علي بن سالم الرواحي :
الأدب الخاص هو علم الأدب ويختص باللغة العربية، أي العلم الذي يُحْترَز به عن الخلل في كلام العرب، وبه يكون تحسين اللسان، وبلاغته وأثره لدى المخاطَب، بينما الأدب العام هو حلية النفس وطباعها من مكارم الأخلاق، وزاد البعض: ومكارم السلوك.
ويجمع كلا الأدبين الصيانة عن الخطأ وبالتزيين، فالأول متعلق بصفات اللسان، والثاني متعلق بصفات النفس، وأفضل آداب الناس يكون في اللسان لخطرها، فرُب اللسان نشأت منها حرب طال أمدها.
والتعامل مع الغير إنما يكون أول ما يكون في الغالب باللسان، وعلينا مواجهة الحقيقة بالحق، أي حقيقة المشاكل والتي تنشأ من المخالطة نواجهها بالدين وبالحسنى، مع أن المخالطة هي أحسن في شرعنا من العزلة فعَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): (الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ، أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ).
إذاً التعامل مع الناس موجود العلاقات الإنسانية في الكرة الأرضية قد تكون هذه العلاقات علاقات دم أو فكرة أو مبدأ أو وظيفة، أو دين أو صحبة أو زوجة أو صاحب أو جنس أو تجارة.
ثمرات الأخلاق:
قد جاء الآداب الإسلامية لتحقيق السعادة الأبدية للخلق، حيث حثتهم على جوانب الفضيلة وزجرتهم عن جوانب الرذيلة، والنفس بطبيعة حالتها ـ ولما يعترضها من غول الشياطين وحب الدنيا والهوى ـ بحاجة إلى تزكية بشكل دائم، قال سبحانه وتعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا) (الشمس ـ 9).
أهمية الأدب وفضله:
فيه الثواب العظيم لما فيه من تطهير السيرة والسريرة، قال رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): (مَا نَحَلَ وَالِدٌ وَلَدَهُ أَفْضَلَ مِنْ أَدَبٍ حَسَن).