هيثم العايدي:
مع تركيز الأخبار الواردة من الحرب الروسية الأوكرانية على تحركات القوات والمواقع التي يسيطر عليها كل طرف, تتخلل العمليات العسكرية حرب من نوع آخر تتمثل في التنافس على إبراز الأسلحة المستخدمة وقدرة كل سلاح على حسم معركة وتحقيق أهداف من يستخدمه.
ومن أبرز الأسلحة التي أعلنت عن نفسها حيث من الممكن القول إنه أول استخدام عملي لها الصواريخ الفرط صوتية؛ أي الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت والمسماة "كينجال" (خنجر بالروسية) والتي استخدمتها روسيا في الأيام الأولى من الحرب لتدمير موقع تخزين وقود في منطقة ميكولاييف بجنوب أوكرانيا وتم إطلاقها من المجال الجوي لشبه جزيرة القرم التي احتلتها في 2014.
كما نشرت روسيا أيضا نظام قاذفة اللهب الثقيل TOS-1 على الحدود الأوكرانية وهي واحدة من أكثر أنظمة الأسلحة المرهوبة في ترسانة الأسلحة التقليدية الروسية، حيث إنها نظام صاروخي متعدد الإطلاق مركب على هيكل دبابة T-72 القادرة على إطلاق صواريخ حرارية تستخدم الأكسجين من الهواء المحيط لتوليد انفجار عالي الحرارة.
وبالمقابل نجد أن الطرف الأوكراني يستقبل مساعدات على شكل أسلحة، حيث إن التقارير تشير إلى أنه بصدد الحصول على نظام جافلين المضاد للدبابات والذي يُحمل على الكتف ويطلق صواريخ حرارية تندفع باتجاه أهداف على بُعد يصل إلى أربعة كيلومترات.
وبالإضافة إلى صواريخ جافلين، تشمل أقوى الأسلحة التي تقدمها الولايات المتحدة لأوكرانيا 800 نظام ستينجر المضاد للطائرات، والذي اشتهر في السابق بإسقاط الطائرات السوفيتية في أفغانستان.
وأيضا هناك مجموعة واسعة من المعدات العسكرية، بما في ذلك 25,000 مجموعة من كل من الدروع الواقية للبدن والخوذ، بالإضافة إلى بنادق وقاذفات القنابل اليدوية، وآلاف الأسلحة الأخرى المضادة للدبابات، وأكثر من 20 مليون طلقة من الذخيرة.
لكن ما يلفت الانتباه في هذه الحرب هو الإعلانات الروسية عن إسقاط طائرات أوكرانية من طرازات ميج وسوخوي، بالإضافة إلى أنظمة دفاع جوي ومنها أنظمة صواريخ "إس ـ 300" مضادة للطائرات التي سلمتها سلوفاكيا إلى أوكرانيا مؤخرًا، حيث تم ذلك بواسطة صواريخ عالية الدقة أطلقت من البحر، وهي تفاصيل تعني أن هذه الحرب شهدت استخدام أسلحة روسية الصنع لتدمير مثيلات لها، الأمر الذي قد يكون له تأثير على سمعة السلاح الروسي.
وفيما تخطط الولايات المتحدة لشحن 100 "نظام جوي تكتيكي بدون طيار" ـ طائرات صغيرة بدون طيار ـ والتي غالبًا ما يتم إطلاقها يدويا وتكون صغيرة بما يكفي لتناسب حقائب الظهر، فإن ذلك سيشكل طفرة في الحروب التقليدية، حيث إن هذه الطائرات يمكن للجنود استخدامها لتوسيع نطاق ساحة المعركة أو، في بعض الحالات، للهجوم، وبشكل أساسي لصنع قنابل طائرة يمكن توجيهها إلى الأهداف من مسافة بعيدة.