فيما تعكف وزارة التراث والسياحة على الدراسة ومواصلة البحث والتنقيب والتقصِّي، وبشكل مستمر، عن الكثير من المواقع الأثرية التي توجد في مختلف محافظات السلطنة.. فإن هذه الكشوفات توضح المزيد من الأبعاد التاريخية والثقافية، وتفاعل الإنسان العُماني مع جغرافيته وحضارته، مُنتِجًا مفردات ثقافته التي تراكمت على مدار التاريخ.
ومن ضِمْنِ ما تمَّ تسليط الضوء عليه، موقع الطيخة الأثري بولاية الرستاق، والذي يتِمُّ فيه التقصِّي عن مستوطنة كبيرة ومتطوِّرة، يعود تاريخها لأكثر من أربعة آلاف، وموقع العارض الأثري يضمُّ أبراجًا ومدافن أثرية وقناة مائية أثرية، وتمَّ أخذ بعض العيِّنات ليَتِمَّ دراستها وتأريخها بشكل أدق.
وفي محافظة مسندم التي ساعد ما تتميَّز به من مشهد طبيعي على استيطان السكان السواحل الرملية الصغيرة واستقرار جزء آخر على الهضاب المرتفعة والأودية الداخلية.. تعمل الكشوف الأثرية على استكشاف أساليب التكيف الثقافي حيث أظهرت الدراسات الأثرية والأنثروبولجية ـ على حدٍّ سواء ـ أن الفن الصخري يُعد إحدى وسائل التكيف وإدارة الموارد البيئية.
وبالتأكيد فإن مِثل هذه الاكتشافات، وعلاوة على ما تعمل عليه من تعزيز مُقوِّمات الجذب السياحي بما تُمثِّله من مزارات، يحرص العديد من الزوار على زيارتها .. فإن إجراء البحوث والدراسات على هذه الاكتشافات يُمكِّننا من تحديد ملامح حياة الإنسان في تلك الفترة وذلك المكان.
المحرر