وقد لبس نظارته السوداء ذات الماركة المسجلة العالمية، يجب أن تكون هناك وقفة مع أصحاب هذه الاكشاك، بدلاً من تضييق الحال عليهم أن نساعدهم ونقدم لهم الدعم أو تتبنى شركة معينة دعمهم، حسب كل ولاية أو منطقة وهو في نفس الوقت نوع من الدعاية الاعلانية لتلك الشركة أو المؤسسة .

@AlmasheriYounis