إعـداد ـ ناصر بن محـمـد الـزيـدي:
إن مـقـومـات الـحـيـاة في هـذه الـدنيا أربـع، جـاء ذكـرهـا في سـورة (طــه) هـي:(الـطـعـام، والـشـراب، واللـبـاس، والـمـنزل، الـمـنزل الـذي يـقـيه ضحـوة الـشـمس أي حـرارتـهـا في وقـت الـصـيـف، ويـقـيـه مـن الـمـطـر ومـن بـرودة الـشـتاء)، فـنسي أبـونـا آدم عـهـد الله وميـثـاقـه وتـحـذيـره عــداوة الـشيـطان.
ولـقـد عـهـد الله إلى آدم ، فأمـره بأوامـر يأتـمـر بـهـا ولا يـتـجاوزهـا، ونهـاه بـنـواه لا يـقـتـرب مـنـهـا ، فـنسي آدم عـلـيه الـسـلام الـعـهـد بـسـبـب إغـواء الـشـيـطـان، وأقـسـم إلـيه بأن الله مـا نـهـاكـمـا ربـكـمـا عـن تـلك الـشـجـرة إلا أن تـكـون مـلـكـين أو تـكـونا مـن الـخـالـدين، فـدلاهـمـا بـغـرور، وبـعـد أن نسي أبـونا آدم وزوجـه الـعـهـد، وارتـكـبا الـمـعـصـية بـسـبب نـسـيانهـما الـعـهـد فـفـتح الله لـهـمـا بـاب الـتـوبـة وأرشـدهـما إلـيـه بـتـلـقي آدم مـن الله سـبحـانه كـلـمات الـتـوبة لـيـتـوبـا.
والـصراع مـستـمـر بـين الـحـق والـباطـل، فـالـعـداوة مـتـأصـلـة بـين الإنـسان والـشـيـطـان ومـا قـصـة ابـني آدم عـنـا بـبـعـيـد وهـي أول جـريـمـة قـتـل تـرتـكـب في الأرض بـين الأخ وأخـيـه.
وكان سـبـبـهـا الـحـسـد وحـب الـذات ودخـول الـشـيطان بـين الأخـوة، فـكانـت أمـنـا حـوى تحـمـل في بـطـنـهـا كل مـرة تـوأمـين ذكـر وأنـثى، فـقـيـل حـمـلـت عـشـرين مـرة فـولـد أربـعـين ولــدًا، وقــد شـرع الله لأبـيـنـا آدم زواج الأخ بأخـته التي هـي تـوأم أخـيه ، أن يـزوج الـذكـر بـتـوأم أخـيـه ولا يـصـح أن يـتـزوج الـذكـر تـوأمـتـه أي الـتي ولــدت مـعـه في بـطـن واحـد.
فـاراد قـابـيـل أن يـتـزوج التي ولـدت مـعـه أي تـوأمـتـه، يـقـال أنهـا أعـطـيـت مسحـة مـن الـجـمـال، وهـابـيـل كان مسالـمًا رضي بأن يـتـزوج التي ولـدت مـع أخـيـه قـابـيـل، فـوصـل الأمـر إلى أن هــدد قـابـيـل أخـاه هـابـيـل بالـقـتـل، فـلـما احـتـدم الـنـزاع بـيـنهـما حـكـم أبـونـا آدم بـيـنهـما بـان يـتـقـرب كل مـن هـابـيـل وقـابـيـل بـقـربـان إلى الله، فـمـن قـبـل قـربانه يـتـزوج أخـت قـابـيـل الـمـولـودة مـعـه أي تـوأمـة قابـيـل محـل الـنـزاع.